الرفض عنوان هوية

لا تعليق
من القلب إلى القلب
11
0

الرفض عنوان هوية

 

تختلف المجتمعات فيما بينها من جوانب متعددة، وإحدى تلك الصفات التي تمتاز بها عن بعضها البعض، كيفية تعاملها مع الثقافات الجديدة الوافدة عليها، والتي تكون مخالفة لمبادئها الدينية، وقيمها الأخلاقية وعاداتها الاجتماعية، فتملك القدرة عندها أن تقول لها (لا)، وتعمد إلى رفضها وعدم قبولها، وهذا يكشف عن وجود هوية لذلك المجتمع، وللأفراد الذين يعيشون فيه.

وعلى خلاف ذلك المجتمعات التي لا ترفض كل وافد لها، ولو كان منافياً لتعاليمها الدينية وقيمها الأخلاقية وعاداتها الاجتماعية، فتقول نعم لكل جديد، وينساق أبناء تلك المجتمعات معه، ويتأثرون به، وهذا يشير إلى فقدان هذه المجتمعات للهوية.

ويمكننا أن نتعلم منهجية الرفض وعدم القبول بكل شيء وعدم الرضا بالمساومة من النبي الأكرم محمد(ص)، من خلال ما حكى الباري سبحانه وتعالى ذلك منه على لسانه، يقول تعالى:- (قل يا أيها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون* ولا أنتم عابدون ما أعبد*ولا أنا عابد ما عبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد* لكم دينكم ولي دين).

وقصة السورة المباركة معروفة، كما نص على ذلك في كتب التفسير، فقد ورد أن كفار مكة جاءوا إلى رسول الله(ص) يطلبون منه أن يتبع دينهم، مقابل أن يتبعوا دينه، وقد رفض النبي الأكرم(ص) العرض القرشي، ولم يقبل به، لأنه يمثل مساومة منهم إياه على منهجه ومعتقده ومتبنياته المعرفية، وهذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه كل إنسان مؤمن حيال أي ثقافة دخيلة عليه.

مواضع الرفض:

وهناك جوانب مهمة ينبغي للمجتمعات وأفرادها أن تتخذ فيها منهجية الرفض، وقول كلمة(لا)، نشير لاثنين منها:

أحدهما: التنازل عن الدين:

ويعدّ النموذج الأكمل والأوضح لذلك هو النبي محمد(ص)، كما عرفت حين الإشارة لقصته(ص) مع كفار مكة، ومثل ذلك أيضاً الإمام الحسين(ع)، وموقفه يوم عاشوراء، بل إن نهضته المباركة ومن بدايتها تدل دلالة واضحة على منهج الرفض وعدم القبول.

ومما يؤسف له أنه يوجد اليوم من يخجل من الدين وتعاليمه، فيضعف عن النهي عن المنكر، فلا يقول للسفور مثلاً (لا)، ولا يقول للمنكرات (لا)، ولا للمحرمات (لا)، وهكذا.

ثانيهما: النفس الأمارة بالسوء:

والتي تعتبر أعدى أعداء الإنسان، فلذلك ينبغي مجاهدتها ومخالفتها، ورفض متطلباتها، فالمؤمن لا يتبع الشهوات، ولا المغريات، ولا يفعل المحرمات.

 

 

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة