قال تعالى:- (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)[1].
تمهيد:
الآية الشريفة تدل على تشريع وإلزام من الله سبحانه وتعالى تجاه المكلفين، وهو الإتيان بقصد بيت الله الحرام لأداء جملة من المناسك بكيفية معلومة وفي زمن محدد.
وقد قيد الله سبحانه وتعالى ذلك بجملة من الشروط، نصت الآية الشريفة على واحد منها، وهو الاستطاعة.
وهذا يعني أن الوجوب الإلهي لا يحصل إلا إذا تحققت الاستطاعة، ولذا عبروا عنها بالاستطاعة المحصلة للوجوب.
هذا ولما كان الحديث حول الاستطاعة وبيان المراد منها يرتبط بأحكام الحج، فلنجعل الحديث عنها في نهاية المطاف، ولنتعرض قبل ذلك لجملة من الأمور.
فضل الحج على كافة العبادات:
وردت جملة من النصوص الشريفة تتحدث عن فضل الحج وبيان منـزلته وأنه أفضل من الصلاة والصوم، وأفضل من الصدقة، وأنه أفضل الأعمال بعد الجهاد، فنلشر إلى بعض تلك النصوص.
فقد ورد عن رسول الله(ص) في بيان فضل الحج على الصلاة والصوم عن رسول الله(ص) أنه قال: لحجة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافاً أحصى فيه أسبوعه، وأحسن ركعتيه غفر الله له[2].
وعن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: كان أبي يقول: الحج أفضل من الصلاة والصيام، إنما المصلي يشتغل عن أهله ساعة، وإن الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم، وإن الحاج يتعب بدنه ويضجر نفسه وينفق ماله ويطيل الغيـبة عن أهله، لا في مال يرجوه ولا إلى تجارة.
وكان أبي يقول: وما أفضل من رجل يجيء يقود بأهله والناس وقوف بعرفات يميناً وشمالاً، يأتي بهم الحج فيسأل بهم الله تعالى[3].
وقد جاء في فضله على الصدقة عن الإمام أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: لما أفاض رسول الله(ص) تلقاه أعرابي في الأبطح، فقال: يا رسول الله، إني خرجت أريد الحج فعاقني عائق، وأنا رجل ميّل كثير المال، فمرني أصنع في مالي ما أبلغ ما بلغ الحاج.
فالتفت رسول الله(ص) إلى أبي قبيس فقال: لو أن أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاج[4].
بين الحج والزيارة:
هذا وربما قيل بأن هذا الذي ورد في الحج يقابله ما ورد في فضل الزيارة، وبالتحديد ما جاء في فضل زيارة الإمام أبي عبد الله الحسين(ع)، وما جاء في فضل زيارة الإمام الرضا(ع)، ولعل التأمل في تلك النصوص يوجب تقديمها على الحج، وبالتالي لا يكون الحج أفضل من مطلق العبادات بقول مطلق.
هذا ولابد من التفريق بين طائفتي النصوص، فيفرق بين النصوص التي وردت في حق زيارة المولى أبي عبد الله الحسين(ع)، وبين النصوص الواردة في زيارة الإمام الرضا(ع)، ويتضح داعي التفصيل والتفريق بينهما من خلال البيان التالي:
لقد كانت في عصر الإمام الرضا(ع) أقوى حركة للتيار الواقفي، وقد كان ذلك بعد شهادة الإمام موسى الكاظم(ع)، حيث امتنع جماعة من أصحابه من الإيمان بإمامة الإمام علي بن موسى الرضا(ع)، وقالوا بأن موسى بن جعفر لم يتم، وإنما قد غاب وهو القائم المنـتظر الذي يظهر في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وقد اتخذ الإمام علي بن موسى مجموعة من التدبيرات للوقوف أمام مثل هذا التيار وكذا الأئمة الذين جاءوا من بعده، فكانت إحدى السبل لذلك الأسلوب الإعلامي الذي كان يصرح بأفضلية زيارة الإمام الرضا(ع)، من أجل الإشارة إلى أنه إمام معصوم مفترض الطاعة منصوب من قبل الله تعالى على لسان نبيه الكريم والأئمة من بعده، وهذا يعني أن هذه النصوص لا إطلاق لها لكي تكون شاملة لمثل مقامنا، بل هي مختص بذلك الظرف الذي صدرت فيه، ولا ربط لها ببقية الأزمنة، فلاحظ.
أما بالنسبة للنصوص الصادرة في حق المولى أبي عبد الله(ع) فيصعب جداً رفع اليد عن إطلاقها، بل إن التأمل في النصوص وكثرة صدورها وفي موارد متعددة، وعن غير واحد من الأئمة(ع)، يكشف عن أنها ليست محتصة بزمان دون آخر، بل هي جارية في كل زمان وفي كل عصر، فلاحظ.
والنـتيجة التي نخلص لها، أنه على ما يـبدو لا يوجد ما هو أفضل من الحج كعبادة من العبادات إلا زيارة الإمام أبي عبد الله الحسين(ع)، والله العالم بحقائق الأمور.
ثواب الحج:
ثم إن النصوص كما أشارت إلى أفضلية الحج على العبادات الأخرى، تعرضت أيضاً إلى بيان ثوابه، ولنشر لبعض النصوص المتعرضة لذلك:
منها: ما جاء عن النبي(ص) أنه قال: ليس للحجة المبرورة إلا ثواب الجنة.
ومنها: قوله(ص): العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحجة المتقبلة ثوابها الجنة.
ومنها: قوله(ص): الحاج ثلاثة: فأفضلهم نصيباً رجل غُفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، ووقاه الله عذاب القبر، وأما الذي يليه فرجل غُفر له ذنبه ما تقدم منه، ويستأنف العمل فيما بقي من عمره، وأما الذي يليه فرجل حُفظ في أهله وماله.
ومنها: قوله(ص): أي رجل خرج من منـزله حاجاً أو معتمراً، فكلما رفع قدماً ووضع قدماً تناثرت الذنوب من بدنه كما يتناثر الورق من الشجر، فإذا ورد المدينة وصافحني بالسلام صافحته الملائكة بالسلام، فإذا ورد ذا الحليفة، واغتسل طهّره الله من الذنوب، وإذا لبس ثوبين جديدين جدد الله له الحسنات، وإذا قال: لبيك اللهم لبيك أجابه الرب عز وجل: بلبيك وسعديك، أسمع كلامك، وأنظر إليك، فإذا دخل مكة وطاف وسعى بين الصفا والمروة وّصل الله له الخيرات.
فإذا وقفوا في عرفات، وضجت الأصوات بالحاجات، باهى الله بهم ملائكة سبع سماوات، ويقول: ملائكتي وسكان سماواتي، أما ترون إلى عبادي، أتوني من كل فج عميق شعثاً غبراً، قد أنفقوا الأموال، وأتعبوا الأبدان؟! فوعزتي وجلالي لأهبن مسيأهم بمحسنهم، ولأخرجنهم من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم، فإذا رموا الجمار وحلقوا الرؤوس، وزاروا البيت نادى منادٍ من بطنان العرش: ارجعوا مغفوراً لكم، واستأنفوا العمل.
هذا وكما وردت الروايات في الترغيب إلى الحج، من خلال بيان ما يترتب على الإتيان به من ثواب، وقد سمعت شيئاً من ذلك، أيضاً هناك جملة كبيرة من النصوص أشارت إلى فضل إدمان الحج، والدعاء من أجل التوفيق للإدمان على أدائه، فمن النصوص التي أشارت إلى فضل الإدمان على الحج، ما رواه عذافر قال: أبو عبد الله(ع): ما يمنعك من الحج في كل سنة؟ قلت: جعلت فداك، العيال، قال: إذا مت فمن لعيالك؟! أطعم عيالك الخل والزيت وحج بهم كل سنة.
ومنها: ما جاء عن أبي عبد الله الصادق(ع) أيضاً أنه قال لعيسى بن أبي منصور: يا عيسى إن استطعت أن تأكل الخبز والملح وتحج في كل سنة فافعل.
وأما الأدعية التي وردت في طلب التوفيق للإدمان على الحج فكثيرة، نشير إلى جملة منها، فقد ورد في أدعية الإمام زين العابدين(ع) قوله: اللهم وامنن عليّ بالحج والعمرة وزيارة قبر رسولك صلواتك عليه ورحمتك وبركاتك عليه وعلى آله عليهم السلام أبداً ما أبقيتني في عامي هذا وفي كل عام واجعل ذلك مقبولاً، مشكوراً، مذكوراً لديك، مذخوراً عندك.
ومن أدعية الإمام الصادق(ع) في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك قوله: اللهم رب شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، وافترضت على عبادك فيه الصيام، صل على محمد وآل محمد، وارزقني حج بيتك الحرام، وزيارة قبر نبيك والأئمة صلواتك عليهم في عامي هذا وفي كل عام.
هذا وقد فسر النصوص الإدمان بأنه يكفي في تحققه أن يحج الإنسان ثلاث سنين متوالية، بل يكفي أن يحج الإنسان سنة وسنة، كي ينطبق عليه عنوان المدمن للحج، وبالتالي يحصل على أثار الإدمان.
آثار إدمان الحج:
لا ريب في أن للإدمان على الحج جملة من الآثار، لأن من الواضح أن الشارع المقدس لا يأمر بشيء أو ينهى عن شيء إلا وفي الأمر مصلحة والنهي مفسدة، نعم قد يقصر العقل البشري عن إدراك ذلك، لكن لابد وأن يكون الأمر مشتملاً على مصلحة أو مفسدة، لأن الأحكام الشرعية تابعة للمصالح والمفاسد.
وعلى أي حال، فقد تعرضت النصوص الشريفة إلى ذكر جملة من الآثار التي تترتب على إدمان الحج، فمن تلك الآثار:
1-إطالة العمر، فقد ورد عن الرسول الأكرم محمد(ص) أنه قال: من أراد الدنيا والآخرة فليؤم هذا البيت، ومن رجع من مكة وهو ينوي الحج من قابل زيد في عمره.
2-دفع الفقر، فقد ورد عنه(ص) أنه قال: لا يحالف الفقر والحمى مدمن الحج والعمرة.
وجاء عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: حجج تترى وعمر تسعى يدفعن عيلة الفقر وميتة السوء.
وقال (ع) أيضاً: من حج ثلاث حجج لم يصبه فقر أبداً.
3-دفع ضغطة القبر، فقد روى منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد الله(ع) عمن حج أربع حجج ما له من الثواب؟ قال: يا منصور، من حج أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر أبداً.
4-رفع العذاب والحساب عنه، فقد روى أبو بكر الحضرمي: قلت لأبي عبد الله(ع) ما لمن حج خمس حجج؟ قال: من حج خمس حجج لم يعذبه الله أبداً.
وعنه(ع) قال: من حج عشر حجج لم يحاسبه الله أبداً.
وقال(ع) أيضاً: من حج عشرين حجة لم ير جهنم، ولم يسمع شهيقها ولا زفيرها.
5-يعطى حق الشفاعة، فقد ورد عن إمامنا الكاظم(ع) أنه قال: من حج أربعين حجة، قيل له: اشفع فيمن أحببت، ويفتح له باب من أبواب الجنة يدخل منه هو ومن يشفع له.6-تبنى له مدينة في جنة عدن، فقد روي عن أبي عبد الصادق(ع) أنه قال: من حج خمسين حجة بنى الله له مدينة في جنة عدن، فيها مائة ألف قصر، في كل قصر حور من حور العين وألف زوجة، ويجعل من رفقاء محمد(ص) في الجنة.
وكما ورد استحباب الإدمان والحث والترغيب عليه، وردت جملة من النصوص يستفاد منها كراهة عدم إدمان الحج لمن كان قادراً على ذلك، بل تضمنت نصوص أخرى التحذير من عدم نية العود.
الحاج ضيف الله وفي ضمانه:
هذا وخير ما يشجع المكلف أن يحج، بل ويدمن الحج أن الحاج ضيف الله سبحانه وتعالى، وفي ضمانته، فقد ورد عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: إن ضيف الله عز وجل رجل حج واعتمر، فهو ضيف الله حتى يرجع إلى منـزله.
وجاء عن رسول الله(ص) أنه قال: الحاج في ضمان الله عز وجل مقبلاً ومدبراً، فإن أصابه في سفره تعب أو نصب غفر له بذلك سيئاته، وكان له بكل قدم يرفع ألف درجة في الجنة، وبكل قطرة تصيبه من مطر أجر شهيد.
وعن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: الحاج والمعتمر في ضمان الله، فإن مات متوجهاً غفر الله له ذنوبه، وإن مات محرماً بعثه الله ملبياً، وإن مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين، وإن مات منصرفاً غفر الله له جميع ذنوبه.
آثار الحج:
هذا ولا يخفى أن هكذا عمل عبادي، ترتب عليه هذه العطايا ويشتمل فعله على مثل هكذا ثواب، لابد وأن تكون له جملة من الآثار تنطبع على نفوس المؤدين له، والممتثلين أمر الله تعالى فيه، بتنفيذهم وامتثالهم لما وجه إليهم، وقد اشتملت النصوص المباركة على بيان جملة من الآثار التي يجنيها الحاج بعد أدائه لفريضة الحج، فلنشر لبعض تلك الآثار:
الطهارة:
فقد ورد عن رسول الله(ص) قوله: حجوا، فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن.
وعنه(ص) قوله: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.
وجاء عنه(ص) أيضاً: من حج لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه.
وقال(ص) أيضاً: من خرج حاجاً يريد وجه الله، فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفّع فيمن دعا له.
الغنى:
فقد جاء عن رسول الله(ص) أنه قال: حجوا لن تفتقروا.
وقال أيضاً: الحج والعمرة ينفيان الفقر، كما ينفي الكير خبث الحديد.
وقال(ص) أيضاً: حجوا تستغنوا.
النور:
فقد ورد عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم بذنب.
خير الدنيا والآخرة:
فقد ورد عن رسول الله(ص) أنه قال: من أراد الدنيا والآخرة، فليؤم هذا البيت، فما أتاه عبد يسأل الله دنيا إلا أعطاه الله منها، ولا يسأله آخرة إلا أدخر له منها.
المراد من الاستطاعة:
ثم بعدما تعرفنا على ثواب الحج، وما فيه من الآثار، وما للحاج من فضل ومثوبة، نود أن نتحدث عن أحد أهم الشروط التي يجب توفرها في الحج، وما ذلك إلا لكون هذا الشرط اليوم أكثر واقعية وعملية في الخارج من البقية، ضرورة أن بقية الشروط الأخرى يكاد أن يقرر توفرها، ولو في الجملة، فلاحظ.
وعلى أي حال، ذلك الشرط هو شرطية الاستطاعة، إذ عرفت في مطلع البحث أن الاستطاعة شرط في وجوب الحج، وهذا يعني أنه ما لم يكن المكلف مستطيعاً، فلا يجب الحج عليه.
هذا وقد وقع الخلاف في المراد منها، إذ يوجد فيها ثلاثة احتمالات:
الأول: الاستطاعة العقلية، وهي تعني قدرة المكلف على أداء الحج عقلاً.
الثاني: الاستطاعة الشرعية، أن يكون المكلف مستجمعاً لشرائط التكليف، ولا يترتب على أدائه للحج أي عسر أو حجر، فضلاً عن وقوعه في الضرر.
وبالجملة، لا يكون هناك ما يوجب نفي التكليف عنه من قريب أو بعيد.
الثالث: الاستطاعة العرفية، أن يقدر عرفاً على أداء الحج، سواء وجدت الاستطاعة الشرعية أم لا.
وعلى أي حال، فالظاهر بين الفقهاء(رض) أن الاستطاعة المعترة هي الاستطاعة الشرعية، وإن كان الاستطاعة العرفية محتملة، خصوصاً وأنه يمكن حمل الاستطاعة في الآية الشريفة على ذلك.
وعلى أي حال، فقد فسرت الاستطاعة الشرعية في غير واحد من كلمات الفقهاء(رض) بالزاد والراحلة والرجوع إلى كفاية، وإن كان بعض الفقهاء يستشكل في اعتبار الراحلة مطلقاً، بل يقيدها بصورة الحاجة إليها.
الدين والاستطاعة:
هذا ويوجد سؤال يطرح عند الحديث عن الاستطاعة، وهو: هل أن الدين يعد مانعاً من تحقق الاستطاعة أم لا؟…
وعند الإجابة ينبغي ملاحظة أن المسألة خلافية بين أعلامنا، ضرورة أن جملة منهم، يلتـزمون بأنه إذا كان المكلف متمكناً من أداء الدين بعد رجوعه، فإنه يمكنه أن يذهب إلى الحج، ما دام يمكنه ذلك من دون أن يترتب عليه أدنى ضرر من قريب أو بعيد.
لكن جملة منهم، يرون أن الدين مانعاً في بعض الحالات، فإذا كان الدين مستوعباً لنفقة الحج، أو كان مؤثراً في قسم منها، فلا ريب في أنه يكون مانعاً من تحقق الاستطاعة، حتى لو كان بإمكانه أن يقوم بسداده قبل الذهاب إلى الحج.
نعم لو كان وقت أداء الدين يحتاج إلى سنين متقادمة، وبعيدة كخمس وعشرين سنة، فلا إشكال في تحقق عنوان الاستطاعة، وبالتالي يمكن للمكلف الذهاب إلى الحج.
الحج والجمعية:
هذا ومن أجلى مصاديق الدين اليوم في حياتنا العملية، مسألة الجمعيات التي يكثر تداول المؤمنين لها، فكثير من المؤمنين يعمد إلى أخذ الجمعية، ويذهب بها إلى الحج، مع أن هذا يشكل على رأي المجموعة الثانية من الفقهاء(رض) التي ذكرناها، وذلك لأن الجمعية نحو من أنحاء من الدين والقرض، وبالتالي لا يتحقق عنوان الاستطاعة، لما ذكرناه قبل قليل، فلاحظ.
——————————————————————————–
[1] سورة آل عمران آية رقم 97.
[2] الكافي ج 2 ص 19 ح 5.
[3] علل الشرائع ص 456.
[4] ثواب الأعمال ص 72 ح 8.