الرؤى والأحلام

لا تعليق
من القلب إلى القلب
72
0

من المسائل التي يكثر التساؤل عنها ويحاول الوصول إلى تفسير إليها،مسألة الرؤى والأحلام.

إذ يكثر السؤال عن هذه الأحلام التي يراها الإنسان في منامه في صورة سيئة أو رائعة،تتضمن أموراً موحشة أو أشياء هادئة،وهكذا،قد يحتوي بعضها على ما يثير الفرح والسرور عند الرائي،وقد تتضمن أشياء تسبب له الحزن والغم.

معجزة نبي الله يوسف(ع):

والظاهر أن تفسير الرؤى والأحلام كانت معجزة نبي الله يوسف(ع)إذ يظهر من قصته التي وردت في القرآن الكريم،أن هذا العلم كان منتشراً في عصره،وكان يأخذ حيزاً من حياة الناس بحيث أخذوا في الاستفسار عنه،ونحن نعلم أن كل نبي من الأنبياء يأتي بمعجزة تتناسب مع ما يكون مشتهراً في عصره مع كونه مغايراً له في الحقيقة.

حقيقة الأحلام:

هذا وقد ذكر فلاسفة الروح تفسيراً للرؤيا،وتوضيح ذلك:

إن الرؤيا والأحلام تنقسم إلى أقسام:

الأول:الأحلام والأطياف التي تكون مرتبطة بالماضي.

وهذا القسم ليس له تفسير أو تعبير خاص،فلا معنى لأن يسأل عن تأويله ومحاولة الوصول إلى معناه وحقيقته.

الثاني:الأحلام التي تأتي بصورة غير مفهومة ومضطربة،وقد يكون منشأها من التوهم والخيال.

وهذه تسمى بأضغاث الأحلام،وهي أيضاً كالقسم السابق لا تدخل في دائرة ما يفسر ويبحث عن حقيقته.

الثالث:الأحلام التي تكون مرتبطة بالمستقبل والتي تخبر عنه،وهذا القسم على نحوين:

1-الأحلام التي تكون واضحة وصريحة،بحيث لا تكون محتاجة إلى تعبير وتفسير،سواء كانت متحدثة عن المستقبل القريب،أم المستقبل البعيد،دون تفاوت.

2-الأحلام التي تتحدث عن المستقبل، وتكون غير واضحة،ولعل سر عدم وضوحها يعود لتغيرها بسبب بعض العوامل الذهنية والروحية الخاصة،فتحتاج إلى تعبير وتفسير.

ولكل من هذه الأحلام نماذج ومصاديق،فلا يسعنا إنكارها جميعها،خصوصاً وأنها قد تتكرر في حياتنا اليومية.

الأحلام الصادقة:

هذا والذي ينبغي أن يلتفت له هو أنه ليس كل حلم يصدق ويحتاج إلى تفسير وتأويل بمقتضى ما قدمنا ذكره،بل لابد فيه من توفر مجموعة من الشروط لكي يدخل في هذه الدائرة.

وأول تلك الشرائط التي ينبغي إحرازها كون هذه الرؤية تتحدث عن شيء مستقبلي،فلا يأول الحلم الذي لا يكون كذلك.

والشرط الثاني:أن لا تكون الرؤية من الأضغاث،وإلا لم يكن لها تفسير أو تأويل،وقد عرفت المراد من الأضغاث.

الثالث:ملاحظة وقت الرؤيا،فهل كانت في الليل أو في النهار،في منتصف الليل أو في أوله،وهكذا.

إذ يذكر أهل الاختصاص أن الرؤى النهارية ليست من الرؤى الصادقة،ويدرجونها في دائرة الأضغاث.

كما يعتبر بعضهم أيضاً الهيئة التي نام عليها الرائي،فهل نام على طهارة،أو كان على حدث،كمن نام على جنابة مثلاً،ويضيف آخرون نوعية الطعام الذي تناوله الرائي،فهل نام بعد تخمة شديدة وطعام دسم،كما يلحظون الحالة الفكرية للشخص،فهل نام مشغول الفكر والبال بشيء ما،قد غلب على أحاسيسه وسلب لبه فصار يفكر فيه كثيراً أو لا،وهكذا.

وبالجملة من خلال هذه الإطلالة السريعة،لا يمكننا أن نطالب بالتفسير لكل رؤية،كما لا ينبغي لنا أن ننجرف في هذا التيار،بحيث صارت الرؤى والبحث عن مفسريها من القضايا الرئيسية التي نبحث عنها،خصوصاً إذا لاحظنا أن هذا أحد العلوم التي ليس لكل أحد القدرة على التعامل معها.

ولنختم هذه الكلمة الموجزة ببيان ورد عن إمامنا الباقر(ع)وقد سأل عن الرؤى والأحلام المخيفة التي يراها الإنسان في منامه،فأجاب(ع):بأنها كفارة عن ذنب أرتكبه،يغفره الله له بهذه الرؤية.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة