ولد الإمام الحسن بن علي العسكري(ع)في المدينة المنورة،في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وكانت أمه تسمى حديث،وقيل أن اسمها سوسن،وقيل أن اسمها سليل.
وقد سمي الإمام بالعسكري نسبة إلى العسكر في مدينة سامراء التي كان يسكنها هو وأبوه الإمام الهادي(ع).
وقد كانت الإمامة من بعد الإمام الهادي(ع)له،بنص من الإمام الهادي عليه،فقد جاء عن أبي القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن محمد بن أحمد القلانسي عن علي بن الحسين بن عمرو عن علي بن مهزيار قال:قلت لأبي الحسن(ع):إن كان كون،وأعوذ بالله،فإلى من؟قال:عهدي إلى الأكبر من ولدي،يعني الحسن(ع)[1].
مكانة الإمام الاجتماعية:
لقد كان الإمام العسكري(ع)كآبائه الطاهرين(ع)علماً وإماماً لا يجهله أحد من أهل عصره،فهو أستاذ العلماء وقدوة العباد،يشار له بالبنان،وتهفو إليه النفوس بالولاء والحب.
فرغم ملاحقة السلطة الحاكمة لأصحابه والزج بهم في السجون،إلا أنهم لم يتمكنوا من إخفاء شخصيته،أو تحجيم دوره السياسي والعلمي،ومكانته الاجتماعية،بل نجده(ع)قد فرض نفسه على حكام عصره وخصومه.
فهذا أحمد بن عبد الله بن خاقان وهو أحد خصوم الإمام(ع)يصور لنا مقام الإمام(ع)وقد ذكر العلويين عنده،قال:ما رأيت منهم مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا،جاء ودخل حجابه علي أبي،فقال:أبو محمد بن الرضا بالباب،فزجرهم الأذن واستقبله،ثم أجلسه على مصلاه،وجعل يكلمه،ويفديه بنفسه،فلما قام شيعه،فسألت أبي عنه،فقال:يا بني،ذاك إمام الرافضة،ولو زالت الخلافة عن بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره،لفضله وعفافه وصومه وصلاته وصيانته وزهده وجميع أخلاقه،ولقد كنت أسأل عنه دائماً فكانوا يعظمونه ويذكرون له كرامات،وقال:ما رأيت أنقع ظرفاً ولا أغض طرفاً،ولا أعف لساناً وكفاً من الحسن العسكري[2].
ونجد بياناً آخر لمكانة الإمام(ع)الاجتماعية من خلال عرض موكبه(ع)وهو يسير إلى قصر الخلافة،حيث كانت سياسة الخلافة العباسية من زمن المأمون على صهر الإمام المعصوم في كل عصر في بلاط الخلافة،فعليه أن يركب في كل أسبوع إلى القصر،وقد كان الإمام العسكري(ع)يركب يومي الاثنين والخميس،فعن بعض المستخدمين عند الإمام(ع)،المرافقين له في سيره قال:
وكان يركب إلى دار الخلافة في كل اثنين وخميس،وكان يوم النوبة يحضر من الناس شيء عظيم ويغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة،لا يكون لأحد موضع يمشي،ولا يدخل بينهم،وإذا جاء أستاذي سكنت الضجة،وهدأ صهيل الخيل ونهاق الحمير،وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعاً،ثم يدخل،وإذا أراد الخروج وصاح البوابون:هاتوا دابة أبي محمد،سكن صياح الناس وصهيل الخيل وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي[3].
وهذان الموقفان مع غيرهما من المواقف التاريخية تشير إلى البعد الجماهيري والقاعدة الشعبية التي كان يتمتع بها الإمام العسكري(ع).
عبادة الإمام(ع):
لقد عرض التاريخ بعض المواقف العبادية للإمام العسكري(ع)كما عرض ذلك من قبل لآبائه.
فهو مع أنه في السجن،إلا أنه يقابل هذا الموقف بصدر رحب،ويفرح به،بدل أن يقابله بنوع من التبرم والرفض،فعن أبي هاشم الجعفري قال:كان الحسن يصوم في السجن،فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة[4].
وقد دخل العباسيون على صالح بن وصيف،ودخل عليه صالح بن علي وغيرهم،من المنحرفين عن أهل البيت(ع)عندما حبس أبو محمد(ع)،فقالوا له:ضيق عليه ولا توسع،فقال:لهم صالح:ما أصنع به،وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه،فقد صارا من العبادة والصلاة إلى أمر عظيم،ثم أمر بإحضار الموكلين به،فقال لهما:ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟…
فقالا له:ما نقول في رجل يصوم نهاره،ويقوم ليله كله،لا يتكلم،ولا يتشاغل بغير العبادة،فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا،وداخلنا ما نملكه من أنفسنا،فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين.
ويمكننا هنا أن نعرف الأسلوب الذي كان يستخدمه الإمام(ع)مع ساجنيه في إقامة الحجة عليهم،إذ أنه لا يقيمها من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وإنما يقيمها عليهم من خلال أفعاله وعبادته،وزهده.
وذلك من خلال الآيات التي يتعمد إظهارها أمامهم بكل بساطة وهدوء،ومن ثم نرى السجان يؤمن به،فيختص إيمانه بشخص الإيمان دون ثقافة تفصيلية.
موقفه(ع)تجاه الأحداث العامة:
لم ينقل لنا التاريخ شيئاً عنه(ع)إزاء جملة من الحوادث التي وقعت في عصره،فلا نرى له تعليقاً على أي منها.
هذا ويمن توجيه ذلك بأمرين:
الأول:القيام بعملية حفظ المجتمع الإسلامي من التفسخ والانهيار الكلي،وبعبارة أخرى،محاولة المحافظة على القواعد الشعبية للأئمة(ع).
الثاني:السعي إلى تأسيس المجتمع الإسلامي الواعي،ورفع المستوى الإيماني في نفوس أفراده،تمهيداً لنيل الخلافة الحقة،وتطبيق المنصب الإلهي الذي يعتقدون استحقاقه.
فكان الإمام العسكري(ع)كآبائه(ع)يعمل على تنفيذ ذلك،في حدود الإمكان الذي يتناسب مع الحذر من الجهاز الحاكم وتجنب شره،فلم يكن من المصلحة أن يقوم(ع)بحركة ثورية عشوائية بجماعة قليلة تؤدي به وبجميع أصحابه إلى الاستئصال التام.
وعلى أي حال يجد المتتبع للتاريخ حصول عدة أحداث في عصره(ع):
1-قيام دولة أحمد بن طولون في مصر،وقد كان ذلك في العام الأول من إمامة الإمام(ع)،وقد بدأت دولته بتوليه الحكم على مصر والياً من قبل أحد الأتراك وهو بابكيال أولاً،ثم آخر منهم وهو يار كوج حيث استعمله على ديار مصر كلها وسلطه عليها فقوى أمره وعلا شأنه.
2-سيطرة الحسن بن زيد العلوي على طبرستان،في ثورته الكبرى ضد السلطة التي دامت عدة سنوات،وما قام به وما نفذ ضده من حروب.
ويتكلل ذلك بنحو مهم لبني العباس بظهور ثورة صاحب الزنج،وهي ثورة عارمة،استمرت حوالي خمسة عشرة سنة.
نعم لقد علق الإمام العسكري(ع)تعليقاً بسيطاً على هذه الثورة،بينما لم يعقل على أي شيء من الحوادث الأخرى كما ذكرنا.
جهاده العلمي:
ونعني به قيامه بالمسؤولية الإسلامية في الوقوف أمام الشبهات والرد عليها،من خلال المناقشة العلمية والجدل الموضوعي،أو من خلال إصدار البيانات العلمية أو تأليف كتب وغير ذلك.
فهذا أبو يوسف، يعقوب بن إسحاق الكندي فيلسوف العراق في زمانه يشرع في تأليف كتاب حول تناقض القرآن الكريم،ويشغل نفسه بذلك،ويعتزل الناس في منـزله.
فأرسل له الإمام(ع)أحد طلابه بكلام قاله له،مما جعله يتوب ويتراجع عن العمل الذي كان يعزم المضي فيه قدماً.
فقد جاء في المناقب،أنه لما انتهى خبر تأليف الكندي كتابه إلى مسامع الإمام(ع)، التقى(ع)بأحد تلامذة الكندي،فقال له(ع):أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟…
فقال التلميذ:نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره،فقال له(ع):أتؤدي إليه ما ألقيه إليك؟…
قال التلميذ:نعم.
فقال له(ع):صر إليه وتلطف في مؤانسته،ومعونته على ما هو بسبيله فإذا وقعت الأنسة،فقل:قد حضرتني مسألة أسألك عنها فإنه يستدعي ذلك منك،فقل له:إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن،هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها،فإنه سيقول لك إنه من الجائز لأنه رجل يفهم إذا سمع،فإذا أوجب ذلك فقل له:فما يدريك لعله أراد غير هذا الذي ذهبت أنت إليه،فيكون واضعاً لغير معانيه.
وسار الرجل حتى التقى بأستاذه الكندي،وعمل معه ما أوصاه الإمام(ع)بعمله معه،ثم ألقى عليه ما أمره الإمام(ع)بإيصاله إليه.
فأخذ الكندي يفكر ويطيل النظر في الأمر،ثم التفت إلى تلميذه،فقال له:أقسمت عليك إلا ما أخبرتني من أين لك هذا؟…
فقال التلميذ:إنه شيء بقلبي فأوردته عليك.
فقال الكندي:كلا مثلك من يهتدي إلى هذا…عرفني من أين لك هذا؟…
فقال:أمرني به الإمام أبو محمد.
فقال له:الآن جئت به،وما كان ليخرج مثل هذا إلا من ذلك البيت،ثم عمد الكندي إلى ما كتبه،وأحرقه[5].
وهكذا كان للإمام(ع)موقف علمي،وبأسلوب وطريقة مؤثرة في شخصية الكندي،تمكن من خلالها أن يغير قناعاته،وأن يصلح فكره،ويستئصل الفتنة الفكرية التي كانت من الممكن أن تنشب،لو أنه أخرج تلك التصورات الخاطئة والمنحرفة إلى عالم الوجود.
وقد أوضح(ع)لأبي هاشم الجعفري،وهو من خاصة أصحابه،مسألة خلق القرآن،كما جاء في المناقب،قال أبو هاشم:خطر ببالي أن القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟…
فقال أبو محمد(ع):يا أبا هاشم،الله خالق كل شيء وما سواه مخلوق[6].
كما ورد عنه(ع)عدة بيانات تفصيلية في تفسير القرآن وعصمة الملائكة وفي الأخلاق الفاضلة[7].
فمن وصاياه الأخلاقية حثه على قضاء حوائج الأخوان،وعمل المعروف،فعن أبي هاشم الجعفري،قال سمعت أبا محمد يقول:إن في الجنة باباً يقال له المعروف،لا يدخله إلا أهل المعروف.
يقول أبو هاشم:فحمدت الله في نفسي وفرحت بما أتكلف من حوائج الناس،فنظر إلي،وقال:نعم،فدم على ما أنت عليه،فإن أهل المعروف في الدنيا،أهل المعروف في الآخرة،جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك[8].
ولقد أوصى(ع)شيعته والتابعين له بوصية جمع فيها مكارم الأخلاق أسس التقوى والصلاح،قال(ع):
أوصيكم بتقوى الله،والورع في دينكم،والاجتهاد لله،وصدق الحديث،وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر،وطول السجود،وحسن الجوار،فبهذا جاء محمد(ص)،صلوا عشائرهم،واشهدوا جنائزهم،وعودوا مرضاهم،وأدوا حقوقهم،فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه،وصدق في حديثه،وأدى الأمانة،وحسن خلقه مع الناس قيل:هذا شيعي،فيسرني ذلك.
اتقوا الله،وكونوا زيناً،ولا تكونوا شيناً،جرّوا إلينا كل مودة،وادفعوا عنا كل قبيح،فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله،وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك،لنا حق في كتاب الله،وقرابة من رسول الله(ص)،وتطهير من الله،لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب،أكثروا من ذكر الله،وذكر الموت،وتلاوة القرآن،والصلاة على النبي(ص)،فإن الصلاة على رسول الله(ص)عشر حسنات.
احفظوا وصيتكم به،واستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام[9].
هكذا يربي الإمام(ع)شيعته ومحبيه على مكارم الأخلاق،وقيم الإسلام،والتمسك بها ليكونوا قدوة في العلم والزهد والعبادة والخلق،كما يربي فيهم الحس الاجتماعي،واليقظة الفكرية،حتى يصنع منهم شخصيات إسلامية تمثل مدرسة أهل البيت(ع)،وتمثل نظرتهم إلى الدين والحياة.
وحصل قحط شديد في أيام المعتمد العباسي،فأمر بالخروج للاستسقاء،فخرج الناس ثلاثة أيام،ولم يغاثوا بالمطر،فخرج بعد ذلك النصارى،ومعهم راهب كلما مدّ يده إلى السماء هطلت الأمطار،وفعل ذلك مكرراً،فشك بعض الجهلة من الناس في دينهم،وارتد البعض الآخر،وشق ذلك على المعتمد ففزع إلى الإمام(ع)وكان في سجنه،وقال له:أدرك أمة جدك،قبل أن يهلكوا،فقال له الإمام(ع):يخرجون غداً،وأنا أزيل الشك إن شاء الله،وأخرجه المعتمد من السجن،وطلب منه أن يطلق سراح أصحابه من السجن،فاستجاب له،وأخرجهم،وفي اليوم الثاني خرج الناس للاستسقاء،فرفع الراهب يده إلى السماء فغيمت،ومطرت،فأمر الإمام(ع)بإلقاء القبض على يده،وأخذ ما فيها،وإذا فيها عظم آدمي،فأخذه منه،وأمره بالاستسقاء،فرفع يده إلى السماء فزال ما فيها من غيم،وطلعت الشمس،فعجب الناس من ذلك،وبادر المعتمد قائلاً:
ما هذا يا أبا محمد؟…
هذا عظم نبي ظفر به هذا الراهب من بعض القبور،وما كشف عظم نبي تحت السماء إلا هطلت بالمطر.
ومن المسائل الفقهية ذات الدلالة الاجتماعية التي كثر الحديث والجدل حولها قديماً وحديثاً من المشككين،مسألة ميراث المرأة،إذ يحاولون من خلالها أن ينالوا من الإسلام بدعوى أنه يظلم المرأة ولا يقدرها،ولا يعطيها شيئاً من حقوقها،وأدل دليل على ذلك،أنه لا ينصفها في الميراث،فنراه يفضل الرجل عليها،فيعطيه ضعف ما يعطيها.
ونجد أن الإمام(ع)قام بإيضاح ذلك كما سبق وأوضحه جده الإمام الصادق(ع)،لأحد الزنادقة في مقام الدفاع عن الفكر الإسلامي،بتوضيح الفلسفة التشريعية في القرآن.
فقد سأل الفهفكي:ما بال المرأة تأخذ سهماً واحداً،ويأخذ الرجل سهمين؟…
فقال أبو محمد(ع):إن المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة،ولا عليها معقلة،إنما ذلك على الرجال.
فقلت في نفسي:قيل لي إن ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد الله عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب،فأقبل أبو محمد عليّ،فقال:نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء،والجواب منا واحد إذا كان معنى المسألة واحداً،واجري لآخرنا ما اجري لأولنا،وأولنا آخرنا في العلم سواء،ولرسول الله ولأمير المؤمنين فضلهما[10].
التفسير:
نسب للإمام(ع)كتاب تفسير،يشتمل على سورتي الفاتحة والبقرة،باستطرادات كثيرة،حول مناقشات دينية أو مذهبية،أو روايات تاريخية،وغير ذلك.
وقد وقعت صحة نسبة هذا الكتاب له(ع)من عدمها موضع جدل بين العلماء،فمنهم من صحح النسبة وقال بأنه له(ع)كان يمليه على طلابه،فليس هو الذي كتبه،وإنما هذا ما ألقاه على طلابه كتبه أحدهم.
ومنهم من نفى أن يكون هذا صادراً منه(ع)،وتمسكوا بما يرد عليه من مؤاخذات،كضعف السند،وكونه مفككاً ويشتمل على الكثير من الفجوات،مضافاً إلى أن الظرف الذي كان فيه الإمام(ع)من خضوعه لرقابة شديدة من قبل السلطة الحاكمة تمنع أن يصدر مثل هذا منه.
وقد نسب للإمام(ع)أيضاً كتاب في الحلال والحرام،كما ذكر ذلك ابن شهراشوب في المناقب،ولم يصلنا هذا الكتاب المنسوب له،مما يمنع عن الجزم بالنسبة له(ع).
——————————————————————————–
[1] الإرشاد للشيخ المفيد ص 336.
[2] مناقب ابن شهراشوب ج 4 ص 423.
[3] المصدر السابق ص 434.
[4] إعلام الورى بأعلام الهدى ص 354.
[5] المناقب ج 4 ص 424.
[6] المناقب ج 4 ص 436.
[7] الاحتجاج ج 2 ص 250.
[8] بحار الأنوار ج 50 ص 258.
[9] تحف العقول ص 367.
[10] المناقب ج 4 ص 437.