س: ما هو الفرق بين سجود التلاوة، والسجود العادي في الصلاة؟
ج: قسم الفقهاء السجود إلى ثلاثة أقسام:
1-السجود الصلاتي، وهو ما يكون واجباً في كل ركعة من ركعات الصلاة، سواء كانت صلاة فريضة، أم كانت صلاة نافلة. وهو سجدتان مجموعهما في الركعة الواحدة يعد ركناً، والإخلال بهما عمداً أو سهواً يوجب بطلان الصلاة، وكل واحدة منهما تسمى واجباً والإخلال بها عمداً يوجب بطلان الصلاة دون الإخلال بها سهواً.
2-سجود الشكر، وهو الذي يؤتى به شكراً لله سبحانه وتعالى عند تجدد نعمة، أو عند دفع نقمة، أو عند تذكر نعمة أو دفع نقمة مما كان سابقاً، أو للتوفيق لأداء فريضة، أو نافلة، أو فعل خير ولو كان ذلك الخير عبارة عن إصلاح بين متخاصمين.
3-سجود التلاوة، وهو الذي يجب على المكلف الإتيان به عند قراءة آية من آيات سور العزائم الأربع، وهي: آلم تـنزيل، وحم فصلت، و النجم، والعلق.
هذا وتوجد لسجود التلاوة مجموعة من الأحكام:
منها: ينحصر وجوب سجدة التلاوة حال قراءة آية السجدة من السور الأربع التي أشرنا إليها، وهذا يعني أنه لا يجب عند قراءة السورة كاملة، أو قراءة بعضها، ولذا لو قرأ السورة من دون أن يقرأ آية السجدة، لم يجب عليه السجود.
ومنها: لا ينحصر وجوب سجدة التلاوة في خصوص قارئها، بل يجب السجود أيضاً على كل من استمع إليها.
ومنها: لا يجب سجود التلاوة بكتابة واحدة من آيات السجود الأربع، أو بمشاهدتها مكتوبة، أو بتصورها، أو حال خطورها على بال المكلف، وإنما ينحصر وجوبه بأحد حالين، إما بالقراءة، أو بالاستماع.
ومنها: يشترط في وجوب سجود التلاوة أن يقرأ المكلف الآية كاملة ليجب، فلا يجب السجود بقراءة بعضها، وكذا لا يجب السجود لو اقتصر فقط على قراءة لفظ السجدة منها.
ومنها: وجوب سجود التلاوة فوري، بمعنى أنه متى ما قرأ الآية وجب عليه السجود فوراً، ولا يجوز التأخير. هذا ولو نسيها لزمه الاتيان بها متى ما تذكر ذلك، ومثل ذلك لو أنه تركها عصياناً، وجب عليه أن يأتي بها متى تاب إلى الله تعالى.
هذا ويفترق سجود التلاوة عن السجود الصلاتي في أمور:
1-أنه لا يعتبر في سجود التلاوة الطهارة من الحدث، ولا يعتبر فيه الطهارة من الخبث، فيمكن لمن أحدث بالحدث الأصغر مثلاً، أو كان على بدنه أو على لباسه نجاسة أن يسجد سجود التلاوة، ويعتبر الطهارة من الحدث ومن الخبث في السجود الصلاتي، فلا يمكن لمن كان محدثاً بالحدث الأصغر مثلاً، أو كان على بدنه أو لباسه نجاسة أن يسجد السجود الصلاتي.
2-أنه لا يعتبر في سجود التلاوة استقبال القبلة أثناء أدائه، ويعتبر ذلك في السجود الصلاتي.
3-أنه لا يعتبر في سجود التلاوة طهارة موضع السجود، ويعتبر ذلك في السجود الصلاتي.
4-أنه لا يعتبر في سجود التلاوة الذكر، بل يكتفى في تحققه بمجرد السجود، وإن كان ذلك مستحباً فيه، لكنه لا يبد منه في السجود الصلاتي.
ويشترك سجود التلاوة مع السجود الصلاتي في أمور:
1-اعتبار اباحة المكان، فيشترط في كليهما أن يقعا في مكان مباح.
2-يعتبر فيه أن يكون على ما يصح السجود عليه، فلا يجوز إتيانه بالسجود على ما لا يصح السجود عليه، كما يعتبر ذلك في السجود الصلاتي.
3-أنه يعتبر فيه وضع الأعضاء السبعة على الأرض، كما هو معتبر في السجود الصلاتي أيضاً، والله العالم.