نفع الناس
من أهم الصفات الحسنة التي يحسن توفرها عند الإنسان المؤمن أن يكون نافعاً للناس، وذلك من خلال جوانب كثيرة ومتعددة، فقد تكون تلك المنفعة عامة يستفيد منها المجتمع بأكمله، كما لو قدّم خدمة لأهل بلده من خلال الاشتراك في جمعية خيرية، أو في عمل جماعي يعود نفعه لكافة أهل البلد ولو بتطويرها وتحسين خدماتها.
وقد يكون النفع خاصاً يستفيد منه بعض الأفراد، كما لو سعى في قضاء حاجة مؤمن، أو عمد إلى فكاك ضيقه، أو فرج عنه وكشف كربه، وغير ذلك من النماذج.
وعلى أي حال، لقد أكدت النصوص الدينية على أهمية هذا الخلق، وحثت عليه كثيراً، فقد جاء عن الإمام الصادق(ع) في تفسير قوله تعالى:- (وجعلني مباركاً أين ما كنت) أنه قال: نفاعاً، يعني ينفع الناس فيستفيدوا منه.
وقد جاء عن رسول الله(ص)، أن خير الناس وأحبهم إلى الله تعالى من يكون أنفعهم لعباده، قال(ص): مَن أحب الناس إلى الله؟ فقال(ص): أنفع الناس للناس.
وعنه(ص)، قال: الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله، وأدخل على أهل بيت سروراً.
وقال(ص) أيضاً: خصلتان ليس فوقهما من البر شيء: الإيمان بالله، والنفع لعباد الله.
كيف تنفع الناس:
ومع أن سبل المنفعة عديدة، إلا أن في البين نصاً نبوياً قد ذكر منهجاً لمنفعة الناس، فقد جاء عن رسول الله(ص) أنه قال: المؤمن منفعة، إن ماشيته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن شاركته نفعك، وكل شيء من أمره منفعة.
نفع الأموات:
ولا ينحصر النفع لخصوص الأحياء، بل يشمل الأموات أيضاً، نعم دائرة انتفاع الأموات أضيق من دائرتها في الأحياء، لأنها تنحصر في الأعمال التي يصل ثوابها إليهم من صدقة، وصلاة، وصوم وحج عنهم، ومن وقف عليهم، وإهداء ثواب عمل قد قام به الإنسان إليهم، وهكذا.
خاتمة:
ويحسن بالإنسان أن لا يحصر نفعه للناس على فئة معينة أو جماعة خاصة، أو طائفة، بل عليه أن يكون نفاعاً للإنسانية أجمع، وليقتدي بنبي الله يوسف(ع)، فقد قدم منفعته للملك ولم يكن عندها موحداً، وقد كان ذلك سبب هداية الملك وقومه.