حول شخصية جعفر بن الإمام الهادي (المعروف بالكذاب)

لا تعليق
مسائل و ردود
187
0

س:ما هي حقيقة ما يقال حول شخصية جعفر بن الإمام الهادي،وأنه الكذاب،وهل كانت له توبة على فرض صحة ذلك؟…

ج:يذكر من ضمن أبناء الإمام الهادي(ع)ولد له يسمى جعفر،ولما ولد سرت العائلة كلها بولادته ما عدا الإمام الهادي(ع)،فسألته امرأة عن ذلك،فقال:هوني عليك وسيضل به خلق كثير.(كشف الغمة ج 3 ص 175).

ولما ترعرع وشب انحرف عن تعاليم الإسلام وعن توجيه والده وإمامه(ع)واتخذ طريق اللهو وشرب الخمر والمجون تأثراً بهذا الخط المنحرف الذي كان يعيش على موائده الكثيرون في تلك العصور.

ولذا صدر الأمر من الإمام الهادي(ع)إلى أصحابه بالابتعاد عنه وعدم مخالطته،موضحاً لهم بأنه خارج عن تعاليمه وعاصٍ لأمره ونهيه.

فكان يقول لهم:تجنبوا ابني جعفراً،فإنه مني بمنـزلة نمرود من نوح الذي قال الله عز وجل فيه:قال نوح ان ابني من أهلي،قال الله:يا نوح إنه ليس من أهلك انه عمل غير صالح.

وقد حاول الإمام العسكري(ع)الستر عليه والتخفيف من انحرافه،وذلك باصطحابه معه تارة وبالتوسط له لدى السلطات تارة أخرى،وهكذا إلا أن ذلك لم يكن مفيداً في كفكفة جماح جعفر أو التخفيف من انحرافه.

هذا ويستفاد من النصوص أنه لما فاضت روح الإمام العسكري(ع)كانت لهذا الرجل ثلاث نشاطات منحرفة مضادة للحق وللإمام المهدي(ع):

1-ادعاؤه الإمامة بعد أخيه الحسن العسكري(ع)،وقد استخدم في ذلك عدة وسائل،كمحاولة الصلاة على الإمام(ع)،وتوسيط الدولة في أن تجعل له مرتبة أخيه في الزعامة على القواعد الشعبية الموالية،وقد باءت كلتا المحاولتين بالفشل.

2-إنكاره وجود الوريث الشرعي للإمام العسكري(ع)،ومن ثم ادعاؤه استحقاق التركة،واستيلاؤه عليها بإذن من السلطات الحاكمة.

وقد وقف الإمام المنتظر(عج)أمام هذا النشاط بنفسه الشريفة،بنحو لا ينافي غيبته الصغرى.

3-لما حصل الاحتجاج عليه،أوعز إلى الدولة باحتمال وجود الإمام المهدي(عج)فتتجدد في قلبها الشجون،وتبدأ سلسلة من الاعتقالات والمطاردات،وتنتهي الحملة باضطهاد الموجودين من عائلة الإمام العسكري(ع)،وعدم العثور على الإمام المهدي(عج).

نعم الذي يستفاد من التوقيع المبارك الصادر من الناحية المقدسة،أن جعفر بعدما آيس من نجاحه،سيطر عليه الحق فكبح جماح نفسه وترك عمله ورفع اليد عن سلوكه المنحرف،وتاب إلى الله تعالى من ذنوبه،فخرج التوقيع المبارك في العفو عنه والتجاوز عن تقصيره،بواسطة السفير الثاني محمد بن عثمان بن سعيد العمري،مجيباً على عدة أسئلة قدمها إسحاق بن يعقوب إلى الإمام المنتظر(عج)،فكتب روحي فداه فيما يخص عمه جعفر:

وأما سبيل عمي جعفر وولده،فسبيل أخوة يوسف(ع).(الاحتجاج ج 2 ص 283).

فإنه(عج)يشير إلى عفو الله تعالى عن أخوة يوسف(ع)بعد أن كانوا ناصبوه العداء وغرورا به،ثم عفا عنهم لما اعتذروا،وهذا البيان يدل على العفو عن جعفر،لنفس السبب الذي عفي به عن أخوة يوسف،وهو اعتذارهم ورجوعهم إلى الحق وتوبتهم عما فعلوه.

ولذا يسعى بعضهم إلى تسميته بجعفر التواب،عوضاً عن جعفر الكذاب،والله العالم.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة