تأملات في الخطبة الشعبانية(8)-أهل كرامة الله

لا تعليق
من القلب إلى القلب
141
0

وجعلتم فيه من أهل كرامة الله(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1)الكرامة عز وتفوق في نفس الشيء، ويقابلها الهوان، وهي تختلف عن العزة في أنها لا يعتبر فيها الاستعلاء على الغير بخلاف العزة.

ومن آثار الكرامة جملة من المفاهيم: الجود، والإعطاء، والسخاء، والصفح، والعظم، والنـزاهة، وكون الشيء مرضياً محموداً، وكونه حسناً، أو مصوناً أو غير لئيم.

وتلاحظ الكرامة بالنسبة للذات المقدسة من دون قيد، وبلا نهاية، بحيث لا يتصور فيه أقل هوان وضعف، ففيه تعالى حقيقة الكرامة، وكل الكرامة، ومبدأ الكرامة ومنـتهاها، وكما أنه مبدأ الوجود والتكوين، كذلك هو مبدأ الكرامة، والفيض والرحمة، ولا يوجد كرامة إلا من جانبه.

كرامة الإنسان:

وقد يسأل البعض، أنه كيف الطريق لحصول كرامة الإنسان؟…

فنجيب بأن الطريق لحصول كرامة الإنسان يكون من خلال تحليه بصفات الله سبحانه وتعالى التي منها الكرامة، وذلك بأن يتنـزه عن الهوان والذلة المادية والروحانية، وأن يكون متفوقاً في نفسه وعزيزاً في باطنه.

وهذا لا يتحصل إلا بالتقرب المعنوي من الله عز وجل، بتقليل العلائق والتعلقات المادية، وبالتعلق بالملأ الأعلى، قال تعالى:- (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)، فذكرهم سبحانه أنهم بلغوا مقاماً لم يـبق لهم من طلب في حياتهم إلا ما أمرهم الله سبحانه وتعالى به، وأنه ليس لهم من عمل خلاف ما يأمرهم به تعالى[1].

هذا وقد اتضح مما قدمنا معنى كون الإنسان من أهل كرامة الله سبحانه، ذلك لأنه أولاً هو في ضيافة الله سبحانه، وقد عرفت حقيقة هذه الضيافة، ودعوته سبحانه وتعالى إياه أوجبت له شرفاً.

كما أنه ليـبلغ مرتبة الكرامة لابد وأن يكون مبتعداً ومتنـزهاً عن العلائق المادية، ومبتعداً عنها.

هذا ولا ينحصر أهل كرامة الله سبحانه وتعالى في خصوص ضيوف المائدة الإلهية في شهر رمضان المبارك، بل هناك آخرون أيضاً من أهل كرامة الله سبحانه، وهم زوار أبي عبد الله الحسين(ع)، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: من أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة، وفي شفاعة محمد(ص)، فليكن للحسين(ع) زائراً، ينال من الله أفضل الكرامة[2].

——————————————————————————–

[1] التحقيق في كلمات القرآن الكريم(بتصرف).

[2] مستدرك الوسائل ج 10 ص 237.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة