المجتمع بين الرشد والغفلة

لا تعليق
كلمات و بحوث الجمعة
149
0

قال تعالى:- (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون)[1].

مدخل:

تحدث القرآن الكريم حول طائفتين من الناس، من خلال تعداده جملة من الصفات التي تملكها كل واحدة، وقد كانت الغاية من ذلك التقيـيم لكليهما وفقاً لما تملكه من صفات، ونحن نعمد في بحثنا هذا إلى الحديث عن كلتيهما.

الراشدون:

أما الطائفة الأولى، فهي الأمة الراشدة، أو عناصر المجتمع الراشد، وتمثله الآية الشريفة التي افتـتحنا بها المقام، وهي قوله تعالى:- (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون)[2].

الغافلون:

أما الطائفة الثانية، التي تحدث عنها القرآن الكريم، فهي الأمة الغافلة، أو عناصر المجتمع الغافل، وقد أشار له سبحانه وتعالى في قوله:- (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)[3].

هذا ومع أن الآية الشريفة التي افتـتحنا بها المقام قد تعرضت لبيان صفات أعضاء المجتمع الراشد، إلا أنها لم تتعرض لبيان حقيقة الرشد الذي به قوام المجتمع، لأنه متى رشد أفراد المجتمع، سمي المجتمع راشداً، كما أنه متى غفل أفراد المجتمع كان ذلك موجباً لتسمية المجتمع بالمجتمع الغافل.

هذا وسوف نجعل حديثنا ضمن محاور ثلاث:

الأول: الحديث حول المجتمع الراشد، وذلك من خلال أمرين أساسين:

أولهما: بيان صفات عناصر المجتمع الراشد.

ثانيهما: بيان مقومات المجتمع الراشد.

الثاني: الحديث حول المجتمع الغافل، وذلك من خلال:

أولاً بيان صفات عناصر المجتمع الغافل.

ثانياً: الأسباب التي أودت بالمجتمع الغافل ليكون مجتمعاً غافلاً.

الثالث: محاولة الوقوف على حقيقة واقعنا الاجتماعي، كي ما نرى أي المجتمعين ينطبق على مجتمعنا، فهل أن مجتمعنا يتصف بكونه مجتمعاً راشداً، وعناصره عناصر المجتمع الراشد، أم أن مجتمعنا مجتمع غافل، وبالتالي تتصف عناصره بأنها عناصر المجتمع الغافل.

حقيقة الرشد:

هذا ونحتاج قبل الحديث حول المحور الأول، أن نتعرف على حقيقة الرشد، فإن القرآن الكريم وإن تعرض إلى بيان صفات عناصر المجتمع الراشد، إلا أنه لم يبين حقيقته.

وعلى أي حال، للرشد كغيره من المفاهيم معنيان:

الأول في اللغة: هو الهدى، خلاف الغي والضلال.

الثاني في الاصطلاح: هو بمعنى الصلاح وإصابة الصواب، خلاف الغي، ويستعمل بمعنى الهداية أيضاً وهو من المفاهيم المشككة التي لها مراتب متفاوتة، وقد استعمل في القرآن الكريم كثيراً.

صفات عناصر المجتمع الراشد:

بعد وضوح حقيقة الرشد، ومعرفة أنه يعني الصلاح وإصابة الصواب، يمكننا أن نتعرف الراشدون الذين تـتحدث الآية الشريفة التي جعلناها مفتـتح حديثنا عن صفاتهم، فيمكننا تعريفهم بأنهم الذين عرفوا الحق والباطل، عرفوا الهدى والضلالة، عرفوا الخير والشر، عرفوا الصلاح والفساد، عرفوا الطاعة والمعصية، عرفوا التقوى والفجور، عرفوا السعادة والشقاء، عرفوا الكمال والانحطاط، ومن ثمّ سلكوا طريق الحق والهدى، اختاروا طريق الصلاح والخير، وأطاعوا واتقوا، وانتخبوا سبل السعادة والكمال، ورفضوا الباطل والضلالة، وتركوا الشر والفساد، واجتنبوا الفجور والعصيان، وابتعدوا عن طريق الشقاوة والانحطاط، فهم على طريق الصواب لم يميلوا عنه، سائرون عليه، مستمرون فيه.

هذا وبعدما عرفنا من هم الراشدون، نحتاج إلى استجلاء الصورة أكثر واستيضاحها لمعرفة صفاتهم، حتى يتسنى لنا معرفة صفات عناصر المجتمع الراشد، من خلال ما أشارت له الآية الشريفة، حيث نلاحظ أنها تعرضت لثلاث صفات يمتاز بها الراشدون

الأولى: حب المبدأ والعقيدة:

ونقصد بذلك أن هؤلاء يعيشون حالة الارتباط الحقيقي بالمبدأ الذي ينـتمون إليه، ذلك أن الناس في انتمائهم على أقسام، فمنهم من ينـتمي لمبدأه انتماء صورياً لا يخرج عن ممارسة الطقوس والشعائر العبادية، ومنهم يعيش حقيقة هذا المبدأ ويتناغم معه ويتفاعل مع كل معطياته وحيثياته.

وتستفاد هذه الصفة الأولى في عناصر المجتمع الراشد من خلال قوله تعالى:- (حبب إليكم الإيمان)ومن الواضح أن لكلمة الحب معنى واسعاً، لذلك المقصود هنا كل ما تحمله هذه الكلمة من معنى واسع يحمل الانجذاب النفسي والانشداد الروحي.

الثانية: الوعي بالمبدأ:

وتعدّ هذه الصفة من حيث الأهمية كسابقتها، ذلك أنه لو امتلك الإنسان حباً لمبدأه وعقيدته لكنه لم يكن واعياً بحقيقة هذا المبدأ ماذا يتوقع منه، هل يتوقع منه أن يعايش المفاهيم الواسعة التي يحملها هذا المبدأ؟…

ولنوضح ذلك بقصة تروى دائماً، وهي قصة الكليم موسى(ع) مع ذلك العابد في الجبل الذي كان قد انقطع لله سبحانه وتعالى بالعبادة، ولكن منـزلته في الجنة كان عادية، مما أدى ذلك إلى استغراب نبي الله موسى(ع)، ولكن هذا الاستغراب قد زال عندما التقى به، ووجده لا يملك وعياً بمبدأه، حيث أنه يجهل الحقيقة الإلهية، ويعيش حالة من الفقر في جنبة الوعي، وهذا يوضح أهمية ما أكدت عليه النصوص الشريفة في مسألة أهمية التفكر وضرورته، وأن تفكر ساعة خير من عبادة سنة.

وعلى أي حال، فإذاً إحدى الميز التي يمتاز بها عناصر المجتمع الراشد وجود صفة الوعي بالمبدأ، ويستفاد هذا من قوله تعالى:- (وزينه في قلوبكم)، ذلك لأن القلب في الآية الشريفة يراد منه الإدراك بالعقل، فالآية تشير إلى أنهم قد أدركوا بعقولهم صحة المنهج الإيماني، وأنه الأفضل لأجل ذلك اتخذوه منهجاً وعملوا على وفقه.

الثالثة: الردع الذاتي عن الانحراف والمخالفة:

فهم يملكون حاجزاً يمنعهم على الوقوع في الانحراف وارتكاب المعاصي، وهذا الرادع ليس رادعاً تشريعياً مستمداً من الشارع المقدس، بل هو رادع ذاتي، أقرب للرادع التكويني، بمعنى أنهم يملكون دافعاً يمنعهم من فعل ذلك بعيداً عن الجنبة التشريعية المتضمنة لهذا الأمر، فلاحظ قوله تعالى:- (وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان).

ومن الطبيعية أن هذه الصفة مترتبة على الصفتين السابقتين، بحيث أنه لما كانت عناصر المجتمع الراشد ممتلكين تلك الصفتين فمن الطبيعي أن يترتب على ذلك الصفة الثالثة كحالة طبيعية جداً.

ولا يذهب الأمر بأحد حتى يتصور أن في البين جبراً من الباري سبحانه وتعالى لهم على عدم فعل المنافيات، كما قد يظهر بدواً من الآية الشريفة، إلا أن الصحيح خلاف ذلك، ذلك أن المقصود من الآية هو تهيئة الأسباب والوسائل الموفقة للاستجابة.

صفات المجتمع الراشد:

من خلال ما قدمناه من بيان لحقيقة الرشد، وبيان لصفات عناصر المجتمع، يمكننا أن نعرف صفات المجتمع الراشد، ويمكننا تحديدها في التالي:

الأولى: الوعي والمعرفة:

فالمجتمع الراشد هو الذي يملك أفراده الأهلية والقدرة على معرفة الصواب وطريق الهداية، وبالتالي يملكون القدرة على تشخيص المصالح المرتبطة بهم، والتفريق بين ما يصب في مصلحتهم، وما يكون خلاف ذلك.

الثانية: حسن التصرف:

من المعلوم أن أي مجتمع تواجهه جملة من العقبات والمشاكل، وهنا تختلف المجتمعات بعضها عن بعض، وموجب الاختلاف والامتياز فيما بينها يرجع إلى قراءة المجتمع لما يواجهه من مشكلات وكيفية التعامل معها، ولكي يتضح ذلك بصورة أجلى، نشير إلى الاحتمالات المتصورة عادة لأي مجتمع من المجتمعات عندما تواجهه مشكلة ما:

1-أن يصاب المجتمع بحالة من الاستسلام، وانتظار المعجزة من المجهول.

2-أن تسيطر عليه الانفعالات والأحاسيس، ويحركه الحماس المجرد عن التخطيط السليم.

3-أن يعمد إلى مواجهة التحديات والوقوف أمامها، من خلال تفكير موضوعي، وبرامج حكيمة.

والحاصل، إن رشد المجتمع يحدد من خلال الوجهة التي يتخذها في مقام مواجهة الأزمة التي تصيـبه، وكيفية التعامل معها. فإذا كان تصرفه تصرفاً حسناً كشف ذلك عن رشده، بينما على العكس تماماً لو كان المنهج المتبع مغايراً.

الثالثة: الاستفادة من الامكانيات:

وهي من الأمور المهمة التي تكشف أيضاً عن حسن التصرف، ضرورة أنه متى كان المجتمع حسن التصرف كان ذلك موجباً لأن يستفيد من إمكانياته، لأن من المعلوم أن لكل مجتمع جملة من الإمكانيات التي يمكنه أن يستفيد منها، ويطوعها لخدمته، وذلك من خلال استثمارها.

المجتمع الغافل:

وبعدما تعرفنا شيئاً ما على المجتمع الراشد، نحتاج أيضاً التعرف على المجتمع الغافل، وهو المجتمع المقابل للمجتمع الراشد.

وأول ما ينبغي أن نصب حديثنا حوله هو صفات عناصر المجتمع الغافل، وكما تعرفنا على صفات عناصر المجتمع الراشد من خلال القرآن الكريم، نتعرف أيضاً على صفات عناصر المجتمع الغافل من خلال القرآن الكريم، قال تعالى:- (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)[4].

والمستفاد من الآية الشريفة أن المجتمع الغافل هو المجتمع الذي تتصف عناصره بصفات ثلاث:

الأولى: عدم التفكير.

الثانية: فقدان عنصر الإبصار.

الثالثة: فقدان عنصر السمع.

وهذا يعني أن المواهب التي أعطاهم الله سبحانه وتعالى إياها، قد عطلوها، فهم ولا يستغلون تفكيرهم للوصول إلى الكمال والسعادة. كما أنهم لم يفتحوا أعينهم ليـبصروا آيات الله الكونية، ولم يفتحوا آذانهم ليسمعوا آيات الله المتلوة، بل عطلوا كل هذه الأجهزة الموهوبة ولم يستخدموها.

فأصبحوا كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً، وذلك لأنهم منهمكون في اللذائذ والشهوات الجنسية، سيطرة عليهم الحياة المادية سيطرة تامة، فهم كما يقول أمير المؤمنين(ع): كالبهيمة المربوطة همها علفها.

فكل مجتمع يشتغل بالأمور التافهة، ولا يبحث عن الصواب، ولا يفكر بسعادته وسعادة مجتمعه، ولا يطمح للرقي، ولا يعالج نقاط الخلل فيه، فهو مجتمع يملك قلباً لا يفقه، وعيناً لا تبصر، وأذناً لا تسمع.

أسباب كون المجتمع غافلاً:

بعدما تعرفنا صفات عناصر المجتمع الغافل، والتي من خلالهما يمكننا التعرف على صفات هذا المجتمع، نحتاج معرفة الأسباب التي أدت إلى كون المجتمع بهذه الكيفية، ويمكن حصر الأسباب في التالي:

1-فقدان الايمان بالله سبحانه:

قد يتصور البعض أن مجرد الانتماء للإسلام، وتحقيق تعاليمه الدينية خارجاً يكفي لحصول الغاية المرجوة منه، ويذهب عليه أن الإسلام في تعاليمه يراعي دائماً جانب البعد التربوي والقيمي مضافاً لجانب البعد العبادي، وهذا يعني أن الصلاة مثلاً ما لم تكن ذات فاعلية وتأثير على حياة الإنسان، فلن يكون لها أثر عليه، وإن كان قد أدى فرضه، وهكذا.

ولذا يكمن الإيمان بالله سبحانه وتعالى الحقيقي في مقدار ما يستفيده الإنسان تطبيقاً لهذه التعاليم الدينية ومدى آثارها المترتبة عليه.

ولذا يمكن التعبير عن كل من لم يصل إلى عمق العلاقة الروحية مع الله سبحانه وتعالى، بأنه فاقد للإيمان، ونعني الإيمان الحقيقي، فلاحظ.

ومن الطبيعي أن فقدان الإيمان سبب رئيس إلى ترتب هكذا أمر، كما لا يخفى.

2-الجهل:

وهذا له أنحاء، لأن الجهل قد يكون جهلاً بالفوائد المترتبة على القيم الأخلاقية والأبعاد التربوية والدينية، ودورها في إصلاح النفس وسعادة المجتمع، وقد يكون الجهل ناجماً من خلال عدم معرفة الآثار السلبية المترتبة على جملة من الأمور، وهكذا.

والحاصل، لا ريب ولا إشكال في أن الجهل أياً ما كان نوعه، وصورته، له آثار سلبية كثيرة، ومدعاة إلى انهيار أي مجتمع من المجتمعات، بل إن المجتمع الجاهل يعيش حالة من التخلف، ولنوضح ذلك بمثال:

تنـتشر في بعض الأوساط الاجتماعية عمليات الشعوذة، وما يتعلق بها، من أعمال وما شابه، ولو وجهنا سؤالاً: أين تنـتشر هذه الأمور، هل تنـتشر في أوساط المجتمعات المتعلمة والواعية، أم أنها تنـتشر في أوساط المجتمعات الفقيرة في الوعي والعلم والمعرفة؟…

لا إشكال أن الجواب سوف يكون هو الشق الثاني، لا الأول، وواضح أن ذلك يعود إلى حالة الجهل التي تسيطر على هذا المجتمع، وهكذا.

3-فقدان التربية الصالحة:

وهذا يعدّ من أبرز العوامل المؤدية للجريمة والانحراف، لأن الكثيرين قد يعرفوا الآثار السلبية المترتبة على بعض الأعمال، والجوانب السلبية لها، لكنهم يقعوا فيها نتيجة فقدانهم التوجيه الصحيح الذي تتولاه التربية الصالحة، بل قد يحصل الإنسان على توجيه في داخل الأسرة، لكنه يفتقد إلى المتابعة بعدما تحصل له عملية الاحتكاك بالمجتمع من خلال المدرسة أو غير ذلك، فيقع في شباك رفقاء السوء فيجرونه إلى الهاوية، كل ذلك لعدم وجود الموجه له، والمرشد.

4-تعطيل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

ولا أجدني بحاجة إلى إطالة الكلام في هذا السبب، خصوصاً وأن النصوص الشريفة بينت الآثار المترتبة على ذلك، وكفى أن نعلم أنه متى عطلت هذه الفريضة سلط الله شرار خلقه على عباده، فعملوا فيهم ما يشاءون.

واقعنا الاجتماعي:

هذا ولنختم كلمتنا هذه بالوقوف للحظة أمام واقعنا الاجتماعي ومحاولة تطبيق ما قدمناه عليه، لنرى هل أن مجتمعنا مجتمع راشد، أم أن مجتمعنا مجتمع غافل.

قد أتضح عندنا من خلال ما سبق وعرضناه صفات المجتمع الراشد، ونحن اليوم نعاني جملة من المشاكل، وتواجهنا عدة قضايا، فكيف يتعامل مجتمعنا معها، عرفت فيما مضى أن هناك ثلاثة احتمالات، فأي واحد من هذه الاحتمالات يعتمده مجتمعنا، هل ينـتظر المعجزة بعد الاستسلام، أم يعيش حالة من الانفعالية، أو يعالج الموضوع بروية وحكمة.

هل يعمد مجتمعنا لإيجاد الحلول المناسبة ومحاولة الاستفادة من الإمكانيات الموجودة لديه لعلاج ما يعترضه من مشاكل، أم أنه لا يفعل تلك الإمكانيات فيما يخدم مصلحته ومصلحة مجتمعه.

هذه كلها، تساؤلات تعرض بين الفينة والأخرى، كي ما يتضح لنا حال المجتمع وحقيقة وضعه، وأنه راشد أم غافل.

ولأشير هنا إلى مفردة واحدة من المشاكل، وأعرض حلاً ولو لفترة آنية:

تعاني بعض الأماكن من انتشار ظاهرة السرقات، والنهب والسلب، وإلى اليوم لم يوجد علاج عملي لذلك، ولسنا هنا بصدد بيان الأسباب المؤدية لذلك.

لكن لا ينبغي على المجتمع أن يقف مكتوف الأيدي ليكون مصداقاً للمثل المعروف: من حلقت لحية جاره فليسكب الماء على لحيته، كما لا ينبغي أن نكون منظرين للمشكلة فقط، فنكون مصداقاً لما قيل: أحضر الجرس فمن يعلقه في عنق القطة.

بل عليه أن يعمد إلى التفكير في إيجاد حل، وهنا أشير-كما قلت-لحل ولو بصورة مؤقتة، لم لا يتعاون أبناء المنطقة، فيعمدون إلى إيجاد حجاب أمني مكون منهم، وذلك بأن يعمدو إلى استيجار أشخاص يتولون عملية الحماية لمنازلهم، وحفظ حقوقهم، ولا ريب أن ما يدفعونه لن يكون بمثل ما سوف يخسرونه.

وهكذا أيضاً ظاهرة التفحيط بالسيارات، لو أننا عمدنا إلى بث الوعي في المجتمع ولا أقل لمن يقصد المشاهدة لهذه الظاهرة، وأوضحنا له أن هذه الرياضة لا ينبغي أن تمارس داخل الأحياء السكنية لما له من آثار لكان ذلك موجباً لتغيـير عملي، وهكذا[5].

——————————————————————————–

[1] سورة الحجرات الآية رقم 7.

[2] سورة الحجرات الآية رقم 7.

[3] سورة الأعراف الآية رقم 17

[4] سورة الأعراف الآية رقم 179.

[5] من مصادر البحث: الأمثل في تفسير كتاب الله المنـزل، تفسير الميزان، في ظلال القرآن، التسامح وثقافة الاختلاف.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة