س: هل مصير المختار بن أبي عبيدة الثقفي إلى الجنة أو النار؟…
ج: لقد وردت في حقه مجموعة من النصوص، بعضها مادح له، وبعضها الآخر ذام. والنصوص المادحة متضافرة.
فقد ورد عن أبي جعفر الباقر(ع) أنه قال: لا تسبوا المختار، فإنه قتل قتلتنا، وطلب بثارنا، وزوج أراملنا، وقسم فينا المال على العسرة.
وفي رواية أخرى، أنه(ع) قال لولده وقد سأله عن أبيه لما أكثر الناس فيه القول: رحم الله أباك، رحم الله أباك، رحم الله أباك، ما ترك لنا حقاً عند أحد إلا طلبه، قتل قتلتنا، وطلب بدمائنا.
وأما الروايات الذامة، فبين ما هو ضعيف وبين ما هو غير تام الدلالة على التضعيف، والذم.
لكن شيخنا المجلسي(قده) بنى على أن المختار بن أبي عبيدة الثقفي، لم يكن حسن العقيدة، وكان مستحقاً لدخول النار، وبذلك يدخل جهنم، ولكنه يخرج منها بشفاعة الحسين(ع)، وقد وصل إلى هذه النـتيجة نتيجة الجمع بين الأخبار المختلفة الواردة فيه.
لكن الصحيح أن ما يمكن أن يستفاد منه ذلك عبارة عن خبرين ضعيفي السند، لا يمكن الاعتماد عليها، والاستناد إليهما.
على أنه يمكن القول بأن الروايات التي وردت في حقه وكانت ذامة له، محمولة على التقية، ويكفي في حسن حال المختار إدخاله السرور في قلوب أهل البيت(ع) بقتله قتلة الحسين(ع)، وهذه خدمة عظيمة لأهل البيت(ع) يستحق بها الجزاء من قبلهم(ع).
فرضى الله تعالى عنه وأرضاه، وحشره مع محمد وآله الطيبين الطاهرين.