س: اذا كان تقليد الأعلم واجباً على المكلف فإني أسأل أهل الخبرة الذين اطلعوا على بحوث هؤلاء المراجع، ورجح عندهم الأعلم بينهم, فمن من بين هؤلاء هو الأعلم في الأوساط العلمية والحوزوية بحق؟
السيد السيستاني، الشيخ الخراساني، السيد الخامنئي، الشيخ اسحاق الفياض، السيد محمد سعيد الحكيم، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، السيد محمد صادق الروحاني، السيد صادق الشيرازي، السيد محمد تقي المدرسي.
فكل جهة تنتمي لأحد المراجع ترجح مرجعها وتقول أنه الأعلم والمكلف يضيع بينهم، حقيقة أريد أسماء أهل الخبرة الحياديين الذين تنقل عنهم شهادات بحق العلماء ؟
وهل صحيح أن من بين هؤلاء المراجع حفظهم الله جميعا دروسه وبحوثه لا ترقى لمستوى الحوزة فلا يقبلها أهل العلم ولذا لا يرجحون مرجعيته فضلا عن أعلميته؟ ومن هم هؤلاء العلماء؟ وماذا عن بيان جامعة المدرسين بقم هل ترون صحته؟ ما رأيكم فيه؟
أتمنى من سماحتكم إجابتي بصورة مفصلة لأني أريد الحقيقة فقد تهت من كثرة الكلام والفتن هنا وهناك.
جزاكم الله خيرا
ج: لقد وضع الفقهاء(رض) ضوابط يتم من خلالها تحديد الأعلم، ومن الطبيعي أن يكون هناك خلاف بين أهل الخبرة في تطبيق ذلك على فرد معين بعد اتفاقهم على الضوابط المعتبرة، وهذا ما جعلكم تجدون اختلافا بينهم في تحديد الأعلم، وليس الأمر كما تصورتم من أن كل جماعة تدعو لمرجعها فإن هذا خلاف التقوى المفروض وجودها عند أهل الخبرة.
وطبقا لما تقدم لا حاجة لأن يحير المكلف فضلا عن أن يضيع لأنه يمكنه أن يعتمد على من يثق في خبرويتهم ويرتب على ذلك أثرا.
ثم إن هذا كله على فرض تساوي جميع المتصدين لتحديد الأعلم وأن المتصدي لتحديد من هو الأعلم يملك الدراية والإحاطة بمن فيهم شبهة الأعلمية وقد اطلع على بحوثهم أو حضر دروسهم أو باحثهم لتكون شهادته شهادة حسية.
ولا ينبغي للمكلفين المؤمنين من غير ذوي الاختصاص الانشغال بتوجيه التهم ورميها جزافا بأن فلانا ليس اهلاً للمرجعية أو أن فلاناً كذا وكذا، بل عليهم أن يتوخوا الحيطة وسلوك طريق الاحتياط حذراً من البهتان وأن يرجعوا في ذلك لأهل الاختصاص من أهل الخبرة.
ومثل هذا يجري بالنسبة لمستوى الدروس والبحوث فإن من الطبيعي أن لا تكون جميعها في مستوى واحد، بل يكون بينها تفاوت، وهذا مضافا لتفاوت مستوى العلماء من حيث العلمية فقد يكون منشأ ذلك المدرسة المتبناة من الاستاذ أو الكاتب لتعدد المدارس المعرفية عند الفقهاء(رض).
وكما تختلف المدارس المعرفية عند الفقهاء، فسوف يختلف تقييم أهل الخبرة لهم لأن الخبير منهم قد يتبنى مدرسة معينة يراها الجديرة بالإتباع ويتحفظ على المدرسة الأخرى فتكون وجهة نظره لها غير إيجابية.
والحاصل، إن تبني الخبير مدرسة معينة قد يتدخل في تحديده للأعلم من الفقهاء، فلاحظ.
وأما بيان جامعة المدرسين فإنني لا أملك دراية كاملة بأفراد الجامعة حتى يمكنني الحكم بصحته من عدمها، إلا أن الأسماء التي تضمنها البيان لم أجد من يتوقف في اجتهادها وقد برر عدم وجود اسم الإمام السيد السيستاني(دامت أيام بركاته) بكون البيان كان مقصورا على المراجع المقيمين في ايران فقط دون الموجودين خارجها.
ولا يعني عدم اشتمال البيان على بعض الأسماء الموجودين في ايران التشكيك في أهليتها للمرجعية فإن هناك من لا تتوقف الحوزة العلمية في قم في فقاهتهم كالمرجع الديني الكبير الشيخ لطف الله الصافي الكلبيكاني(حفظه الله) على سبيل المثال، وإنما ذكر الصادر عنهم البيان من يعتقدون أولويته على غيره في التقليد.
وقد تحصل مما قدمنا أنه لا موجب للتيه ولا الحيرة فضلا عن الضياع، إذ يمكن للمكلف التعويل على من يثق به في تحديد الأعلم ويلتزم بما حدد له.
وليعلم أن عدم إجابتي عن من هو الأعلم لا يعني عدم تشخصه لدي، وإنما لكون الموقع مورداً لجميع الأخوة والأحبة ولكي يستفيد منه الجميع دون حساسية كنت أعتذر عن تشخيص الموضوع وتحديد الأعلم، والله سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.