س:ورد عن الإمام العسكري(ع):نحن حجج الله على البرايا،وفاطمة حجة علينا.
كيف تكون السيدة الزهراء(ع)حجة على الإمام،وهو الحجة من قبل الله تعالى؟…
ج:يمكننا ذكر جوابين لبيان كيفية حجية السيدة الزهراء(ع)على سائر الأئمة(ع)بل سائر الأنبياء حتى أولي العزم سوى نبينا محمد(ص):
الأمر الأول:ما تشير له زيارتها الواردة في يوم الأحد:السلام عليك يا ممتحنة،أمتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك،فوجدك لما امتحنك صابرة).
فإن هذه الزيارة تشير إلى امتحان السيدة الزهراء(ع)قبل خلقها،لإظهار مقامها،حيث امتحنها الله سبحانه وتعالى،فكان لها المقام السامي،فأصبحت الصابرة.
والمعروف أن الامتحان يمتحن به الإنسان ليعرف مدى استعداده وقابلياته،وكذلك عرف الامتحان لزيادة المنـزلة،ولغير ذلك من الأسباب.
فهي(ع)حجة على الأنبياء والأئمة(ع)باعتبار صبرها وتحملها،وهذا المعنى يمكن استفادته مما ورد عن الناحية المقدسة:وإن لي في ابنة رسول اله(ص)أسوة حسنة.
فإن الأسوة التي يسير عليها المولى أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ما هي،وكيف تكون الزهراء(ع)أسوة له،وفي ماذا؟…
يتضح الجواب عن ذلك من خلال النكتة التي أشرنا إليها،فهي أسوة له(عج)في صبرها وتجلدها وتحملها،وتسليمها إلى الله سبحانه وتعالى.
الأمر الثاني:إن حجية السيدة الزهراء(ع)على أبنائها الأئمة المعصومين(ع)من خلال كونها الواسطة العلمية بين الله تعالى وبين الأئمة(ع)وذلك من خلال العلم المحفوظ في مصحفها المتعلق بما يكون إلى يوم القيامة،وهو ليس مصحفاً كما يتصوره البعض بل هو كتاب حوى كل شيء،وليس فيه من آيات القرآن شيء.
فحجيتها نظير حجية النبي(ص)في شأن نزول القرآن المجيد الذي هو مصدر علوم الأئمة(ع)كما هو المعلوم.
اللهم اهدنا بنور فاطمة واغفر لنا بحق فاطمة وشفّع فاطمة غداً فينا،آمين رب العالمين.