حول حادثة الإفك

لا تعليق
مسائل و ردود
48
0

س:أسمع كثيراً عن حادثة الإفك،لكن لا أعرف ما هي،فأرجو إفادتي بما تعرفون؟…

ج:حديث الإفك إشارة إلى التهمة التي وجهتها عائشة إلى مارية أم إبراهيم زوجة النبي(ص)،فقد جاء في كتب التفسير:

أن عائشة اتهمت مارية القبطية إحدى زوجات النبي(ص)بعدما توفى ولده إبراهيم الذي هو منها،وأغتم النبي(ص)لذلك،قالت له:لماذا أنت مغتم هكذا؟إنه في الواقع لم يكن ولدك،إنما هو ولد جريح القبطي!!…

فلما سمع رسول الله(ص)كلامها أمر علياً(ع)بقتل جريح الذي ارتكب هذه الجريمة الخيانية.

وعندما توجه الإمام علي(ع)نحو جريح وهو يحمل سيفاً مشرعاً،ورأى جريح علياً(ع)والغضب بادٍ على وجهه،فرّ أمامه ثم تسلق نخلة،لكنه رمى نفسه إلى الأرض خوفاً من صعود علي إليه،فارتفع ثوبه عن بدنه،وانكشف،فإذا به ليس له ما للرجال،فرجع علي(ع)إلى النبي(ص)وسأله:هل أواصل عملي بشكل حاسم أم أتحقق الأمر؟…

فبين له الرسول(ع)أن عليه أن يحقق في الأمر،فأخبره بما جرى،فشكر الرسول(ص)الله سبحانه على تطهير أهل البيت،وعندها نزلت آية الإفك،من سورة النور الآية رقم 11.

هذا وقد نوقش هذا القول بعدة مناقشات نشير لبعضها:

1-لقد نص سبب النـزول على أن المتهم هو خصوص شخص واحد وهو عائشة مع أن الآية الشريفة ذكرت أنهم مجموعة روجوا لهذه الشائعة في المدينة كلها تقريباً،وهذا لا ينسجم مع سبب النـزول.

2-من خلال سبب النـزول والتبرئة القرآنية من قضية الفحش،يحصل سؤال مفاده:إذا كانت عائشة ارتكبت هذا الإثم وهو قذف مارية،ثم ثبت خلافه،فلماذا لم ينفذ النبي(ص)حد القذف فيها؟…

3-كيف يمكن للنبي الأكرم(ص)يصدر حكم القتل بحق شخص بشهادة امرأة واحدة،مع أن التنافس بين زوجات رجل واحد أمراً اعتيادياً،وهو يؤدي إلى إمكان الانحراف عن الحق والعدل أو ارتكاب الخطأ بحقه من قبلهن.(الأمثل في تفسير القرآن المنـزل ج 11 ص 36).

وعلى أي حال،هذا بعض التأملات المذكورة على سبب النـزول هذا،وهي وإن كان بعضها لا يخلو عن شيء إلا أنها مجموعاً تمنع عن القبول والتصديق،خصوصاً وأن فيها ما يتنافى ومقام العصمة للنبي(ص)فلا يمكن قبوله.

وقد ذكر وجه آخر في سبب النـزول،وهو أكثر إساءة للنبي(ص)وتعدي على مقامه(ص)نص عليه البخاري في صحيحه(صحيح البخاري ج6 تفسير سورة النور ص 102 –103،وج 5 ص 118 )عصمنا الله من الزلل وجعلنا من المنـزهين له(ص)وآله الطاهرين عن كل دنس ورجس.

نعم المقدار الذي يمكن قبوله في الجملة هو وقوع أصل الحادثة بأن أراد شخص متسلق يبحث عن الأغراض الدنيوية وهو عبد الله بن أبي رئيس حزب النفاق أن يعبث بعفاف النساء،فسعى إلى الإساءة إلى امرأة ذات مكانة وشخصية في المجتمع الإسلامي بأن اتهمها بالزنا نكاية بالمؤمنين والمؤمنات وحسداً وبغياً.لكن هذه المتهمة غير معلومة لنا،ولا يمكن أن نقبل أيٍ من سببي النزول المذكورين في البين لما فيهما من المنافاة لمقام العصمة النبوية،والله العالم.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة