قال تعالى:- (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فئآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منعم مغفرة وأجراً عظيماً)[1].
لا زال كلامنا مستمراً حول الصفات التي تعرضت لها الآية الشريفة في مقام بيان ما يميز أصحاب رسول الله(ص) دون بقية المسلمين الموجودين في عصره(ص)، بل حتى المسلمين الجائين بعد رسول الله(ص) لما عرفت من إمكانية القول بكون الآية الشريفة شاملة لهم.
يبتغون فضلاً من الله:
الصفة الرابعة التي وصف الله سبحانه وتعالى أصحاب رسول الله(ص) بأنهم يـبتغون فضلاً من الله ورضواناً، والظاهر أن المعنى العرفي لفضل الله وابتغائه من الأمور الواضحة ولو في الجملة. إلا أنه لا يخفى أن هذا المعنى العرفي لهذين الأمرين أعني ابتغاء فضل الله ورضوانه إذا حملنا الآية الشريفة المتعرضة لهذه الصفة عليه، لن تكون الآية الشريفة بصدد بيان أمر إضافي يميز بين أصحاب رسول الله(ص) وغيرهم، مما يعني عدم وضوح التميز الذي تريد الآية الشريفة إبرازه. ولكي يتضح المعنى المراد من قوله تعالى:- (يبتغون فضلاً من الله ورضواناً)، لابد من ملاحظة موارد الاستعمال التي وردت في الآية الشريفة لهذه الصفة، حيث قد تعرض القرآن الكريم لعدة موارد:
منها: قوله تعالى:- (فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)[2].
ومنها: قوله تعالى:- (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)[3].
ومنها: قوله تعالى:- (واسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً)[4]، وقال سبحانه:- (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً)[5].
ومنها: ما جاء أيضاً:- (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم)[6].
ومنها: قوله عز من قائل:- (الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)[7].
هذا ولا يخفى أنه إذا كان فضل الله الوارد في هذه الآيات الشريفة كلها بمعنى واحد، فعندها سوف يكون المراد من الآية الشريفة واضحاً، بخلاف ما لو كانت موارد الاستعمال الواردة في الآيات الشريفة لهذه اللفظة تخـتلف من مورد لآخر، فعندها سوف يستلزم الأمر ملاحظة الاستعمال بحسب الموارد.
فمثلاً ورد التعبير بـ(فضل الله) في سورة النساء في قوله تعالى:- (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لأتبعتم الشيطان قليلاً)[8]، وقد ذكر في تفسيره في الآية الشريفة احتمالات:
منها: أن يكون المراد منه الرسول الكريم محمد(ص)، ويكون المراد من الشيطان هم أولياء الضلال.
ومنها: أن يكون المراد منه القرآن المجيد، ويكون المراد من الشيطان أولياء الضلال.
ومنها: أن يكون المراد به ظاهر الإسلام، ويكون المراد من متابعة الشيطان العود إلى الكفر والجاهلية الأولى.
وفي سورة البقرة في قوله تعالى:- (ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)[9]. فقد ورد في تفسير صدر المتألهين(ره) في تفسير قوله تعالى:- (لولا فضل الله عليكم ورحمته) بعدما توليتم عن كتابه عقيب تلك الآيات والحجج.
وقيل: معناه:- (فلولا فضل الله عليكم)بالتوبة بعد أن نكثـتم الميثاق الذي واثقتموه ونبذتم العهد الذي أخذناه عليكم وراء ظهوركم، إذ رفع فوقكم الطور، وأنعم عليكم بالإسلام.
وقال أبو العالية: فضل الله الإيمان، ورحمته القرآن فيكون معناه: لو إقداري لكم الإيمان وإزاحة علتكم فيه لكنـتم من الخاسرين.
وقيل معناه:- (فلولا فضل الله عليكم) في رفع الجبل فوقكم للتوفيق، واللطف الذي تبتم عنده حتى زال العذاب عنكم وسقوط الجبل عليكم(لكنتم من الخاسرين)أي من الهالكين الذين باعوا أنفسهم بنار جهنم[10].
وكذا الموارد الأخرى التي تم فيها ورود هذا المعنى في القرآن الكريم، لو سعينا لتتبعها لوجدنا أن لها معنى آخر يغاير المعنيـين أو المعاني التي سبقت الإشارة إليها، وهذا يعني أن الظاهر كون المراد من اللفظ المذكور في كل مورد بحسب الاستعمال، بمعنى أنه يلحظ فيه محل وروده في الآية، ومن ثمّ يقرر المعنى المراد منه حسب ذلك.
المراد من هذه الصفة:
من هنا فقد ذكرت عدة محتملات في معناه في الآية الشريفة نشير إليها، ثم نشير لما هو المعنى المراد بحسب الظاهر، فنقول:
من الاحتمالات التي ذكرت، أن المراد بقوله:- ( يبتغون فضلاً من الله وروضواناً) أي يلتمسون فضلاً من الله تعالى بالعفو عن تقصيرهم في العبادات، ورضواناً منه جلّ وعلا عن أعمالهم الصالحة بأن يتقبلها الله تعالى منهم.
ومنها: أنهم يطلبون بركوعهم وسجودهم، وشدتهم على الكفار ورحمة بعضهم بعضاً، فضلاً من الله تعالى، وذلك رحمته إياهم بأن يتفضل عليهم، فيدخلهم جنـته، وأن يرضى عنهم ربهم.
ومنها: أنهم يطلبون الثواب والرضا، والفضل: العطية وهو الثواب، والرضوان أبلغ من الرضا.
ومنها: إن الإيمان بالله تعالى حقاً والعبادات لله وحده والأعمال الصالحة بنية صادقة وإخلاص كلها كشجرة لها ساقان: شجرة العبودية الناحية منحى رضوان من الله تعالى لأنه الله جلّ وعلا، وفضل من الله عز وجل حيث وعدّ عباده الصالحين فضلاً في الحياة الدنيا، وفضلاً في الحياة الآخرة، فيعملون لهما ويأملون من الله تعالى الفضل فيها.
ومنها: إنهم لا يريدون بإيمانهم وعباداتهم وصالح أعمالهم من الله تعالى جزاء ولا ثواباً، بل كلها ابتغاء لوجه الله جل وعلا، ولكنهم يلتمسون فضلاً من الله عز وجل ورضاه عنهم، وهم الذين قال الله تعالى فيهم:- ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم)[11].
هذا وبمقتضى السياق، يتعين الالتـزام بقبول المعنى الخامس، لأنه الأنسب بذلك كما لا يخفى.
وعلى هذا سوف يكون المراد من هذه الصفة بيان مدى امتياز أصحاب رسول الله(ص) من خلال مدى ما يملكونه من خلوص في النية، في تبعيتهم للنبي الكريم(ص)، وارتباطهم بالله سبحانه وتعالى، فهم لا يرتبطون بهذا المنهج رغبة منهم في دنيا، أو طمعاً منهم في آخرة، بمعنى أن العلاقة الداعية عندهم للتمسك بهذا المنهج، لا تقوم على أساس علاقة نفعية متبادلة، وإنما الداعي عندهم صحة المنهج، وتماميتهم في نظرهم، بحيث كان هذا هو السبب الأساس والداعي، لسلوك هذا الطريق كما هو واضح، وعندها سوف يكون هؤلاء خير مصداق لما ورد عن أمير المؤمنين(ع) في تقسيهم للناس من حيث العبادة، إذ قال: إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار.
الرياء مرض أخلاقي:
بل يمكننا القول بأن الآية الشريفة إذ وسمت أصحاب رسول الله(ص) بهذه السمة أرادت الإشارة إلى مرض أخلاقي يتفشى في كثير من الأحيان في الأوساط الإسلامية، وهو مرض الرياء، في مقابل إخلاص النية في العبادة.
هذا وقد وردت نصوص عدة تحذر من مرض الرياء وأثرها على النفس البشرية، وما يتركه من آثار سلبية عليها، وانطباعات غير محمودة، فقد ورد عن الإمام الباقر(ع) أنه قال: يا ذوي الهيئة المعجبة والهيم المعطنة، ما لي أرى أجسامكم عامرة وقلوبكم دامرة، أما والله لو عاينـتم ما أنتم ملاقوه وما أنتم إليه صائرون لقلتم:- (يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين).
وورد عن النبي الأكرم محمد(ص) قوله: أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة من يرى الناس أن فيه خيراً ولا خير فيه.
كما أن النصوص قد أشارت إلى عدم صعود عمل المرائي، وهي تعني أن عمل المرائي غير متقبل من الله سبحانه وتعالى، وقد تضمنت تعليلاً لذلك بكون العمل الصادر منه لم يقصد به وجه الله تعالى، فعن رسول الله(ص) أنه قال: إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به فإذا صعد بحسناته يقول الله عز وجل اجعلوها في سجّين إنه ليس إياي أراد بها[12].
وجاء عنه(ص) أيضاً قوله: …وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجاً به…فيطؤون الحجب كلها حتى يقوموا بين يدي الله سبحانه فيشهدوا له بعمل صالح ودعاء فيقول الله تعالى: أنتم حفظة عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه إنه لم يردني بهذا العمل عليه لعنتي.
وجاء عن رسول الله(ص) قوله: إن الله لا يقبل عملاً فيه مثقال ذرّة من رياء.
وقد ورد أن من عمل لغير الله وكله الله تعالى إلى من عمل من أجله، فعن أبي عبد الله الصادق(ع): إياك والرياء فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له.
وعنه(ع) قال: قال الله عز وجل: أنا خير شريك، من أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله إلا ما كان لي خالصاً.
ولنختم الحديث بما ورد من أن أهل النار يعجون من أهل الرياء، فقد ورد عن رسول الله(ص): إن النار وأهلها يعجون من أهل الرياء فقيل: يا رسول الله وكيف تعج النار؟ قال: من حرّ النار التي يعذبون بها.
أهمية الإخلاص:
وبالجملة المستفاد أن الصفة التي يمتاز بها أصحاب رسول الله(ص) هي الإخلاص في العبادة، وعدم وجود رياء عندهم في أدائهم للبعد الديني والعبادي.
ومن الواضح أن الإخلاص يعدّ أساس كل عبادة يقدم عليها الإنسان، ويقوم بأدائها، فهو يمثل روح العبودية، وكأن العبادة لا تـتحقق إلا من خلال وجوده.
حقيقة الإخلاص:
لكن السؤال الذي يطرح هو، ما هو الإخلاص؟…
من الواضح من خلال ما تقدم أن الإخلاص أقرب إلى المقابلة مع الرياء، فكأن وجود أحدهما مانع من وجود الآخر في نفس الوقت. ولذا يمكننا أن نعرفه الإخلاص فنقول: أنه تخلية نية الإنسان نفسه من كل شرك أو رياء، فلابد للإنسان أن يقوم بعملية تنقية القلب الذي هو محل الإخلاص من كل شائبة من الشوائب.
سؤال مهم:
هذا وعندما نخـتم الحديث عن هذه الصفة، ربما نواجه بسؤال تعرضنا لمثله تقريـباً في بعض الصفات الأخرى، إن هذه الصفة أعني حصول الإخلاص ممكن التحقق لكثير، فكيف يتصور إعطائها هذا الميّز بحيث تكون سبباً فارقاً في تميـيز أصحاب رسول الله(ص) عن غيرهم؟…
ومن الواضح أننا عندما نود الإجابة على هذا التساؤل، فإننا نشير إلى ما تقدم في مطاوي البحوث السابقة، وهو أن صفة الإخلاص ليست قابلة الحصول لكل أحد، خصوصاً مع ملاحظة ما يتصور من الرياء، ومن أحاديث النفس والعجب وما شابه ذلك من أمور، من هنا يتضح أن التوصيف لأصحاب رسول الله(ص) بهذه الصفة عنوان مشير إلى وجود تميز لهم على بقية الأفراد.
ويمكننا أن نضيف جواباً آخر، وهو ما أشار له قوله تعالى:- (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً وكان رسولاً نبياً)[13]، حيث أنها تعرضت إلى توصيف نبي الله موسى(ع) بأنه مخلَصاً، ومن الواضح أن هناك فرقاً واضحاً بين المخلَص وبين المخلِص، وعلى هذا نقول: بأن من المحتمل أن الآية الشريفة لما وصفت أصحاب رسول الله(ص)، أرادت أن تشير إلى أنهم قد بلغوا مرحلة صاروا فيها من العباد المخلَصين، أي الذين أخلصوا أنفسهم، بحيث صار خالصاً لما أخلص له.
سيماهم في وجوهم:
الصفة الخامسة التي تعرضت الآية الشريفة لوصف أصحاب رسول الله(ص) بها، هي:-
(سيماهم في وجوههم من أثر السجود)، وقد ذكرت عدة تفسيرات في السيماء الوارد في الآية الشريفة، وبيان ما هو المراد منه، لكن أهم ما ينبغي الإشارة إليه تفسيران:
الأول: ما هو مرتبط بيوم القيامة وهو عبارة عن أمر معنوي، وهو ما حكي عن ابن عباس، من أن المراد في الآية الشريفة هو الإشارة لما يظهر عليهم في يوم القيامة، بمعنى أن أثر صلاتهم يظهر يوم القيامة في وجوههم، وعلى هذا سوف يكون المراد من الآية الشريفة: أن سجودهم لله سبحانه تذللاً، وركوعهم تخشعاً أثرّ في وجوههم أثراً وهو سيما الخشوع والتذلل، بحيث يعرفون بذلك يوم القيامة.
هذا وقد قيل في ما يظهر بأنه نور يكون في وجوههم وبياض ثابت يظهر عليها، بأن يـبدوا من باطنهم على ظاهرهم.
ومن الواضح أنه بناءاً على هذا التفسير سوف تكون الآية الشريفة مشيرة إلى أنه يتميز أصحاب رسول الله(ص) عن بقية المخلوقين في موقف القيامة بشيء غير ميزة الإيمان والصلاح والتقى، وتلك الميزة هي عبارة عن ذلك البياض الذي يكون في وجوههم، وقد نشأت تلك الميزة من خلال البعد العبادي الذي كانوا يعيشونه في عالم الدنيا، ومدى ارتباطهم بالله سبحانه وتعالى، وعليه سوف يكون منشأ ارتباط هذه الصفة بالصفة التي قبلها واضحاً، لأنه لما كان هؤلاء مخلصين العبادة لله تعالى كان ذلك موجباً لجعل مزية تميزهم عن غيرهم يوم القيامة في المحشر.
الثاني: ما يشير إلى أمر مربوط بعالم الدنيا، ولا ربط له بعالم يوم القيامة، وهذا له عدة تفسيرات:
منها: أن المراد بالسيماء في الآية الشريفة، هو سيماء الإسلام، وسمته وخشوعه، وهو حسن يعتري وجوه المصلين، وعلى هذا سوف يكون المراد من الآية الشريفة بيان حال المصلين مع رسول الله(ص)، فكأنها تقول: أن المصلين معه(ص) كان لهم سمت وخشوع.
ومنها: أن المراد من الآية الشريفة الإشارة لما يظهر من علامات التهجد بالليل، وأمارات السهر، من النحول والصفرة والتعب في الوجه.
ومن الواضح أنه بناءاً على هذا التفسير سوف تكون هناك عدة علامات تبرز في وجه المتهجد في وقت السحر.
ومن الواضح أن هذه العلامات منقسمة إلى قسمين:
أولهما القسم المادي المربوط بعالم الدنيا، وهو ما أشير إليه، من الصفرة في الوجه والنحول في البدن وما شابه ذلك.
وثانيهما، وهو القسم المعنوي، وهو ما يكون من علامة يمتاز بها هؤلاء، لا يطلع عليها كل أحد، وإنما يطلع عليها العارفون دون غيرهم.
ولعل هذا المعنى هو الذي يشير إليه أمير المؤمنين(ع) في نهج البلاغة في قوله: لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجّداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف.
صلاة الليل:
وبناءاً على هذا التفسير ينجر بنا الحديث حول عبادة مهمة من العبادات التي تكون رابطاً للإنسان بربه، وهي صلاة الليل.
ولا أظن أنها تخفى على أحد، كما أظن أن أحداً يجهل ما لها من آثار وبركات، وكفى أنها الرابط الذي يؤكد عمق العلاقة بين العبد وربه، من خلال قيام الإنسان من مضجعه، وإزعاجه لراحة بدنه لكي يلبي نداء ربه، ويناجيه ويلتذ بمناجته، ويعيش في أعلى آفاق الروح الملكوتية، ويعرج بروحه إلى عالم الملكوت ليعيش حالة خاصة بعيدة عن كل ما يكون مربوطاً بعالم المادة، وما يتعلق به.
إنها عبادة تفعل فعل السحر في مؤديها، لها آثار عجيـبة على مصليها، يشعر الإنسان بذلك متى أدائها، يمتلئ خفة ونشاطاً، يعيش حالة من الاطمئنان، والإيمان الواعي، بعدما كان يعيش حالة من الخوف والقلق، وما شابه.
ومما يؤسف له هذا اليوم بعد الكثيرين عن أداء هذه العبادة الروحية، وما ذلك إلا جهلاً منهم بأهميتها، كما أنه يرجع في الحقيقة إلى الانغماس في عالم المادة والاشتغال بالدنيا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخرج حب الدنيا من قلوبنا.
——————————————————————————–
[1] سورة الفتح الآية رقم 29.
[2] سورة البقرة الآية رقم 64.
[3] سورة آل عمران الآيتان رقم 173-174.
[4] سورة النساء الآية رقم 42.
[5] سورة النساء الآية رقم 83.
[6] سورة النور الآية رقم 14.
[7] سورة الحشر الآية رقم 8.
[8] سورة النساء الآية رقم 83.
[9] سورة البقرة الآية رقم 64.
[10] تفسير القرآن الكريم ج 3 ص 464.
[11] سورة الكهف الآية رقم 28.
[12] الكافي ج 2 ص 295 ح 7.
[13] سورة مريم الآية رقم 51.