س- قال تعالى( وضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ) يذكر الفقهاء قضية اجتماع السمع والبصر لتحقق النوم بينما الآية ذكرت السمع دون البصر فما وجه الارتباط بينهما ؟
ج:ما يذكره الفقهاء إشارة إلى النحو الغالب،بمعنى أن الغالب في النوم أن يتصاحب فيه خفاء السمع والبصر،لكنهم يذكرون في موارد الشك أن المدار على انتفاء السمع،فلو كانت عيني الإنسان مغلقتين لكنه يسمع جميع ما يدور حوله فلا يعامل الفقهاء هذا الفرد معاملة النائم،وعليه لا تترتب عليه الآثار من ناقضية الطهارة وما شابه.
س5- ورد في الروايات النهي عن تزويج المؤمن الذي لا يحضر صلاة الجماعة وهو قادر على الحضور ولكن تهاونا وتكاسلا فهل النهي هنا بمثابة الحرام أم لا؟ وما موقفنا تجاه مثل هؤلاء؟
ج:المستفاد من هذه الروايات التي نقل بعضها شيخنا المجلسي في بحاره،بحسب الظهور الأولي هو وجوب حضور صلاة الجماعة،لكن بعد ضمها لما ورد من النصوص التي لا يستفاد منها الوجوب يبنى حينئذٍ على دلالتها على الاستحباب المؤكد،وإن كان هناك بعض علمائنا يفتي بوجوب حضور صلاة الجماعة في بعض الفرائض،وعلى أي حال فحضور صلاة الجماعة استحباب مؤكد ورد الحث والندب إليه كما هو مفاد النصوص المشار إليها.
وأما من لم يحضرها فقد فوت على نفسه الكثير من الأجر والثواب،وعلى إخواننا المؤمنين أن يقدموا له النصح والإرشاد بالتي هي أحسن أملاً أن يقتدي بهم ويحضر معهم صلاة الجماعة إن شاء الله تعالى.
أما النهي عن تزويجه،فلعله على فرض تمامية ما ذكر يعود للحث والترغيب لكون الزوج متكاملاً من جميع الجوانب الإيمانية.
س6- حينما نسئل عن فلان من قبل بعض المؤمنين لأنه تقدم لخطبة ابنتهم أو العكس حينما يسألنا البعض من المؤمنين عن البيت الفلاني لغرض الزواج منهم فماذا نقول إن كنا نعلم حقائق غير لطيفة عن المسئول عنهم سواء من الناحية الأخلاقية أو سواها وفي إظهارها قد نقع في الغيبة أو هتك الاستار فماذا نقول وما هو المقدار المسموح به ؟
ج:في مثل مفروض السؤال،يدخل هذا في النصيحة وهي إحدى الموارد المستثناة من الغيبة،ولذا يجوز لك في مثل ما جاء في فرض السؤال من بيان تلك الحقائق بعنوان النصيحة.
لكن نصيحتنا لإخواننا المؤمنين أن يحذروا قدر المستطاع من الوقوع في مثل هذه الموارد،خصوصاً وأن الشيطان دائماً يزين للإنسان الغيبة،بدعوى أن هذا من الأمور الجائزة أو من الأمور المستثناة.
س11- هناك آية في القرآن دلالتها أن الجبال خلقت حتى لا تهتز الأرض وتمنع حدوث الزلازل والبراكين وفي بعض الدراسات العلمية والتوزيع الجغرافي لمناطق البراكين والزلازل وجدنا أن كثيراً من أماكن البراكين والزلازل تتمركز في المناطق التي تحيط بها الجبال والبعض يقول أن هذه الجبال تكونت متأخرة ولكن هذا القول غير مقنع فما قولكم؟
ج:لا ينبغي لنا أن نفسر الآيات القرآنية على وفق النظريات العلمية الحديثة،فلا يمكن أن نربط بين آية قرآنية وبين نظرية علمية حديثة،وذلك لكون النظريات العلمية نظريات احتمالية ظنية وليست جزمية،فهي تخضع للتصحيح والتخطئة،وكم وجدنا اليوم ومن قبل تخطئة لبعض النظريات،فلو فسرنا القرآن على وفق ذلك لوقعنا بعد مدة من اكتشاف خطأ هذه النظرية التي فسرنا القرآن على ضوئها في مشكلة وهي خطأ القرآن،وهذا غير صحيح حيث أن القرآن لا يأتيه الباطل،ولذا لا ينبغي تفسير القرآن وفق تلك النظريات.
فضيلة الشيخ
هل يجب علينا شرعا اعطاء ولو نبذة موجزة عن المذهب الجعفري للذين ليس لديهم فكرة عن مذهب اّل البيت اذا كانت الفرصة متواجدة بدون ضرر
وشكرا
ج:الدعوة إلى سبيل الحق والمعروف أمر حسن يندب له العقل قبل الشرع،ولا ريب في أن الانتماء لمذهب أهل البيت(ع)هو الانتماء الصحيح الذي ورد الحث الشديد عليه في القرآن الكريم والسنة الشريفة.
ولما كان هناك بعض الأفراد الذين لم يتسن لهم التعرف على مذهب أهل البيت(ع)،وكانت هناك فرصة مواتية لإطلاعهم عليه دون أن يترتب أدنى ضرر أو أذى،فلا إشكال في حسن ذلك،ولأن يهدي الله بك رجلاً أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
س:هل يجوز ان نسأل اهل البيت وندعو لهم رغم بعدنا عن مناطق الموجودة فيهاالأضرحة؟
ج:إن عقيدتنا نحن الشيعة الإمامية أن أهل البيت(ع)أحياء عند ربهم يرزقون،فلا يمنعهم بعد المكان،كما لا يقتصر وجودهم على مكان خاص،وعليه لا مانع من التوسل بهم حتى مع كون الإنسان بعيداً عن مراقدهم الطاهرة،نعم كلما كان الإنسان قريباً من المرقد الشريف كان التوسل أقرب للإجابة وذلك لشرف البقعة التي يكون فيها أحد المراقد الطاهرة.
س:إذا كانت الأم شيعية،لكن ولدها سني،فهل تقبل شفاعتها فيه يوم القيامة،مع العلم أن الأم امرأة متدينة وتقية؟
ج:الظاهر والله العالم أن شفاعتها في حقه غير مقبولة،وعلى فرض قبول شفاعتها فيه فإن ذلك لا يخول له دخول الجنة،حيث يمضي بعض أعلامنا إلى أن المخالفين لا يدخولنها والله العالم.
س:أريد بعض المعلومات عن شخصية أسامة بن زيد بن حارثة؟…
ج:هو أسامة بن زيد بن حارثة،يقال له حب رسول الله وابن حبه،أمه أم أيمن،مولاة رسول الله(ص)ولاه رسول الله على رأس الجيش الذي قال فيه:نفذوا جيش أسامة،لعن الله من تخلف عن جيش أسامة،وكان له من العمر يومها ثمانية عشر سنة.
لكن الكلام في كونه شيعياً موالياً لأهل البيت(ع)أو لا؟…
قد يقال بكونه شيعياً لأنه قد ورد في رجال الكشي أن الإمام الحسن(ع)قد كفنه في برد أحمر،وقد قضى دينه،وهذا يكشف عن حسنه،فضلاً عن كونه إمامياً شيعياً.
هذا وعلى فرض صحة الرواية،يكون الصحيح أنه الإمام الحسين،لكون الإمام الحسن(ع)قد توفي قبل أسامة،وهو الذي صرح به في البحار،حيث ذكر أن المكفن هو الإمام الحسين(ع).
لكن الرواية التي تضمنت تكفين الإمام(ع)له رواية ضعيفة،فلا يمكن العمل بها،كما أنه قد صدرته منه بعض المقولات والأعمال التي تنافي الإنقياد لإمام عصره،مما يمنع عن كونه موالياً.
بل يظهر من بعض الأخبار ذمه،وأن رجوع المتخلفين عن جيشه برضاه ومشورته.
وفي شرح النهج لأبن أبي الحديد،أنه ممن لم يـبايع علياً(ع)بعد قتل عثمان.
نعم قيل أنه قبل وفاته رجع وتاب،فإن ثبت ذلك،كان على الطريق القويم،لكن الصحيح كما ذكر العلامة الحلي أنه لم يرجع عن عمله،فيـبقىالتوقف فيه،إن لم يقل بضعفه.
س:لي صديق يتبع الفرقة الشيعية المسماة بالشيخية،والتي لا علم لنا عنها إلا الشيء القليل،لذا نرجوا التفضل بتعريفنا بها،مع بيان معتقداتها،ونهجها وطريقها،وما هو رأي سماحتكم في هذه الفرقة،كما نرجوا منكم إرشادنا إلى بعض الكتب التي تتحدث عنها؟…
ج:هي فرقة من الشيعة الإمامية ظهرت في أواخر النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري،الموافق للتاسع عشر الميلادي،سميت بذلك نسبة إلى الشيخ أحمد الأحسائي المتوفى سنة 1241،وتسمى بالكشفية أيضاً لما ينسب إلى زعيمها من الكشف والإلهام،أو لأن الله سبحانه قد كشف غطاء الجهل وعدم البصيرة في الدين عن بصائرهم،كما تسمى بالركنية لقولها بالركن الرابع والشيعي الكامل واعتباره من أصول الدين.ويعرفون بمبالغتهم في تعظيم أهل البيت(ع)حتى يتهمون بالغلو فيهم.
وهم ينهجون المنهج الإخباري،في التعامل مع الأدلة الشرعية الإستنباطية.
هذا وعمدة ما يمكن أن يأخذ عليهم،هو بعض المعتقدات المتطرفة،كقضية الغلو في أهل البيت(ع)وكحمل بعض الألفاظ والخطب الصادرة عن أمير المؤمنين(ع)على ظواهرها مما لا يتناسب مع الشرع الحنيف والدين الإسلامي.
ومتى انتفى ذلك عنهم فإنهم شيعة موالون يتبعون مذهب أهل البيت(ع)ويدينون بدين الحق.
هذا وخير مورد للتعرف عليهم محاولة استفادة ذلك من ألسنتهم حيث أن أغلب ما هو بأيدينا كتب من الطرف المقابل لهم،ولذا من أراد الإنصاف فعليه أن يتعرف عليهم من خلال ما كتبوه هم عن أنفسهم،والله العالم.