الحرص الممدوح
يتبادر إلى الأذهان بمجرد استماع كلمة الحرص، الحرص المذموم، وهو الذي يكون موضوعه الرغبة في الحياة الدنيا، والحرص عليها، وإليه يشير قوله تعالى:- (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة)، ويغفل الكثير عن وجود حرص ممدوح، ونقصد به الرغبة الشديدة والملحة في فعل الخير، وقد تضمنت الآيات الشريفة وجود هذه الصفة عند رسول الله(ص)، فقال تعالى:- (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، فإنها تشير لمدى حرصه(ص) على هداية الناس وخيرهم وسعادتهم. وهذا ما يقف عليه كل من يقرأ سيرته المباركة، فإنه يجد شدة حرصه على دعوة الناس إلى الإسلام، فلم يترك أسلوباً إلا وعمل به، حتى كان يقصد الناس في بيوتهم.
على ماذا ينبغي أن يحرص المؤمنون:
هناك موارد ينبغي للمؤمن الحرص عليها:
١-الحرص على العلم والتعلم، فإن هناك مسائل ابتلائية، سواء في مجال العقيدة، أم في مجال الأحكام الشرعية، أم في مجال القيم والأخلاق، كما أن هناك معارف عامة وثقافة، ينبغي أن يحيط بها كل مؤمن وأن يكون مطلعاً عليها وعارفاً بها، وقد عد أمير المؤمنين(ع) واحدة من صفات المتقين وجود قوة في الدين وحرص على التعلم.
٢-الحرص على أداء الواجبات، وعدم التهاون بها.
٣-الحرص على علو الدرجات، وهذا مورد المنافسة في القرب من الله سبحانه وتعالى.
٤-الحرص على فعل الخير، وقضاء الحوائج.
٥-الحرص على المستحبات والعناية بها، والاهتمام بفعلها.