أصل الإنسان في القرآن الكريم

لا تعليق
كلمات و بحوث الجمعة
936
6

قال تعالى ) ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأٍ مسنون([1].

عني القرآن الكريم بمسألة أصل الإنسان ومبدأ خلقه عناية خاصة وأولاها كثيراً من التأكيد والاهتمام لكونها إحدى المسائل الفكرية البارزة بين مسائل الكون والحياة ولما يمكن أن تثير من تساؤل واستطلاع لدى كثير من الناس.

ومن الواضح أن القرآن الكريم حين تعرضه لهذه المسألة وعنايته بها لم يقصد بذلك بحثها على نحو ما تبحث في كتب البيولوجيا والجولوجيا وعلوم الطبيعة لأن القرآن ليس كتاباً للعلوم الطبيعية بقدر ما هو كتاب حياة الإنسان يرسم له فيه أساليب التربية وأسس التكامل.

وعلى هذا فلا ينتظر منه تناول جزئيات هذه العلوم من قبيل تفاصيل: النمو والتشريح وعلم الأجنة وعلم النبات وما شابه ذلك.

نعم هذا لا يمنع من تطرقه إلى قسم من هذه العلوم بما يتناسب مع البحث التربوي المراد طرحه بإشارات مختصرة،لأن الهدف الأساسي من التناول هو الجانب التربوي في الخلق.

وعلى أي حال فقد وردت الإشارة إلى عدد من المسائل الكونية والتكوينية فيه تلميحاً أو تصريحاً لإثبات أنه كتاب الله المبين ، ومعجز هذا الدين وآية صدق رسول الله .

وعندما نستعرض آيات القرآن التي تتحدث عن أصل الإنسان ووجوده الأول نجد أنها قد اهتمت بهذا الموضوع من جوانب ثلاثة :

الأول : أصل الإنسان بحكم كونه إنساناً وبمواد خلقه وعناصر تركيبه.

الثاني : ما عني بآدم بملاحظة كونه الإنسان الأول والأب لكل الآدميين.

الثالث : ما يعرف في اصطلاح المحدثين بعالم الذر وما ورد بشأنه من وجود سابق للناس كلهم في لحظة واحدة لأخذ الميثاق عليهم.

وما يهمنا في حديثنا هذا هو خصوص الجانب الأول وما يتعلق به ولذا سوف يكون تركيزنا عليه بالخصوص دون غيره.

أصل الإنسان:

تختلف الآيات القرآنية من جهات حول خلق الإنسان فيعرض بعضها لخلق أول إنسان،وبمعرفة ذلك سوف يتضح مبدأ جميع أفراد الإنسان الآخرين من الناحية التاريخية فإذا قلنا أن آدم خلق من طين صح عندها القول بأن جميع الناس خلقوا من التراب.

ويعرض البعض الآخر إلى جميع أفراد الإنسان بصورة مستقلة، ومن الواضح عدم نفي هذا الظهور للظهور الأول بمعنى أن يقال: إن كل إنسان قد خلق من نطفة وهي مخلوقة من مواد غذائية والمواد إما لحوم أو نباتات وجميعها يعود إلى الأرض فيكون مبدأ خلق الإنسان باعتبار كل فرد من أفراده هو التراب.

ثم إن هذا الاختلاف ليس تناقضاً لأن كل فئة من الآيات تنظر إلى جهة لا تلحظها الآيات الأخرى.

من أي شيء خلق الإنسان:

الملاحظ لكيفية تناول الكتاب الشريف لمبدأ وجود الإنسان قد يبدو له لأول وهلة وجود اختلاف بين آياته إذ يراه يقول في آية)وهو الذي خلق من الماء بشراً([2]، وقال في آية أخرى)ُخلق من ماء دافق([3].

إلا أنه بعد التعمق في آيات الكتاب لن نرى اختلافا لأن النطفة والماء ، والماء الدافق كلها ماء فيمكن الجمع بينها.

وقد أطلقت كل منها لجهة خاصة وعليه يتضح أن الماء باصطلاح القرآن الكريم ليس منحصراً في خصوص السائل المركب من هيدروجين وأكسجين ، بل هو معنى واسع يشمل حتى النطفة.

لكن الذي يوجب توهم الاختلاف في أصل مبدأ الإنسان وخلقه ما ورد من التعبيرات المتنوعة وهي :

التراب-الطين-الحمأ المسنون-الصلصال وأمثالها.

وهذا أيضاً يمكن علاجه بالجمع بين هذه الآيات المتعرضة لذلك فالتراب إذا أضيف إليه الماء أصبح طيناً ، وإذا جف ماؤه صار صلصالاً.

ويعبر عن الطين في سواحل البحار والأنهار بالحمأ وإذا كانت فيه لزوجة عبر عنه بالطين اللازب فكل هذه ناشئة من التراب ، فكأن كل آية من الآيات تعرض لمرحلة من مراحل خلق الإنسان.

نعم يبقى الاختلاف بين الآيات المؤكدة على الماء والآيات التي تشير إلى التراب فكيف يجمع بينها؟..

ويجاب بأن الاختلاف المذكور يتصور في حالة حصر أصل الخلق في خصوص الماء أو التراب ، أما لو كان المقام عبارة عن ذكر بعض العناصر المكونة لا جميعها فعندها يكون الجمع ممكناً حيث أن الآيات الناصة على أحدهما دون الآخر تكون متعرضة لبيان بعض العناصر المكونة.

هذا ولا بأس بالإشارة إلى الآيات التي تعرض إلى الحديث عن أصل الإنسان وعن مواد خلقه وعناصر تركيبه :

1- الأرض والتراب :

توجد بعض الآيات التي تشير إلى أن منشأ الإنسان هو الأرض ، قال تعالى ) هو أنشأكم من الأرض([4].

وقال تعالى ) والله أنبتكم من الأرض نباتاً([5].

وتشبه هذه الآيات، الآيات التي تعد التراب هو منشأ لوجود الإنسان وهو قسم من الأرض قال تعالى ) والله خلقكم من تراب([6].

2- الماء:

وقد ورد ذلك في عدة آيات ، قال تعالى) وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً([7]، ويوجد احتمالان في معنى الماء :

الأول : أن يكون بحسب معناه الاصطلاحي المتعارف فتكون هذه الآية كبقية الآيات التي تعتبر الموجودات الحية مخلوقة من الماء كقوله تعالى ) والله خلق كل دابة من ماء([8].

الثاني : أن يكون الماء بمعنى النطفة.

وهذا الاحتمال هو الأقوى فيكون المقصود أن النطفة هي المبدأ القريب للإنسان ويشهد لذلك الآيات التي تعبر عن النطفة بالماء المهين أو الماء الدافق.

ثم إن هذه الآية وأمثالها تشير إلى بيان الطريق الطبيعي لخلق الإنسان فحسب فلا عموم فيها لأن آدم وعيسى لم يخلقا من نطفة.

3- الطين :

توجد طائفة من الآيات تقول أن المادة الأولى لخلق الإنسان هي الطين ، قال تعالى : ) هو الذي خلقكم من طين([9]، وقال تعالى : ) إنا خلقناهم من طين لازب([10].

4- الصلصال:

لقد اعتبر منشأ ظهور الإنسان من صلصال في أربع آيات :

منها0 : قوله تعالى ) خلق الإنسان من صلصال كالفخار([11]، ومعنى الصلصال هو الطين الجاف.

5- الحمأ المسنون:

لقد0 ذكرت آية سورة الحجر الحمأ المسنون علاوة على الصلصال ، ولعل أقرب المعاني له الطين الذي صقل فذهبت خشونته.

6- النطفة:

هناك فئة من الآيات تعد أن منشأ خلق الإنسان هو النطفة قال تعالى ) خلق الإنسان من نطفة([12]، وقال تعالى ) ألم يك نطفة من مني يمنى([13].

وقد ورد ذكر التراب والنطفة معاً في بعض الآيات ، قال تعالى ) فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة([14].

ويحتمل في هذه الآيات وجهان :

الأول : لما كان آدم مخلوقاً من تراب وكل إنسان ينتهي في خلقه إليه فإذن سيكون مبدأ خلق آدم مبدئاً لخلق الآخرين أيضاً.

الثاني : أن تكون هذه الآيات ناظرة إلى مراحل خلق كل فرد فالتراب يتحول إلى مواد غذائية ، وهي تتحول إلى نطفة فيكون التراب مبدأها والنطفة مبدأ الإنسان.

وبعبارة أخرى يعتبر التراب المبدأ البعيد والنطفة المبدأ القريب له.

وكل من الوجهين يستقرب بلحاظ سياق بعض الآيات ، نعم بعض الآيات تختص بآدم وعيسى لكونهما مخلوقين من غير نطفة ، كما أن المخلوق من صلصال كالفخار الظاهر أنه خصوص آدم لأننا مخلوقين من تراب من مواد غذائية ترابية تحولت إلى غذاء وتحول هو إلى نطفة.

وهذا ليس صلصالاً لأنه لو كان الطين جافاً لم ينم النبات فيه فيختص ذلك بآدم ويكون نسبة ذلك للآخرين لكونهم أبنائه ويشهد لما ذكرنا قوله تعالى 🙂 وبدأ خلق الإنسان من طين.ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين([15].

حيث نجد أنه فصّل بين الإنسان الأول فقال أنه مخلوق من طين، وبين نسله فذكر أنهم مخلوقون من ماء مهين.

وهناك آيات في القرآن الكريم تبين مبدأ خلق الإنسان تارة ببيان كيفية خلق كل فرد بدءاً من النطفة ومروراً بتلك المراحل المعينة حتى تصل إلى مستوى الجنين الكامل ، وتارة أخرى ببيان سورة خلق الإنسان الأول ، وثالثة بالجمع بين الصورتين.

فقوله تعالى : ) وبدأ خلق الإنسان من طين.ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين([16]يشير إلى الجمع بين الصورتين . وأما الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان من صلصال كالفخار فهي تشير إلى خلق الإنسان الأول كما ذكرنا سابقاً.

ويشير إلى مراحل حياة الإنسان من بعد آدمu قوله تعالى ) يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً([17].

التكامل النوعي:

بعدما تعرفنا على أصل وجود الإنسان من خلال القرآن الكريم نتعرض هنا لما يدور في أوساط علماء الطبيعة بشأن خلق الكائنات الحية بما فيها الحيوانات والنباتات فنقول :

توجد فرضيتان تطرحان في الوسط العلمي لعلماء الطبيعة بشأن ذلك :

الأولى : فرضية التكامل النوعي أو تطور الأنواع ومفادها : إن الكائنات الحية لم تكن في البداية كما هي عليه الآن وإنما كانت على هيئة موجودات ذات خلية واحدة تعيش في مياه المحيطات وظهرت بطفرة خاصة من تعرقات طين أعماق البحار.

وبتعبير آخر : كانت هذه المخلوقات عديمة الروح ثم تولدت منها خلية حية نتيجة لظروف خاصة وقد كانت هذه الكائنات الحية متناهية في الصغر لا ترى بالعين المجردة ثم تطورت فمرت بمراحل التكامل التدريجي وتحولت من نوع إلى آخر ، وتم انتقالها من البحار إلى الصحاري ثم إلى الهواء ، وبذلك تكونت النباتات والحيوانات المائية والبرية والطيور.

وأكمل مرحلة وأتم حلقة لهذا التكامل والتطور هو الإنسان الذي نراه اليوم حيث تحول من موجودات تشبه القرود إلى القرود التي تشبه الإنسان ثم وصل إلى صورته الحالية.

الثانية : فرضية ثبوت الأنواع ومفادها : إن أنواع الكائنات الحية ومنذ بدايتها ولا زالت تحمل ذات الأشكال والخواص ولم يتغير أي من الأنواع إلى نوع آخر ، ومن جملتها الإنسان فكان له صورته الخاصة به منذ بداية خلقه.

أدلة الفرضية الأولى:

ذكر أصحاب فرضية التطور والتكامل مجموعة من الأدلة في مقام إثبات دعواهم ويمكن تلخيصها :

1-أدلة مستمدة من علم الأجنة المقارن:

وتوضيح هذا الدليل : إن هناك كثيراً من مظاهر النمو الجنيني تكون عامة بين أفراد أي مجموعة من الحيوانات…وإن الأجنة المبكرة للجميع تتشابه لحد كبير وفيما بعد تتميز أجنة كل صنف وفي الأخير تتضح صفات العائلة حتى النوع.

والإنصاف أن هذا الدليل بعيد عما يرومون الإستدلال عليه لأن تشابه الأجنة إن دل على شيء فإنما يدل على وحدانية الخالق سبحانه وتعالى ، لأن الأسس والأصول التي قامت عليها حياة الكائنات الحية جميعاً تخضع لفكرة واحدة وإن اختلفت في التفاصيل.

وبعبارة أخرى إن الكائنات الحية كلها تتشابه وتتقارب في نشأتها الأولى ، ثم تترجم الخلية ما تضمنته إلى خطة عمل إلى كائن حي يمر بمراحل محددة لا تختلف كثيراً بين نوع ونوع ، ولا يكون تمييز الأجنة إلا في مراحل متأخرة.

2-الأدلة المستفادة من علم التشريح المقارن:

لما قام العلماء بتشريح الحيوانات الفقرية مثلاً وقارنوها ببعضها وجدوا حقائق لا تفسر تفسيراً معقولاً إلا من خلال نظرية التطور فقد لاحظ العلماء أن بعض الأعضاء في الحيوانات المختلفة بالرغم من أنها تؤدي وظائف متباينة إلا أن هذه الأعضاء قد بنيت على نظام تشريحي واحد.

فالطرفان الأماميان لعدة حيوانات يتشابهان في التراكيب الأساسية ، إلا أنها تقوم بوظائف مختلفة ، وهذا يعني أن هذين الطرفين طرأ عليهما التحول كي يناسبا الوظيفة التي يقومان بها.

كما أن ذلك يعني أن هذين الطرفين مشتقان من أصل واحد مشترك يتمثل فيه نظام الأطراف ذات الأصابع الخمس.

ولا يخفى أن هذا الدليل كسابقه وجوابه هو عين جواب ما تقدمه.

3-أدلة مستمدة من التراكيب الأثرية:

حيث توجد بعض الأعضاء التي كانت موجودة في السابق غير موجودة اليوم أو أنها مخـتـزلة وذلك لعدم وجود وظيفة لها اليوم ومثال ذلك الزائدة الدودية في الإنسان الحديث إذ يبدو أنها كانت نامية في الإنسان القديم الذي كان يقتات بالنبات ثم بدأت تضمر لما تحول الإنسان إلى أكل اللحم.

وكذلك عضلات الإذن في الإنسان إذ بعدما أمن الإنسان الحديث فلم يعد يجابه المخاوف والأخطار كما في إنسان الغابات فلا حاجة به إلى آذان كبيرة لالتقاط الأصوات من اتجاهات مختلفة.

ولا يخفى أن هذا الدليل يخالف المدعى حيث أن مفاد هذا الدليل أن التطور الحاصل في المخلوق نجم من التأثر بالظروف الخارجية من المناخ والغذاء والحياة العامة فإذا كان غذاؤه نباتاً محضاً كان للزائدة الدودية دور كبير ووظيفة خاصة في الحياة وهكذا.

وأين هذا من تطور الإنسان عن القرد وهو عن حيوان آخر وهكذا حتى يصل الأمر إلى الأميبا وما شاكلها.

4-أدلة مستمدة من المتحجرات:

إذ لاحظ العلماء عند دراسة الصخور الرسوبية وما تحتويه من متحجرات أن هناك تدرجاً مستمراً في الرقي والتركيب ابتداءاً من أقدم طبقات الصخور الرسوبية الموجودة عند القاع إلى أحدث طبقات هذه الصخور الموجودة في السطح ، فأقدم طبقة تحتوي على متحجرات لكائنات بسيطة والطبقة الأحدث التي تعلوها تحتوي على متحجرات لكائنات أكثر رقياً وتعقيداً ويستمر التدرج حتى نصل إلى أحدث الطبقات وأعلاها فنجد فيها متحجرات لكائنات من أرقى الكائنات الحية وأشدها تعقيداً في التراكيب.

والحقيقة أن ما ذكر لا يصلح دليلاً للمدعى لأن أقصى ما يدل كونه بياناً لتأريخ وجود الكائنات الحية نوعاً بعد نوع وصنفاً بعد صنف فليس في وجود شيء قبل شيء آخر ما يدل على التطور من هذا إلى ذاك،بل عمدة ما يستفاد كون المتقدم أسبق في الوجود ، ويوجد في النصوص ما يشير إلى أن الأرض كان يسكنها في بعض مراحلها التاريخية كائن حي أصغر من الزنبور وأكبر من البق وأن الأرض في مرحلة ما كانت تعج بآجام القصب ، وأنها في مرحلة أخرى من التاريخ كان يسكنها السلاحف ، كما سكنها في بعض المراحل خلق على مثال البقر، وسكنها في مرحلة أخرى خلق يسمى النسناس [18].

التقريب الإسلامي لنظرية تطور الأنواع:

هذا وقد يتمسك لإثبات هذه الدعوى ببعض الآيات القرآنية وإن كان أكثرها لا يرتبط بالمقام.

وأقرب تلك الآيات للدعوى قوله تعالى ) إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين([19]، وتقريبها :

إن نوحاً وآل إبراهيم وآل عمران قد اصطفوا من بين أمههم التي كانوا يعيشون فيها فكذلك آدم قد اصطفي من بين إناس كان يعيش معهم ، وهذا يكشف أن آدم ليس أول إنسان على وجه الأرض بل كان هناك أناس آخرون ، نعم امتاز آدم من بينهم بالطفرة الفكرية والروحية فكانت سبباً لإصطفائه.

وهذا الدليل يعتمد على أن تكون كلمة (العالمين) في الآية الشريفة بمعنى الناس المعاصرين لآدم u ، أما لو كان معناها أعم من المعاصرين له فتشمل حتى غير المعاصرين فسوف تكون أجنبية عن مرادهم لأنه لن يكون من اللازم وجود أناس في عصر آدم u يطلق عليهم العالمين ويصطفى من بينهم آدم.

ومجرد وجود احتمالين في الآية مع عدم ترجح أحدهما على الآخر يسقط الاستدلال بها.

فتحصل إلى هنا عدم صحة نظرية التطور ، بل إن القرآن الكريم شاهد على عدم صحتها من خلال الآيات السابقة التي تحدثت عن كيفية خلق الإنسان وبيان أصل وجوده.

خاتمة :

ولنجعل ختام هذا البحث ذكر نص أورده غواص بحار الأنوار العلامة المجلسي عن الإمام زين العابدين u قال : أتظن أن الله لم يخلق خلقاً سواكم؟

بلى والله لقد خلق الله ألف ألف آدم وألف ألف عالم ، وأنت والله في آخر تلك العوالم [20].

وهذا النص يتحدث عن وجود مخلوقات قبل آدم ولم يتحدث القرآن الكريم عن هذه الناحية وإن ذكر البعض بعض الآيات التي قد يستوحى منها وجود خلق قبل خلق آدم .

وما ينبغي التنبيه عليه هو أنه لو كان هناك خلق قبل آدم إلا أن ذلك لا ينفي خلق آدم ابتداءاً من التـراب من دون أب وأم أو من دون أحدهما.

——————————————————————————–

[1] سورة الحجر الآية رقم 26.

[2] سورة الفرقان الآية رقم 54.

[3] سورة الطارق الآية رقم 6.

[4] سورة هود الآية رقم 61.

[5] سورة نوح الآية رقم 17.

[6] سورة فاطر الآية رقم 11.

[7] سورة الفرقان الآية رقم 54.

[8] سورة النور الآية رقم 45.

[9] سورة الأنعام الآية رقم 2.

[10] سورة الصافات الآية رقم 11.

[11] سورة الرحمن الآية رقم 14.

[12] سورة النحل الآية رقم 4.

[13] سورة القيامة الآية رقم 37.

[14] سورة الحج الآية رقم 5.

[15] سورة السجدة الآيتان رقم 7-8.

[16] سورة السجدة الآيتان رقم 7-8.

[17] سورة الحج الآية رقم 5.

[18] بحار الأنوار ج 57.

[19] سورة آلا عمران الآية رقم 33.

[20] بحار الأنوار ج 57.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة