صلاة الطفولة

لا تعليق
من القلب إلى القلب
130
0

صلاة الطفولة

 

انطلاقاً من قوله تعالى:- (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)، يقوم كثير من الآباء والأمهات بتعليم أولادهم وبناتهم الصلاة في سن مبكرة وقبل مرحلة البلوغ، رغبة في تعويدهم على أداءها قبل فترة بلوغهم، وهذا أمر حسن جداً، بل مهم، إلا أن المشكلة التي يقع فيها جملة منهم هي تهرب الأطفال من  أداء الصلاة، ويستمر ذلك حتى مراحل سن البلوغ الأولى، فلا يعتني الطفل فتاة كانت أم صبياً، بأداء الصلاة، ويبدأ الأهل عادة الدخول معهم في المشاكل، وتبدأ الشكاوى منهم بسبب ذلك وطلب الحلول والبحث عنها.

ومما يؤسف له هو عدم العناية بهذا الجانب وعدم التركيز عليه من قبل الأساتذة التربويـين المتصدين للتعليم الديني.

إن مثل هكذا أمر بحاجة إلى دراسة موضوعية من جوانب متعددة، فنحتاج متابعة بعض الأخصائيـين التربويـين، وفي مجال علم الاجتماع والتربية السلوكية، بالإضافة إلى البعد الديني، ولا ينبغي قصر الأمر في الجانب الديني فقط.

إن الطريقة المثلى لاستمرار الأطفال على أداء الصلاة واندفاعهم نحوها هو محبتهم إياها، ولذا تقع المسؤولية على التربويـين، سواء كان الأبوان، أم المسؤولون في التعليم الديني، أم غيرهم، في كيفية زرع محبة الصلاة في نفوس الأطفال بحيث يرتبطون بها كما يرتبطون ببقية الألعاب، ولا مانع من تجديد عملية الارتباط بين فترة وأخرى.

ومن المعلوم أن الأسلوب المتبع لزرع محبة الصلاة في نفوس الأطفال لن تكون وفق منهج واحد، بل سوف يختلف ذلك حسب المرحلة العمرية للأطفال، بل قد يختلف ذلك من الذكور إلى الإناث، إلا أن الشيء المهم فعلاً هو كيفية زرع محبة الصلاة في نفوس الطفل، وجعله يرتبط بها ويكون مندفعاً إليها.

ومن الطبيعي أن هذا بحاجة إلى دراسة، والبحث عن الأسلوب الأمثل والأتم، ولذا نحتاج الاستعانة ببعض المختصين في مجالات متعددة، كالتربية والسلوك والاجتماع.

من هنا أتمنى من القائمين على مشروع التعليم الديني كبرنامج الحوزوي الصغير والذي يقام في هذا المكان المبارك، وكذا برنامج المصلين الذاكرين والذي اجتمعنا الليلة لجني ثمرته بتكريم الأحبة الأبناء الذين داوموا الحضور خلال الفترة السابقة، الاستعانة ببعض المختصين وعقد ورشة عمل من أجل إيجاد الطريقة المثلى لمعالجة هكذا موضوع.

وأخيراً كلمة أبوية أوجهها لأولياء أمور الأحبة الأبناء الذين يمثلون برنامج المصلين الذاكرين، بضرورة حث الأبناء على مواصلة الحضور للمسجد، والاستمرار في المداومة على صلاة الجماعة، لما لذلك أبرز الأثر في بنائهم الروحي والمعرفي، ومن المهم أن يكون الأب والأم هما القدوة الأساس لهذا الطفل بتواجدهما في المسجد، وفي صلاة الجماعة، ولو في بعض الفرائض، أو بعض الأيام.

ولا يحسن أن ينقطع الطفل عن الحضور للمسجد وعن صلاة الجماعة بمجرد انتهاء برنامج المصلين الذاكرين، لأن ذلك يؤدي إلى خسران الطفل ما جناه وحصله خلال مدة البرنامج، بل يجعل ارتباط الطفل بالصلاة والمسجد ارتباطاً مادياً وهو أثر خطير جداً لا يحسن تنشأة الطفل عليه.

وفي الختام الشكر الجزيل موصول للقائمين على هذا البرنامج المبارك، ونسأل الله لهم دوام الموفقية، ونرتقب منهم برامج نافعة أكثر للأبناء.

 

 

 

 

 

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة