المعروف بين علماءنا بلوغ الفتاة بإكمالها تسع سنين والدخول في العاشرة، فمتى أتمت الفتاة ذلك، ترتب عليها مجموعة من الأحكام تكون ملزمة بها ويجب على وليها ان يحملها على ذلك، كما يلزم على امها قيامها بذلك من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلك الامور هي:
١-الصلاة فيلزمها أداء الفرائض الخمس في اليوم والليلة بصورتها الصحيحة، وتجتنب كل ما يوجب بطلانها، ولو أخلت بشيء من شرائط الصحة عمداً وجب عليها القضاء ولو بعد حين من الزمن، كما هو مفصل في محله.
٢-الصوم، فيلزمها امتثاله بالامتناع من المفطرات المذكورة في الرسالة العملية من طلوع الفجر حتى دخول الليل، ولو أخلت بذلك عالمة وجب عليها القضاء والكفارة بتفصيل يذكر في كتاب الصوم.
٣-الخمس على رأي من يشترط وجوبه بالتكليف فلا يقول بوجوبه على غير البالغ.
٤-الحج مع توفر شرط الاستطاعة وبقية الشروط الأخرى.
٥-فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع توفر شرائط ذلك كما هو مفصل في محله.
٦-الالتزام بالحجاب الشرعي.
ولا يختلف حجاب الفتاة الصغيرة حديثة البلوغ عن المرأة الكبيرة فكما يجب على المرأة ستر قدمها عن الرجل الاجنبي يجب ذلك على الفتاة التي اكملت تسع سنين ودخلت في العاشرة وكما يجب على الفتاة الكبيرة ان تستر جميع بدنها فلا يجوز لها إبراز شيء من جسدها كيدها مثلا كذلك يجب ذلك على الصغيرة التي اكملت تسع سنين، وكما يجب على الكبيرة ستر شعرها فلا يجوز لها اخراج شيء منه امام الرجل الاجنبي يجب ذلك ايضا على الصغيرة التي اكملت تسع سنين ودخلت في العاشرة. بل حتى وجهها يجب عليها تغطيته لو كانت تقلد من يقول بوجوب تغطية الوجه.
ولذا على الأبوين مراعاة الجانب الشرعي في حجاب الفتاة بعد اكمالها تسع سنين ودخولها في العاشرة ولا يجوز لهما التهاون في ذلك بحجة أنها لا تزال صغيرة فإنهما مرتكبان لحرام يستحقان عليه العقوبة.
وقد حثت نصوص عديدة على لزوم تعويد الطفل على الالتزام بالتكاليف الشرعية قبل بلوغ البنت والولد، فيعودا على الصلاة من سن السابعة مثلاً، ويهيأ للصوم قبل حلول وقت البلوغ فتستعد الفتاة مثلاً من سن الثامنة أو التاسعة، وكذلك الحجاب، فتعد للالتزام به من سن السابعة مثلاً، وهكذا.