ودعائكم فيه مستجاب(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)لا زال الكلام مستمراً في استعراض الخصائص التي امتاز بها الشهر الشريف على بقية الشهور من خلال أن الدعاء فيه مستجاب، وذلك لأن الناس يدعون ربهم في كل آن من آنات السنة، لكنهم قد تستجاب أدعيتهم، وقد لا تستجاب، بينما يقول(ص) بأن شهر رمضان يمتاز بأن الدعاء فيه مستجاب، ولكي يتضح الأمر نحتاج أن نتعرف أولاً على حقيقة الدعاء، وأمور أخرى ستظهر من خلال ما يأتي.
حقيقة الدعاء:
الدعاء لغة هو النداء، وهو في الاصطلاح أن يطلب العبد حاجاته من الله سبحانه وتعالى، وهو يتكون من أربعة عناصر أساسية:
الأول: المدعو، وهو الباري سبحانه وتعالى.
الثاني: الداعي، وهو العبد الذي يسأل ربه.
الثالث: الدعاء، وهو طلب العبد من ربه تعالى.
الرابع: المدعو له، وهو الحاجة التي يرفعها العبد بالدعاء إلى الله تعالى.
العلاقة بين الدعاء والإجابة:
هذا ومن النقاط الرئيسة جداً في مسألة الدعاء مسألة الإجابة التي يرجوها الداعي من ربه حينما يتوجه إليه بالسؤال والدعاء.
وتعتبر قضية الإجابة من النقاط الحساسة جداً، لأنها ربما أدت إلى عدم إيمان بعض الناس بالدعاء لعدم تحقق الإجابة لما صدر منهم من أدعية، لكن ما هي العلاقة بين الدعاء والاستجابة؟…هل أن العلاقة بينهما علاقة وجوب وتلازمات طبيعية، بحيث يقال أنه متى دعى الإنسان، فإنه لابد وأن تستجاب دعوته، أم أن هناك قانوناً آخر في المقام، وهو قانون اللطف والعطف والتفضل الإلهي؟…
ومقصودنا من قانون التلازمات الطبيعية، مثل احتراق الورقة عند وضعها على النار، وغرق الحديدة عند وضعها في الماء، وهكذا.
الصحيح هو أن علاقة الدعاء بالإجابة علاقة تفضل وإحسان وعطف، وهو فيض منه سبحانه وتعالى.
نعم هذا الفيض يتميز عن غيره من أقسام الفيض الأخرى، لأنه يكشف عن حب الله سبحانه وعنايته واهتمامه تبارك وتعالى[1].
إشكالية تأخير الإجابة:
هذا وقد واجه الدعاء اختلافاً كبيراً بين الناس، ما بين من يقبل به مطلقاً وبين من يرفضه ويأباه، وبين من سعى للإنصاف والوسطية.
وعلى أي حال، ما يهمنا هو الإشارة لنقطة ذات مدخلية في هذا الجانب، وقد عدت أحد أدلة المانعين والمنكرين للدعاء، وهي مسألة تأخر الإجابة، أو عدم حصولها، فإنها إحدى الدعاوى التي تمسك بها البعض في الإيراد على الدعاء، وحاصل تلك الدعوى:
إن نسبة الإجابة ضئيلة جداً بالقياس لما يـبذله الداعي من جهد في دعائه، وفي تقديم طلباته، وحتى هذا المقدار من الإجابة لو حصل لربما كان من باب المصادفات الطبيعية لا من باب إجابة الله سبحانه وتعالى لدعاء عبده، فمثلاً: نرى الشخص يدعو ربه لشفاء مريضه، أو لعودة مسافره من سفره بعد طول غياب، أو يطلب الولد من ربه، وغير ذلك من أمنيات طويلة، وفي هذه الحالات قد لا تـتحقق الطلبات المذكورة، وعلى فرض تحققها فلا قطع لدينا أن تحققها كان استجابة لدعائه، بل ربما كان لأجل انتهاء دورة المرض عند المريض، فيتصور الممرض أن الشفاء كان نتيجة دعائه، بحيث أن دعائه قد استجيب، أو أن الوضع العادي للمسافر صادف رجوعه حيث أنهى مهمته وعاد إلى وطنه، فيظن من ينـتظره أن دعائه قد استجيب، فعاد مسافره ببركة توسلاته.
أو تلد المرأة ولداً بحسب التقدير الإلهي الأولي لها، فيظن الوالد أن دعائه في طلب الولد قد استجيب له وأنه قد أخذ مفعوله في التأثير فرزقه الله ولداً مستجيـباً لدعائه.
والحاصل كل هذا يشير إلى أنه لا ثمرة للدعاء، إما لعدم الإجابة أو لتدخل أمور أخرى هي السبب في تحقق المطلوب، لا الدعاء نفسه.
جواب الشبهة المطروحة:
وقد أجيب عن الشبهة المذكورة بعدة إجابات، واحدة منها ما جاء عن الإمام الحجة المنـتظر(روحي لتراب حافر جواده الفداء، وأقل الفداء) في دعاء الافتتاح، حيث قال: فإن أبطأ عني عتبت بجهلي عليك، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور.
ويتضح كلامه(بأبي وأمي) من خلال البيان التالي:
إن الله سبحانه وتعالى لما خلق الخلق لم يتركهم سدى، بل قدر لهم مصالحهم وما يكون فيه نفع إليهم ودفع عنهم كل مفسدة، فهو سبحانه وتعالى لما يسيرهم على طبق هذا القانون رأفة منه بعباده وعطفاً عليهم.
وعلى هذا الأساس، يكون الداعي حراً في دعائه، وفي كل ما يطلب من ربه، ولكل ما يريد في هذه الحياة، لكن بعدما يدعو العبد، هناك رب يرعى حاله، ويلحظ مصالحه، فيقدر كيف سيلبي طلبه، وحينئذٍ فإن كان صلاحه في الإجابة الفورية تفضل الله عليه بذلك إذا علم منه صدق النية، وحسن التوجه، وإن كان صلاحه في التأخير أخرّ له ذلك حتى يحين الوقت الذي شاءت المصلحة تأخيره لذلك الوقت.
وقد تكون المصلحة في عدم الإجابة، ولذلك يحرم الداعي من مطلوبه، ولقد أشارت بعض النصوص إلى هذا المعنى إذ ورد في بعضها أن الغنى لبعض الأشخاص سبب لبطره، كما أن حصول الولد عند بعضهم يعتبر نقمة عليهم، ولهذا يكون الفقر هو الأصلح لهم، وعدم الولد هو الأولى بهم.
ثم إنه قد تخـتلف الرغبات من الأشخاص، إذ قد يتوجه البعض إلى الله سبحانه وتعالى متضرعاً يريد نزول المطر، بينما يدعو آخر بعدم نزوله، ولكل منهما غرضه فيما طلب، وهنا أود الإشارة إلى رواية عن أبي عبد الله الصادق(ع)، تشير إلى هذا المعنى، قال(ع): كان في بني إسرائيل رجل له ابنـتان، فزوج إحداهما من رجل زرّاع، وزوج الأخرى من رجل فخار، ثم زارهما فبدأ بامرأة الزرّاع، فقال لها: كيف حالكم؟…فقالت: قد زرع زوجي زرعاً كثيراً، فإن أرسل الله السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً، ثم مضى إلى امرأة الفخار، فقال لها: كيف حالكم؟…فقالت: قد عمل زوجي فخاراً كثيراً، فإن أمسكت السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً، فانصرف وهو يقول: اللهم أنت لهما وكذلك نحن[2].
فلو استجاب الله سبحانه وتعالى لكليهما، كان ذلك من الجمع بين النقيضين، كما أن ترك كليهما جفاء منه تعالى لهما، واستجابته لإحداهما دون الأخرى من الترجيح بلا مرجح.
ولذا في مثل هكذا موارد، يكون وجود مرجح لأحدهما يستدعي إجابة دعوته، والمرجح عادة ما يكون وجود المصلحة، وعدم المفسدة، فتلبى حينئذٍ المصلحة الموجودة في أحد الطرفين، ولا ريب في أنّ مَن كان في طلبه مفسدة فهو محروم الإجابة.
عندها يقول من حرم الإجابة: يا إلهي أمرتني بالدعاء، فقلت: ادعوني استجب لكم، وقد دعوتك فلماذا لم تجب دعوتي؟…
وقد أجاب عن هذا القرآن الكريم، وهو تأكيد لما سبق وذكرناه من أن مصلحة الداعي هي الداعية إلى ذلك، قال تعالى:- ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)[3].
حيث أنها تشير إلى أن الإنسان لا يعرف حقائق الأشياء مما هي وراء هذا العالم، فربما كان ما يظنه خيراً هو شر في الواقع، وربما كان ما يظنه شراً، هو خير في الواقع.
لكن الله سبحانه وتعالى هو المطلع على الحقائق، وهو العالم بالغيب ولذا يعلم أن ما طلبه الداعي فيه الخير فيحققه له ويلبي دعوته، أو أن فيه شراً له أو عليه، فيمنع عن إجابته.
وهذا يعني أن وراء ذلك القدرة الإلهية وحب الله سبحانه لعبده ورأفته به، فليس للعبد عندها إلا التسليم بالأمر وقبوله.
وهذه العملية التمحيصية لدعوة الداعي، وملاحظة انطوائها على الخير، فتجاب، أو الشر فتمنع، ومن ثمّ التسليم إلى أمر الله سبحانه وإرادته في كل ما يقدّره تعالى لعبده هو المعنى الذي أشار له المقطع الوارد عن مولانا الحجة المنـتظر(عج) قال: ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور.
جواب آخر لتأخير الإجابة:
وقد أشار الإمام أمير المؤمنين(ع) إلى وجه آخر لتأخير، فقال(ع): وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الآمل، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه، وأوتيت خيراً منه عاجلاً، أو آجلاً، أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أُتيته، فلتكن مسألتك فيما يـبقى لك جماله، وينفي عنك وباله، فالمال لا يـبقى لك، ولا تبقى له.
شروط استجابة الدعاء:
بعد ما ذكرناه من بيان لدفع الشبهة المذكورة، وأنه قد أتضح أن هناك مصلحة تدعو لتأخير الإجابة لا ما تصوره المستشكل، وأنه لا وجه لما ذكر، نحتاج إلى أن نتعرض لبيان شروط استجابة الدعاء، فنقول:
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن استجابة الدعاء منوطة بأمور:
الأول: أن يكون الداعي داعياً بحسب الحقيقة، كما يستفاد ذلك من قوله تعالى:- ( إذا دعانِ)، فلابد للداعي الذي يدعو لحاجته أن يكون عالماً بحقيقة الدعاء، ويصدق عليه أنه متوجه لله سبحانه وتعالى، ويكون على معرفة بسعة رحمته وحكمته، دون ما يدور في اللسان مع الغفلة عنه عز وجل.
الثاني: أن يكون الداعي قريـباً من الله سبحانه، ولا يتحقق ذلك إلا بكون الداعي عبداً لله لكي يكون القرب حينئذٍ موجباً للإجابة.
الثالث: أن يكون الداعي مستجيـباً لله سبحانه وتعالى، كما يظهر من قوله عز وجل:- (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي)، عاملاً بما أمر الله به من الإيمان والعبادات التي فيها صلاحه وسعادته ورشده.
الرابع: الاضطرار، لأنه ما لم يقع الداعي في مضيقة الاضطرار بأن كان في مندوحة لم يتمحض منه الطلب، قال تعالى:- (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)[4].
وبالجملة لابد من كون الداعي منقطعاً إلى الله سبحانه وتعالى وملتجأ إليه، فإنه يستجاب له دعائه.
الخامس: حضور القلب ورقته عند الدعاء، فقد جاء عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: إذا رق قلب أحدكم فليدع فإن القلب لا يرق حتى يخلص[5].
السادس: طيب المكسب، فعن رسول الله(ص) أنه قال: من أحب أن يستجاب دعاؤه فليطيب مطعمه ومكسبه.
وقال(ص): فإن الرجل يرفع اللقمة الحرام إلى فيه حراماً، فما يستجاب له أربعين يوماً[6].
السابع: اختيار الأزمنة والأوقات الشريفة للدعاء، كيوم عرفة، وكشهر رجب، وشهر شعبان، وليلة القدر، ويوم الجمعة، ووقت السحر من ساعات الليل. فقد جاء عن رسول الله(ص) أنه قال: خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر.
بل حتى الأمكنة لها دور أيضاً في استجابة الدعاء، فمكة المكرمة والمسجد الحرام، وعرفات في يوم عرفة، وروضة النبي(ص)،والمشاهد المشرفة للأئمة الأطهار(ع)، ومسجد الكوفة، ومسجد السهلة، وعند قبري الوالدين.
الثامن: الجزم والإلحاح في الدعاء، مع تيقن الإجابة، فعن أبي عبد الله(ع) قال: إذا دعوت الله فأقبل بقلبك وظن حاجتك بالباب[7].
ولنكتفي بتعداد هذه الأمور المعتبر توفرها لاستجابة الدعاء، مع أن هناك جملة من الأمور الأخرى أعرضنا عن ذكرها حذراً من الإطالة.
وعلى هذا فالدعاء الذي لا يجاب لابد وأنه قد فقد بعض هذه الأمور التي ذكرناها، بل ربما لم يتحقق من الداعي دعاء أصلاً لعدم توفر الأمور المعتبرة فيه.
الإمام الصادق يـبين كيف يجاب الدعاء:
وقد علمنا الإمام الصادق(ع) طريق الإجابة لأدعيتنا عندما جاءه رجل فقال له: آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما؟…قال(ع): وما هما؟…قال: قوله تعالى:- (أدعوني أستجب لكم) ثم أدعوه فلا أرى الإجابة.
قال(ع): أفترى الله تبارك وتعالى أخلف وعده؟…قال: لا، قال(ع): الآية الأخرى.
قال الرجل: قوله تعالى:- (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) فأنفق ولا أرى خلفاً، قال(ع): أفترى الله أخلف وعده؟…قال: لا، قال: فلم؟… قال: لا أدري.
فقال(ع): لكني أخبرك إن شاء الله تعالى، أما أنكم لو أطعتموه فيما أمركم به، ثم دعوتموه لأجابكم، ولكن تخالفونه وتعصونه، فلا يجيـبكم، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم وإن كنـتم عاصين.
فقال الرجل: وما جهة الدعاء؟…
فقال(ع): إذا أديت الفريضة مجدت الله وعظمته وتمدحه بكل ما تقدر عليه وتصلي على النبي(ص)، وتجتهد في الصلاة عليه، وتشهد له بتبليغ الرسالة، وتصلي على أئمة الهدى(ع)، ثم تذكر بعد التحميد لله والثناء عليه، والصلاة على النبي(ص) ما أبلاك وأولاك، وتذكر نعمه عندك وعليك، وما صنع بك، فتحمده وتشكره على ذلك، ثم تعترف بذنوبك ذنباً ذنباً، وتقرّ بها أو بما ذكرت منها، وتجمل ما خفي عليك منها، فتـتوب إلى الله من جميع معاصيك، وأنت تنوي أن لا تعود، وتستغفر منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء ويكون من قولك: اللهم إني أعتذر إليك من ذنوبي واستغفرك وأتوب إليك، فأعني على طاعتك، وفقني لما أوجب عليّ من كل ما يرضيك، فإني لم أرَ أحداً بلغ شيئاً من طاعتك إلا بنعمتك عليه قبل طاعتك، فانعم عليّ بنعمة أنال بها رضوانك والجنة، ثم تسأل بعد ذلك حاجتك فإني أرجو أن لا يخيـبك إن شاء الله تعالى[8].
وهذا الخبر قد تضمن الإشارة إلى بعض شروط كمال الدعاء، وهناك شروط أخرى لم يتعرض(ع) لذكرها هنا.
كما أن هناك شروطاً لقبول الدعاء، لكن ليس هذا محل الحديث عنها، فليطلبها من أرداها من مظانها.
عوامل عدم استجابة الدعاء:
وكما أن هناك عوامل مساعدة في عملية استجابة الدعاء، هناك عوامل تمنع من استجابة الدعاء، ومن تحقيق طلب الداعي وتنفيذ رغبته، وهذه العوامل هي:
1-الذنب:
وهو أحد أبرز العوامل الداعية إلى عدم استجابة الدعاء، فعن إمامنا الباقر(ع): إن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب، أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته وأحرمه إياها فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني[9].
وقد جاء في دعاء كميل: فأسألك بعزتك أن لا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي.
2-الظلم:
فعن أمير المؤمنين(ع): إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى بن مريم: قل للملأ من بني إسرائيل….إني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمة[10].
3-مناقضة الدعاء لحكمة الله سبحانه:
فعن الإمام علي(ع): إن كرم الله سبحانه لا ينقض حكمته، فلذلك لا يقع الإجابة في كل دعوة[11].
دعائكم فيه مستجاب:
بعدما قدمناه، نشير إلى المقصود من العبارة التي ذكرها المصطفى(ص)، وهي تحتمل وجهين:
الأول: أن يكون المقصود أنه في شهر رمضان لا يعتبر في إجابة الدعاء توفر شروط استجابة الدعاء، فيكون الدعاء مستجاباً حتى لو لم تكن تلك الشروط متوفرة.
الثاني: أن المقصود أن في الدعاء في شهر رمضان توفر شرط من شروط الإجابة وهو الزمان، فيكون الدعاء مستجاباً لكونه في شهر رمضان.
وقد عرفت في شرح المقطع السابق عدم القبول بمثل هذا الاحتمال، والجواب عنه، فلا نعيد.
——————————————————————————–
[1] أقسام الفيض ثلاثة:
1-فيض بالنعمة، وهو حصول الإنسان على نعم من الله سبحانه، كنعمة الولد والصحة والعلم، والمال، والشرف، وأمثال ذلك.
2-فيض بدفع النقمة والمكاره، التي تنـزل بالإنسان، فيصاب بحالة من اليأس، مع أنه سبحانه يرفع ذلك عنه.
3-فيض بإجابة الدعاء.
[2] روضة الكافي ج 8 ص 112.
[3] سورة البقرة الآية رقم 216.
[4] سورة النمل الآية رقم 62.
[5] الكافي ج 2 ص 477.
[6] بحار الأنوار ج 93 ص 272.
[7] الكافي ج 2 ص 473.
[8] فلاح السائل ص 38.
[9] بحار الأنوار ج 73 ص 329.
[10] الخصال ص 337.
[11] غرر الحكم رقم 3478.