حرمة ممارسة العادة السرية

لا تعليق
مسائل و ردود
199
2

[size=6][/size]بسم الله الرحمن الرحيم

[font=arial]س:أبلغ من العمر سبعة عشرة سنة، وقد أعتدت على ممارسة العادة السرية فترة من الزمن، مع أنني أعلم بحرمتها، وكلما عزمت على تركها، أعود لذلك بعد مدة من الزمن.[/font]
ومما يزيد في عذابي وألمي أنني من الشخصيات المطلعة على المعارف الدينية، وربما لجأ لي لبيان بعض الأحكام الشرعية، أرجو نصحي وإرشادي للطريق الذي يخلصني من هكذا أمر؟…

الإستمناء (العادة السرية) – وسائل و حلول

ج:أيها الولد الصالح، لا تدع للشيطان عليك سبيلاً، واتخذ قراراً حقيقياً تعزم فيه على ترك هذه العادة المحرمة، ولا تعد إليها.

هذا والطريق الذي يبعدك عنها يتم من خلال مراعاة التالي:

1-اجتناب أي تحريك جنسي غير طبيعي، فعليك الابتعاد عن مشاهدة جميع مشاهد الإثارة في الأفلام أو القصص الغرامية والروايات، والنظر للصور الخليعة.

2-محاولة شغل الفراغ الذي تحس به، من خلال مجموعة من الهوايات كالرياضة والتـنزه في الهواء الطلق مع الأصدقاء أو مع الناس في الحدائق العامة، لأن علماء الاجتماع يقررون أنه لكي تزيل أي عادة فلابد أن تحلفها عادة محلها، فمن كان معتاداً على ممارسة هذه العادة البغيضة عليه أن يحل محلها عادة نافعة كالقراءة أو الرياضة أو زيارة الأهل والأقارب، أو ما شابه.

3-تجنب الانعزال والانزواء عن المجتمعات السليمة، فينبغي عليك أن لا تنام في غرفة بوحدك، بل شارك أحد الأفراد في غرفته في النوم.

وأوصيك بأمور تعينك على عدم العودة إليها:

1-مداومة ذكر الله تعالى، ولا أعني به مجرد الذكر اللساني، بل الذكر اللساني مع الاستشعار بالحقيقة في القلب، فأكثر من قول:- (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)واستشعر معناها وعشه في كل مضامينه.

2-الخوف من الله، لأننا بالخوف الصادق من الله تعالى نجتنب معاصيه، ونسلك سبل طاعته، ونرغب في مرضاته، وبذلك تحصل لدينا حالة المراقبة لله سبحانه في جميع ما نقدم عليه من سلوك ولا نعطي الشيطان الفرصة لإغوائنا أو أن يطمع نفسه في طاعتنا له وأتباعنا لخطواته.

3-إدامة الدعاء، فبالدعاء يكون التعلق والارتباط بالله دائماً، وكلما كان الإنسان داعياً صار قريباً من الله السميع المجيب لدعوته يعينه إذا أستعانه ويغيثه إذا أستغاثه، وكرر هذا المقطع خصوصاً في سجودك واستشعر معناه:إلهي وربي من لي غيرك أسأله كشف ضري والنظر في أمري.

4-تلاوة القرآن، فإن تالي القرآن يجد بين دفتيه ما يعطيه البصيرة والعبرة من خلال وصايا الله، وتحذيراته وأوامره ونواهيه وذلك يجعل الإنسان قادراً على التمييز بين الحق والباطل متحصناً ضد خطوات الشيطان وخدعه، لا سيما إذا افتـتح تلاوته للقرآن بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، علاوة على ما يكتنف تالي القرآن من أنوار القرآن المضيئة للروح.

5-المحافظة على الصلوات، لما فيها من مضامين جليلة في تربية الإنسان وتزكيته وأعداده لمقام العبودية لله سبحانه.

وبمقدار ما يراعي الإنسان صلاته ويهتم بأدائها الأداء الكامل، بمقدار ما يجني ثمار الصلاة، والعكس حينما يهمل صلاته ويستخف بها.

هذا وأول ما يجنيه المستخف بصلاته هجوم الشيطان عليه والشروع في استدراجه إلى الباطل، فالصلاة إذن سلاح للمؤمن يحارب به الشيطان، ولعله لهذا سمي محراب الصلاة بهذا الاسم لأنه موقع متقدم لمحاربة الشيطان.

5-الصوم، فإنه يمثل أماناً لدى الإنسان في مقاومة الأهواء والشهوات، لأنه يقوي الإرادة، وكلما ازدادت إرادة الإنسان قوة كلما كان قادراً على تحدي عوامل الضعف المختلفة في نفسه، والتي قد يستغلها الشيطان للإيقاع به، كما أن الصوم يزيد في التقوى ويورث الإنسان صفاءاً ذهنياً يسهل عليه التفكير والتأمل ويوصله إلى الحكمة.

6-الاستغفار، فهو ضمانة دائمة لكنس الذنوب والحجب النفسية والروحية.

7-تكرار قول:لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والصلاة على محمد وآله الطاهرين.

8-التمسك بولاية محمد وآل محمد(ص)فإن الموالي لهم(ع)والمتمسك بحبلهم المتين، يقتدي بنهجهم، فيكون في حصن حصين من الانحرافات.

9-كثرة السجود لله سبحانه وتعالى، وإطالته، فالسجود يقرب العبد من ربه وهو ما لا يريده الشيطان لأنه يسعى ليكون العبد بعيداً عن ربه ويحيطه بالغفلة.

10-المداومة على حضور مجالس الوعظ، فإن الموعظة تنقذ النفس الأمارة من الشر وتبعد عنها الوساوس والإضطرابات وتؤمن لها الهدوء، فإن لم يستطع حضورها فعليه أن يستفيد من قراءة كتب الوعظ والإرشاد والقرآن الكريم على رأس تلك الكتب، وأن يدقق ويتدبر جيداً في معاني الآيات الشريفة، ثم قراءة نهج البلاغة وشرحه وخطب أمير المؤمنين(ع)وعليه بقراءة المجلد السابع عشر من بحار الأنوار، وبعض الكتب الأخلاقية مثل جامع السعادات، وعين الحياة وغيرها.

يقال أن أحد الأثرياء مر يوماً بأحد الوعاظ، وهو يقول:عجبت من ضعيف يعصي قوياً، فأثر فيه هذا القول وترك جميع الذنوب وأصبح تقياً خيراً من صلحاء زمانه.

11-تناول بعض الأطعمة المساعدة على دفع وسوسة الشيطان:

أ-الرمان، فعن النبي(ص):كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرست الشيطان أربعين يوماً.

وفي رواية أخرى:ونفت عنه وسوسة الشيطان.

ب-التمر، فعن النبي(ص):مع كل تمرة حسنة، ويرضى الرب ويسخط الشيطان.

ج-السفرجل، فعن النبي(ص):أن من أكله على الريق صفا ذهنه، وامتلأ جوفه حلماً وعلماً، ووقي من كيد إبليس وجنوده.

ولا يغيب عن ذهنك يا بني أن هذه الفوائد لا يحصل عليها إلا من كان قلبه مؤمناً مهيئاً لتلقي تلك الآثار الرحمانية.

12-المداومة على الوضوء، والكون على طهارة دائماً، وخصوصاً عند النوم، فيجدد الوضوء كلما أحدث، لأن للوضوء أثراً فعالاً على روحية الإنسان المؤمن.

بل الأفضل أن يجدد الوضوء حتى لو لم ينتقض وضوئه المسبق لأن الوضوء على الوضوء نور.

هذه اثنا عشر أمراً بعدد أئمتنا المعصومين(ع)أسئل الله أن تكون نافعة لك للخلاص مما أنت فيه، وفقك الله تعالى للتوبة والخلاص من هذا المرض، والوصول إلى الطاعة ونيل الكمال بالقرب من الله سبحانه بحق إمام العصر والزمان(عج)وآله الطاهرين.

س:شخص ابتلي بالعادة السرية، وقد اطلع بعد فترة من الزمن على حرمتها، وقد عزم على تركها، لكنه لم يستطع تركها بصورة كلية، حيث لازال يمارسها مرة واحدة أسبوعياً مع أنه قد قرأ القرآن الكريم، وازداد إيمانه، فما هو الحل ليتمكن من تركها؟…

ج:بعدما عرف هذا الأخ حرمتها وأن الله تعالى يعاقب عليها، وأنه مطلع عليه يراقبه في أفعاله وسكناته وحركاته، وأن العقاب كما يحصل على مداومة فعلها يحصل على فعلها ولو مرة واحدة، فعليه هو أن يتخذ قراراً بمحض إرادته وبقوته ورجولته في تركها، ينبع من إيمانه بأن الله لا يرض منه بمثل هذا العمل، وأن من يعمل هكذا عمل يستحق العقاب من الله سبحانه، وتكون عنده عزمة من عزمات الرجال، لتركها.

وأنصحه أن يتذكر الموت ومشهد القيامة والنار، وأن الملائكة تأخذ المذنبين المرتكبين للذنوب إلى جهنم زمراً، فهل يرضى أن يكون واحداً منهم؟؟؟؟

كما عليه أن لا يبات منفرداً، بل ليسعى هذه الفترة أن يبات مع شخص من أهله أو أصدقائه، حتى لا يترك للشيطان عليه مجالاً.

وإن أمكنه الزواج، فإنه علاج ناجع، اسأل الله له ولكافة أبنائي من الشباب الخيّر المؤمن الصالح الهداية والصلاح، وأن يحفظهم من كل سوء آمين رب العالمين، بحق صاحب الزمان، وبحق محمد وآله الطاهرين.

س:لقد ابتلى أحد الأشخاص باستخدام العادة السرية،وهو الآن نادم على فعلها ويسأل من الله التوبة،ويسألكم عن الطريق لذلك،وما هو حكم استخدام العادة؟…

ج:أما استخدام العادة السرية فهو من المحرمات المغلظة جداً،بل قيل أنها من الكبائر،وهو المعبر عنه في نصوص أهل البيت(ع)بناكح نفسه،وأنه يأتى به يوم القيامة وقد حملت يده مجموعة من الأجنة وهي الماء الذي كان يريقه في يده.

وأما الطريق للتوبة،فبداية النية الخالصة والصادقة التي ينبغي أن يتوجه بها الإنسان إلى ربه تعالى،وهو سبحانه يقبل من العبد التوبة متى أحس منه الصدق في التوبة،ورحمته واسعة تسع كل أحد.

ونحن سبق وتحدثنا عن هذا الموضوع بشكل مفصل،ونشير إجمالاً لما سبق ذكره،من أن عليه أن يتجنب الأمور المثيرة والتي تجعله يقدم على هذا العمل،فليتجنب قدر المستطاع الخلوة بينه وبين نفسه،وليحاول أن يشغل نفسه بالرياضة أو غيرها من الأعمال،خصوصاً الأعمال البدنية المنهكة،التي تستدعي جهداً كبيراً.

كما عليه أن يلجأ إلى تهذيب النفس،وليـبدأ بالصيام فيلتزم بالصيام فإن الصيام مانع له عن الإقدام على مثل هذا العمل،كما عليه أن يكثر من قراءة الأدعية وبالأخص مناجاة التائبين لزين العابدين(ع)،وغير ذلك من الأدعية،وليحاول أن يكثر من ذكر الله تعالى،ويجعل لسانه لهجاً بذلك،كما أن من أهم الأشياء التي تحصنه عن الإقدام على هذا العمل شعوره بأن الله سبحانه وتعالى مطلع عليه وأن هناك يوم حساب يـبعث الناس ليلاقوا جزاء أعمالهم،وأن هناك ناراً جعلت لمن عصى الله تعالى،نسأل الله سبحانه العفو والعافية وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه وأن يخـتم لنا بخير،ويرزقنا حسن العاقبة،آمين رب العالمين.

س:شخص يمارس العادة السرية بمفرده،بحيث لا يطلع عليه أحد إلا الله سبحانه وتعالى،فما هو حكم هذا العمل؟…

ج:لا يوجد فقيه من فقهائنا يقول بجواز العادة السرية،للرجل،بل يطبقون جميعاً على أنه يحرم على الإنسان فعلها،ومتى فعلها شخص فإنه يستحق التعزير،وقد ورد في بعض النصوص أن علياً ضرب شخصاً عبث بذكره حتى أمنى حتى احمرت يده،وبعض الفقهاء يحيل أمر تعزيره إلى الحاكم الشرعي.

والحاصل لا يجوز للأنسان أن يمارس هذا العمل أبداً،والله العالم.

س:ما هو الطريق للتخلص من مثل هذا العمل؟…-الرجاء الإجابة طبقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج:يعتبر هذا العمل نوعاً من الأمراض التي تـترك مجموعة من السلبيات على الممارس لها،فيكفي أنه يصاب بالشذوذ بحيث أنه حتى بعد زواجه ربما لا يأنس بالحياة الزوجية العادية،فلا يشبع نهمه الجنسي من خلال المعاشرة الطبيعية مع الزوجة،فيلجأ لهذا العمل،فضلاً عن المضاعفات التي يخلفها هذا العمل على الشخص،كما ذكر ذلك في غير كتاب من الكتب الطبية.

وعلى أي حال يمكننا أن نذكر في المقام مجموعة من النصائح يمكن الاستفادة منها في محاولة ترك هذه العادة،لكنها ليست شرطاً أن تكون نافعة إذ ربما نفعت مع شخص دون آخر.

نعم الشيء الذي ينفع الجميع ويكون دواء ناجعاً لترك هذا العمل،هو إحساس الإنسان بأن الله يراقبه،وهو لا يرضى بهذا العمل،فإن هذا كافٍ له أن يمتنع عنه خصوصاً وهو مطلع على أن الله يعاقب في غد كل من عصاه،وقد ورد في بعض النصوص أنه يأتى بمن يمارس الخضضة يوم القيامة،وناكح نفسه وقد حملت يده مجموعة الأجنة التي ألقاها في يده فيفتضح على رؤوس الخلائق.

وعلى أي حال ننصح بهذين الأمرين:

1-أن لا ينام الإنسان في فترة تركه لهذه العادة منفرداً بل يحاول النوم مع شخص أو أشخاص آخرين،بحيث لا يمكنه ممارسة هذا العمل.

2-عليه أن يكثر من ذكر الله تعالى،وملازمة قراءة القرآن،ومداومة الأدعية خصوصاً الأدعية اليومية،فإن فيها من الثواب الشيء الكثير.

س:هناك صديقان يحبان بعضهما البعض،وهما متقاربان في العمر،وقد أقدما على الإتيان بالعادة السرية جهلاً منهما بالحكم،وعللا ذلك بأنه من أجل عدم الافتراق،وهو يشبه ما يكون بين الزوجين،فما حكم ذلك؟…

ج:إن العمل الذي أقدما عليه عمل محرم،وعليهما أن يستغفرا الله تعالى،وليتعاهدا على أن يتحابا في الله سبحانه،ويسألا الله تعالى أن يديم عليهما ذلك،والله العالم.

س:هل نكاح اليد، هو نفسه الاستمناء؟…

ج:نعم الاستمناء قد ورد التعبير عنه في بعض الروايات الواردة عن أهل البيت(ع)بنكاح اليد، والله العالم.

س:ما حكم من مارس الاستمناء في نهار شهر رمضان، وهو لا يعلم بحرمته، وماذا يجب عليه فعله، وإن كانت هناك كفارة فكم مقدارها بالريال السعودي؟…-وفقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج:إذا أقدم الإنسان في نهار رمضان على ممارسة الاستمناء فقد ارتكب محرماً، يأثم عليه، كما أنه يكون قد أفطر فيجب عليه القضاء ،كما يجب عليه الكفارة، وهي عبارة عن عتق رقبة أو إطعام ستين مسكين أو صيام شهرين متـتابعين، وإذا اختار الإنسان الإطعام فعليه أن يدفع لكل فقير ثلاثة أرباع الكيلو، وهي تعادل تقريباً اثنان وأربعون كيلو تقريـباً، والله العالم.

س:ما حكم من مارس العادة السرية في نهار رمضان وهو يعلم بحرمتها وماذا عليه، وإذا كان هناك كفارة فكم مقدارها بالريال السعودي؟…وفقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج:اتضح جوابه مما تقدم لأنه لا فرق في المفطرية بين كون الإنسان عالماً بها أو جاهلاً، والكفارة لابد أن تكون عيناً أي طعاماً إذا اختار الإطعام ولا يفي بالغرض المال عوضاً عنها، نعم يمكنه أن يدفع المال من يقوم بصرفها أعياناً على مستحقيها، والله العالم.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة