يوم الإمام الحسين(ع)
من الآيات القرآنية التي تضمنت أمراً موجهاً من الله تعالى لأحد أنبيائه وهو نبي الله الكليم موسى(ع)، قال تعالى:- (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله)، حيث تضمنت الآية الكريمة أمراً موجهاً من قبل الله تعالى إلى نبيه الكليم موسى(ع)، أن يذكر قومه بأيام الله، وهذا يكشف عن أن هناك أياماً مختصة لله تعالى، مع أن جميع الأيام لله عز وجل، كما أن جميع الأمكنة وما في الكون له تبارك وتعالى، ما يوجب تساؤلاً عن الوجه في تخصيص قسم من الأيام بالله دون غيرها، بحيث وصفت تلك الأيام بأنها أيام الله. ومن الواضح أن إضافة الأيام لله تعالى، بحيث عدّت الأيام بأنها أيام الله تعالى، يوجب أهمية وخصوصية في تلك الأيام، لأن إضافتها لله تعالى يعطيها أهمية خاصة، لأن المضاف يكتسب من صفات المضاف إليه.
وينتفي التساؤل المذكور حال الإحاطة بالنكتة الموجبة لتوصيف بعض الأيام بأنها أيام الله دون غيرها، ويتضح ذلك من خلال الإحاطة بالمقصود بكون اليوم من أيام الله.
أيام الله:
والظاهر أن المقصود من أيام الله، هي الأيام التي ظهر فيها سلطانه تبارك وتعالى، إما من خلال القهر والغلبة كالأيام التي أهلك الله فيها قوم نوح وعاد وثمود مثلاً، أو بالإنعام والرحمة، كيوم خروج نوح(ع) وأصحابه من السفينة، واليوم الذي أنقذ الله فيه إبراهيم(ع)، من نار نمرود، واليوم الذي نجى الله عز وجل فيه موسى(ع) وقومه من الغرق، ويوم بدر عندما انتصر المسلمون، ويوم الغدير.
وهذا يعني أن أيام الله تعالى هي تلك الأيام التي تكون مشتملة على خصوصية نوعية تميزها عن غيرها بحيث تكون معلماً ومظهراً لرحمة الله تعالى أو غضبه.
وعند التأمل في الآية التي تضمنت الأمر بضرورة التذكير بأيام الله تعالى، لا نجد فيها تقيـيداً بأحد الموردين، بل نراها مطلقة ما يعني شمولها لكليهما، خصوصاً وأنه لا يوجد ما يوجب التقيـيد بأحدهما دون الآخر. وقد ورد هذان الاحتمالان في النصوص التي تعرضت لتفسير الآية، فقد روى ابن عباس وجابر بن عبد الله، عن رسول الله(ص) -في حديث طويل-أنه قال: أيام الله: نعماؤه وبلاؤه، وهي مَثُلاته[1]. يعني عقوباته.
وعليه، سوف يكون المطلوب من نبي الله موسى(ع) أن يذكر بني اسرائيل بأيام الله فيهم، وهي الأيام التي أنجاهم الله تعالى فيها من فرعون وجنده.
والحاصل، إن المقصود من أيام الله هي الأيام التي ظهر فيها أمر الله سبحانه ظهوراً لا يبقى معه لغيره ظهور، فيحس الناس بعظمة الله تعالى وسلطانه.
يوم الحسين من أيام الله:
ثم إنه بعد الإحاطة بالمقصود بأيام الله تعالى، وأنها كل يوم يظهر فيه أمر الله سبحانه وتعالى، وعظمته وسلطانه، ما يعني أن أيام الله لا تختص بزمان، ولا بمكان، يطرح السؤال التالي: هل يعدّ يوم الإمام الحسين(ع) يوماً من أيام الله تبارك وتعالى، أو لا؟
إن المراجع للنصوص الشريفة يقف على أنها قد عبرت عن واقعة كربلاء باليوم، ولم تعبر عنها بالنهضة، ولا بالثورة ولا بالحركة، وأمثال ذلك[2]، ومن الواضح أن هذا التعبير مراد ومقصود للمعصومين(ع)، فمن تلك النصوص:
ما جاء في كتاب علل الشرائع لشيخنا الصدوق(ره)، بسنده عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: قلت لأبي عبد الله(ع) جعفر بن محمد الصادق(ع): يا ابن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله(ص)، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة(ع)، واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين(ع)، واليوم الذي قتل فيه الحسن(ع) بالسم؟ فقال: إن يوم الحسين(ع) أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام، وذلك أن أصحاب الكساء الذين كانوا أكرم الخلق على الله تعالى كانوا خمسة فلما مضى عنهم النبي(ص) بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين(ع)، فكان فيهم للناس عزاء وسلوة، فلما مضت فاطمة(ع) كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين للناس عزاء وسلوة، فلما مضى منهم أمير المؤمنين(ع) كان للناس في الحسن والحسين عزاء وسلوة، فلما مضى الحسن(ع)، كان للناس في الحسين(ع) عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين(ع) لم يكن بقي من أهل الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فكان ذهابه كذهاب جميعهم، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم، فلذلك صار يومه أعظم مصيبة.
قال عبد الله بن الفضل الهاشمي، فقلت له: يا ابن رسول الله، فلم لم يكن للناس في علي بن الحسين عزاء وسلوة مثل ما كان لهم في آبائه(ع)؟ فقال: بلى، إن علي بن الحسين كان سيد العابدين وإماماً وحجة على الخلق بعد آبائه الماضين، ولكنه لم يلق رسول الله(ص) ولم يسمع منه، وكان علمه وراثة عن أبيه عن جده عن النبي(ص)، وكان أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين(ع) قد شاهدهم الناس مع رسول الله(ص) في أحوال في آن يتوالى فكانوا متى نظروا إلى أحد منهم تذكروا حاله مع رسول الله(ص)، وقول رسول الله له وفيه، فلما مضوا فقد الناس مشاهدة الأكرمين على الله عز وجل ولم يكن في أحد منهم فقد جميعهم إلا في فقد الحسين(ع)، لأنه مضى آخرهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيام مصيبة.
قال عبد الله بن الفضل الهاشمي: فقلت له: يا ابن رسول الله، فكيف سمت العامة يوم عاشوراء يوم بركة، فبكى(ع)، ثم قال: لما قتل الحسين(ع) تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الأخبار، وأخذوا عليه الجوائز من الأموال، فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم وأنه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه، حكم الله مما بيننا وبينهم[3].
ومن خلال التعبير الوارد في هذا النص وغيره، سوف يصدق على يوم الإمام الحسين(ع) أنه يوم من أيام الله تعالى.
وبعبارة أخرى، إن الداعي لأن يعبر المعصوم(ع) عن النهضة الحسينية المعظمة باليوم، هو إدراجها في كبرى الآية التي تضمنت أمر نبي الله موسى(ع) تذكير قومه بأيام الله، وهذا يعني أننا مخاطبون أيضاً بتذكر هذا اليوم، والذي يعدّ من أيام الله تعالى.
إن قلت: من قال: إن يوم الإمام الحسين(ع) يوم من أيام الله، فإن النص خالٍ من الإشارة إلى ذلك، وأقصى ما تضمنه إطلاق لفظ اليوم على النهضة الحسينية المعظمة، ولم يتضمن إطلاق مفهوم يوم الله عليها.
قلت: قد عرفت فيما تقدم، أن المعيار في صدق مفهوم يوم الله على يوم من أيام الله، هو أن يكون ذلك اليوم قد ظهر فيه أمر الله عز وجل وعظمته، وسلطانه، فكل ما يكون مشتملاً على ذلك، فإنه يعدّ من أيام الله تبارك وتعالى، ولا ريب في أن يوم الإمام الحسين(ع) كان كذلك، ويشهد لذلك حديث الإمام زين العابدين(ع) مع الشامي الذي سأله: من المنتصر أبوك أم يزيد؟
أحكام يوم الله:
وبعد الفراغ عن أن يوم الإمام الحسين(ع)، من أيام الله تعالى، فإن من الطبيعي عادة أن يكون لمثل هذه الأيام أحكام خاصة، ما يعني أن ليوم الإمام الحسين(ع)، أحكاماً خاصة به، ويمكن استفادة ذلك من خلال الأمر الذي ورد في الآية الشريفة حيث قال تعالى:- (وذكرهم)، إذ لا ريب أن لهذا الأمر الوارد فيها غرض يراد منهم تحقيقه، يترتب على عملية التذكير، وهو الذي عبرنا بأن لأيام الله تعالى أحكاماً خاصة، ويساعد على ذلك ملاحظة ما جاء في صدر الآية، حيث يقول تعالى:- (أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور)، فإن الإخراج من الظلمات إلى النور كما هو أمر إلزامي، فإن التذكير بأيام الله تعالى كذلك أيضاً. سواء كان المورد من صغريات مجاز السكاكي، وهو الحقيقة الإدعائية، فيكون المقصود أيام الله إدعاءاً، فيكون اليوم مُنزلاً منزلة المظروف، وهو النقمة أو النعمة التي تكون في ذلك اليوم. أم كان المورد معنى حقيقياً دون وجود مجاز في المقام، فيكون التذكير بالفترة الزمنية التي وقعت فيها الأحداث ليكون المقصود هو ذات اليوم.
وبالجملة، لن يخرج الأمر عن أن يكون لليوم موضوعية، كما هو مقتضى الاحتمال الثاني، أو أنه مأخوذ على نحو الطريقية، فيكون الاحتمال الأول، وكلاهما لا مانع من البناء عليه.
ثم إن الأمر الوارد في الآية بالتذكير لا يكتفى فيه بمجرد إتيانه مرة واحدة، وإنما هو مطلوب على نحو الدوام والاستمرار، ويستفاد ذلك من استعمال صيغة التذكير، والتي هي من باب التفعيل، وعدم استعمال صيغة الذكر.
ولا تستعمل صيغة التفعيل عادة إلا حين إرادة التكرار وعدم الاكتفاء بالمرة الواحدة أو المرتين، وهذا يعني أن معنى قوله تعالى:- (وذكرهم بأيام الله)، يعني كرر عليهم ذلك، ولا تكتفي فيه بمرة أو مرتين، بل يكون التذكير دائمياً ومستمراً.
ومع أن أيام الله تعالى تشترك في جملة من الأحكام، مثل العمد فيها لعبادة الله تعالى وطاعته وشكره، والحذر من نقمته وسخطه، إلا أن لبعضها أحكاماً خاصة، ولما كان الحديث عن يوم الإمام الحسين(ع)، فهو يشترك مع بقية أيام الله تعالى فيما عرفت، وله أحكام خاصة به، وهو ما يستفاد من رواية ابن شبيب مع الإمام الرضا(ع)، حيث جاء فيها: إن كنت باكياً فابك الحسين(ع).
ومن الواضح أن مدلولها أن من أحكام هذا اليوم من أيام الله هو الإحياء، فيكون المطلوب من المكلفين الاشتغال فيه بهذا الأمر، وتحقيقه على أرض الواقع في الخارج،
كيفية الاحياء:
ولما خلت النصوص الشريفة من الإشارة لكيفية الإحياء، فسوف يكون المرجع في ذلك إلى العرف، فيعمد إلى فعل كل ما يكون موجباً لانطباق عنوان الإحياء خارجاً، ومن المعلوم أن هناك مصاديق موضع اتفاق لا يختلف في انطباقها عنوان الإحياء عليها، كما أن هناك مصاديق يجزم بعدم صدق ذلك عليها، وهناك مصاديق يشك في صدق ذلك عليها.
ولما كان المرجع في تحديد صدق الإحياء وعدمه للعرف، فيلتـزم بأن كل ما قرر أنه من الإحياء كان من أحكام يوم الإمام الحسين(ع)، والتي هو من أيام الله، مثل إقامة المآتم الحسينية، والحضور فيها، والبكاء، والتباكي، واللطم وما شابه ذلك. ويستفاد هذا المعنى من جملة من النصوص، مثل ما رواه بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله(ع)، قال: تجلسون وتتحدثون؟ قال: قلت: نعم جعلت فداك. قال: إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا إنه من ذكرنا، وذكرنا عنده، فخرج من عينه مثل جناح الذبابة، غفر الله ذنوبه، ولو كانت أكثر من زبد البحر. وغيرها من الروايات.
مظاهر الإحياء:
ويتجلى الإحياء ليوم الإمام الحسين(ع)، من خلال إظهار الأهداف والغايات التي قام أبو عبد الله الإمام الحسين(ع)، من أجلها، إذ مضافاً إلى البعد العبادي والمتمثل بصورة جلية واضحة في عملية البكاء والتباكي، كما دلت على ذلك نصوص عديدة، فإن هناك أهدافاً أخرى تبرز من خلال هذه النهضة العظيمة، وهي تتمثل في أمور ثلاثة:
الأمر الأول: الجانب الفكري المعرفي:
وهو الذي يعمد من خلاله إلى رفع مستوى الوعي عند المتلقي بكافة أطيافه، ليحيط بالحيثيات التي يسعى لتحقيقها والوصول إليها، ولا يكون ذلك إلا من خلال تزويد المجتمع بثقافة إسلامية أصيلة، وإزالة كافة الأفكار المنافية للإسلام وتعاليمه، فيتغذى العقل بمفاهيم القرآن الكريم وتعاليمه، وسنة أهل بيت العصمة والطهارة(ع)، ويعي التكاليف الشرعية المناطة بالفرد والأمة تجاه الباري سبحانه وتعالى.
وهذا يعني أن المجالس الحسينية والتي تحيى في يوم من أيام الله تعالى تعطي المتلقي دورة معرفية متكاملة في جوانب متعددة وما يحتاج إليه، وتعمد لرفع مستوى الوعي عند أطياف المجتمع بكافة طبقاته.
الأمر الثاني: الجانب الروحي المعنوي:
فإن النهضة الحسينية العظيمة كانت لله تعالى، وفي سبيل الله عز وجل، ومن أجل دين الله تبارك وتعالى، فهي نهضة جسدت مدى حب الله تعالى والذوبان في كل ما يقرب منه. نهضة قدّم قائدها مهجته الشريفة، وأولاده وأخوته وأبناء عمومته وأصحابه، ونسوته وأطفاله وكل ما يملك في سبيل رضا الله تعالى. وقد نقل التاريخ صوراً رائعة تجسد هذا المعنى، فقد ذكر أرباب السير والمقاتل أن الإمام الحسين(ع) التفت ليلة العاشر لأخيه العباس(ع) لما رأى أصرار القوم على إغضاب الله تعالى بقتله(ع)، وعدم تأثير الوعظ فيهم، وقال له: إن استطعت أن تصرفهم عنا في هذه اليوم فافعل، لعلنا نصلي لربنا في هذه الليلة، فإنه يعلم أني أحب الصلاة وتلاوة كتابه.
وقد وصفت كتب السير والمقاتل الحال الذي كان عليها الإمام الحسين(ع)، وأصحابه في تلك الليلة، فقد جاء فيها: وقد بات الحسين(ع)، وأصحابه تلك الليلة ولهم دوي كدوي النحل ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد.
ومثل ذلك الموقف العظيم الذي جسده البطل أبو ثمامة الصيداوي، عندما طلب من الإمام(ع) أن يلقى الله تعالى بعدما يؤدي صلاة الظهر معه.
ولابد أن يكون لمثل هذا النحو من الانقطاع لله عز وجل والسعي الحثيث لطلب مرضاته، نحو تأثير، بل تمام التأثير على المحب للإمام الحسين(ع)، والمحيي لأيام الله تعالى في ذكرى شهادته العظيمة، فينعكس ذلك عليه بصورة واضحة، ليكون من الذين يحيون الليلة بالعبادة، ويأنسون بتلاوة القرآن الكريم، ويحافظون على أداء الصلاة في وقتها، ولا يأخروها عنه.
الأمر الثالث: الجانب الاجتماعي:
ويظهر هذا عملياً من خلال الإحياء الجماعي لهذه المناسبة العظيمة، وما يتركه ذلك عليهم من آثار اجتماعية عالية ورفيعة جداً.
الإحياء المميز:
ثم إنه كلما كان المجتمع محيطاً بالأهداف العالية للنهضة الحسينية العظيمة، كان ذلك سبباً رئيساً لأحياء عاشوراء بصورة مميزة، ولو من خلال اعتقاد الإنسان أن الغرض الذي نهض الإمام الحسين(ع) هو امتثال التكليف الإلهي الخاص الموجه إليه، ما يجعل الوظيفة الإلهية متمثلة في البكاء عليه(ع) ليلاً ونهاراً. فإحياء عاشوراء في الحقيقة هو إحياء للإسلام وما جاء به النبي الأكرم محمد(ص)، إنه إحياء لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنه رفع لمستوى الوعي عند الأمة.
الخلود والبقاء:
كما أن من أحكام أيام الله تعالى خلودها وبقائها واستمرارها، لأن المفروض أن اضافتها لله تعالى يعطيها شيئاً تمتاز به لا يكون ثابتاً في شأن غيرها، ما يوجب امتيازها على بقية الأيام. وهذا يعني أنه لا يمكن لأحد أن يعمد إلى محو شيء من تلك الأيام، فأيام عاشوراً لا مجال لأحد أن يمحوها، شأنها شأن بقية أيام الله الأخرى، مثل يوم نجاة نوح(ع) ومن معه في السفينة، ونجاة خليل الرحمن إبراهيم(ع) من نار النمرود، وهكذا.
[1] بحار الأنوار ج 20 ص 76.
[2] لا يخفى أن خلو النصوص الشريفة من التعبير عن النهضة الحسينية المعظمة بالنهضة وأضراب ذلك من المفاهيم لا يمنع من إطلاق ذلك عليها، لأن المفاهيم تارة ترد في النصوص بنحو النص والتصريح، وأخرى تكون متصيدة من خلال ملاحظتها مجموعها، ولا ريب في أن مفهوم النهضة من النحو الثاني، على أنه حتى لو لم يكن متصيداً من النصوص، فإن الإطلاق العلمائي ما دام لا يتنافى والأهداف المشروعة من جهة، ولا يوجب إساءة من قريب أو بعيد لمقام العصمة، كافٍ للبناء على مشروعية الاستعمال.
[3] علل الشرائع ج 1 ح 1 ص 264.