س: لو أن شخصاً نذر بالطريقة التالية: لله عليّ نذر لأن أحرزت علامات مرضية، أن أقرأ مصرع العباس، هل في ما سبق من الصيغة المذكورة إنزال لقدر أبي الفضل، أو غيره من أهل البيت(ع)، وما حكم مثل هذا النذر بشكل عام؟…
ج: لا يوجد في الصيغة المذكورة أي إنزال لمنـزلة سيدنا أبي الفضل العباس، أو غيره من أهل بيت العصمة والطهارة(ع)، خصوصاً مع التوجه إلى أنهم الوسيلة التي نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى من خلالها.
وأما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، وهو حكم مثل هذا النذر، فالصيغة المذكورة صيغة غير صحيحة، لأنه قد جمع فيها بين كلمتي(لله، والنـذر)، ولذا إذا صدر النذر بهذه الكيفية، فإنه لا ينعقد، ويكون فاسداً، فلا يجب الوفاء به، والصيغة الصحيحة في النذر إنما هي بالإتيان بأحد اللفظين المشار لهما فيما تقدم، فإما أن يقول: لله عليّ، أو يقول نذر عليّ، والله العالم.
س: طالب في المدرسة لا يغش، ولا يغشـش، لكنه لا يغطي ورقته، بحيث يمنع أن يُغش منها، بقوله: إن تكليفي على نفسي، ولست مسئولاً إن غش أحدهم من ورقتي، فما حكمه، وما مدى صحة إدعائه؟…
ج: إنما يصح كلامه ما لم يكن مسبباً لوقوع الآخرين في الحرام، وهذا نظير المرأة التي تخرج من بيتها، فإنه-وفقاً لرأي بعض الفقهاء-لا يجب عليها ستر وجهها، وإنما يجب على الرجل أن يغض بصره، لكنها لو كانت مسبباً لوقوعه في الحرام، فلا إشكال في استحقاقها الإثم، ومقامنا من هذا القبيل، فإذا كان عدم تغطيته ورقته موجباً لوقوع الآخرين في الحرام، ولو بسبب إغرائه إياهم بعدم تغطية الورقة، كان ما يفعله محرماً، والله العالم.
س: يوجد في الأسواق زيت يسمى زيت المنك يستعمل في تجميل شعر النساء، و هذا الزيت يستخرج من المادة الدهنية التي توجد تحت جلد حيوان المنك ( Mink ) وذلك عند سلخه لاستعمال فرائه الثمين، فيستخلص هذا الدهن قبل عملية دباغ الجلد، ثم يحول إلى زيت، فما حكم استعماله؟…
ج: إذا كان الحيوان المذكور مما له نفس سائلة، وقد ذبح على الطريقة الشرعية، فلا إشكال في جواز استخدامه حينئذٍ، أما لو لم يذكَ بمعنى أنه لم يذبح على الطريقة الشرعية، فلا إشكال في كونه نجساً، فلا يجوز استعماله، ومن استعمله وجب عليه تطهيره، اللهم إلا أن يقال بأنه قبل أن يصنع ويـباع في الأسواق تتم له عملية استحالة، فعندها سوف يجوز استخدامه، لأنه بالاستحالة قد طهر، والله العالم.
س: سيدي ما رأيك بقراءة الفنجان (والله الشاهد)من باب التسلية؟…
ج: قراءة الفنجان في نفسها ما لم يصاحبها شيء آخر محرم جائزة، ونقصد من عدم مصاحبتها شيئاً محرماً أن لا تتضمن الإخبار بالمغيـبات، ولا تنطوي على الكذب، وما شابه ذلك، والله العالم.
س: بسمه تعالى ما هي المنهجية المناسبة لطالب المقدمات من الناحية الفقهية أي ما دون كتاب اللمعه الدمشقية هل يكتفي في الرسالة العملية بمنهاج الصالحين أم يدرس كتاب شرائع الإسلام لكن يتطلب وقتاً كبيراً؟…
ج: لابد من أن يحدد طالب العلم الهدف الذي يسعى للوصول إليه، لأنه لو كانت غايته أن يكون مبلغاً فيلزمه أن يـبدأ الدراسة من الرسالة العملية لأنها سوف تكون المصدر الأساس الذي يعتمد عليه في عمليته التبليغية، بخلاف ما لو كان طموحه أن يكون مجتهداً، فإنه لن يكون بحاجة للرجوع للرسالة العملية بصورة دائمة، وعلى هذا الأساس يمكن تقرير أي المنهجين هو الأفضل، وفي تصوري أنه يمكن لطالب الحوزة أن يجمع بين الأمرين لو تسنى له أن يدرس الرسالة العملية، ويـبدأ تدريجياً بالترقي فيها فيعمد إلى التعرف على بعض الأقوال، وشيئاً ما من الاستدلال، فيكون قد جمع بين الأمرين، بين دراسة الرسالة العملية، وأبرز ما كان سيستفيده من كتاب الشرائع، والله العالم.
إن قلت: إن نكاح الإخوان بعضهم لبعض مخالف للفطرة، ومن المعلوم أن الشرائع السماوية التي جاء بها الأنبياء متوافقة والفطرة.
قلت: إن دعوى مخالفته للفطرة غير صحيح، لأنها لا تنفيه، ولا تدعو إلى خلافه من جهة تنفرها عن شيوع هذا النوع من العلاقة، ويشهد لذلك تداوله بين المجوس أعصاراً طويلة كما يقص التاريخ ذلك، كما أنه شائع قانونياً في روسيا كما يحكى، نعم تبغضه وتنفيه الفطرة لأنه يؤدي إلى شيوع الفحشاء والمنكر وبطلان غريزة العفة بذلك وارتفاعها عن المجتمع البشري، ومن المعلوم أن هذا النوع من التماس والمباشرة إنما ينطبق عليه عنوان الفجور والفحشاء في المجتمع العالمي اليوم، وأما المجتمع يوم ليس هناك بحسب ما خلق الله سبحانه إلا الأخوة والأخوات، وقد تعلقت المشية الإلهية بتكثرهم وانبثاثهم فلا ينطبق عليه هذا العنوان.
هذا وتحقيق الحال واختيار أي القولين المذكورين يحتاج إلى بحث ليس هذا مجاله، والله العالم.