مسائل عقائدية و مواضيع أخرى متفرقة (3)

لا تعليق
مسائل و ردود
406
1

س:ما هو المحكم والمتشابه؟…

ج:هناك عدة اتجاهات وتفسيرات لمعنى المحكم والمتشابه في القرآن الكريم، ونشير للصحيح منها أولاً، ثم نشير لبعض التفسيرات الأخرى:

المحكم من الآيات، هو:ما يدل على مفهوم معين، لا نجد صعوبة أو تردداً في تجسيد صورته أو تشخيصه في مصداق معين.

والمتشابه هو:ما يدل على مفهوم معين تختلط علينا صورته الواقعية ومصداقه الخارجي.

وأختار الفخر الرازي في معناهما تفسيراً آخر، فقال:أن المحكم هو ما يسمى في عرف الأصوليـين بالمبين، والمتشابه ما يسمى في عرفهم بالمجمل.

وأختار الراغب الأصفهاني أن المتشابه ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره سواء كان الإشكال من جهة اللفظ أو من جهة المعنى.

هذا ومن أراد الاستزادة في هذا المعنى فيمكنه مراجعة الكتب التي تتحدث عن علوم القرآن، وكتب التفسير، والله العالم.

س:كيف تقوى العلاقة مع الإمام المنتظر المهدي(عج)؟…

ج:يمكن للمؤمن أن يقوي علاقته بالمولى أرواحنا لتراب مقدمه الفداء من خلال عدة أشياء، نشير لبعض منها:

1-السعي لمعرفة المولى أرواحنا لتراب مقدمه الفداء معرفة حقيقة، وذلك من خلال أن نعيشه في كافة أحاسيسنا وشعورنا، ونراه يشاركنا في كافة أمورنا وأعمالنا، ويطلع على كل فعل وعمل يصدر منا، وأن أعمالنا تعرض عليه في كل يوم، أو كل يوم اثنين، وخميس، أو في الأسبوع مرة.

2-الدعاء له بالسلامة، والحفظ من كل سوء وبلاء.

3-الصدقة عنه في كل حين.

4-الحج والزيارة والصلاة والصوم والتضحية عنه.

5-الاستعداد لظهوره الذي يملأ الأرض نوراَ وأمناً، من خلال إعداد الأمة لاستقبال ذلك اليوم، بتوعيتها وتثقيفها وجعلها ترتقب يوم الظهور.

جعلنا الله من أودائه وأنصاره المقاتلين بين يديه والمستشهدين تحت لوائه، آمين رب العالمين.

س:إن الذي تعتقد به الشيعة الإمامية هو عصمة النبي(ص)لكن ألا يتنافى هذا مع نومه في حجر أمير المؤمنين(ع)، وهو ما تثبته الشيعة كفضيلة لأمير المؤمنين(ع)في رد الشمس؟…

ج:لو كان نوم النبي(ص)عن الصلاة أمراً عبثياً لا لغاية أهم، لكان الإشكال الذي ذكر وجيه، لكن نوم النبي(ص)كما هو معلوم كان لمسألة أهم، وهي تلقي الوحي، فعندها لا معنى للإشكال المذكور.

ثم لعل الظاهر من بعض النصوص أن النبي(ص)لم تفته الصلاة، وإنما ذهب وقت الفضيلة، وأراد النبي(ص)في نفس الوقت إظهار كرامة لأمير المؤمنين(ع)وبيان أنه بمنـزلة وصي موسى(ع)بل أفضل برد الشمس له، والله العالم.

س:ما هو تعريف الديمقراطية، وهل تتعارض مع الإسلام؟…

ج:الديمقراطية، هي امتلاك الفرد للحرية الكاملة في التعبير عن كل ما يريد قوله، وهي ما يعبر عنه بالحرية الفكرية والسياسية.

وهذا المعنى لا يقبله الدين الإسلامي ذلك أن الحرية المطلقة المجردة عن كل قانون لا تصلح في أي منطق عقلائي، لأنها تحول الوجود إلى حالة غابية.

نعم المبدأ الإسلامي قائم على مبدأ حفظ الحريات والحقوق التي للأفراد على مبدأ القسط والعدل، والله العالم.

س:ما هو موقف الشيعة من كتاب:الشيعة وأهل البيت، وكتاب:رجال الكشي، حيث أني قد سمعت أنهما يشتملان على ما يتنافى ومذهب أهل البيت(ع)؟…

ج:أما الكتاب الأول، فلم أعرفه، وأما كتاب رجال الكشي فهو من الكتب المقبولة عند الشيعة ومجرد اشتمال الكتاب على بعض الأمور التي لا يقول بها الشيعة لا يعني سقوط الكتاب كلياً عن القبول والاعتبار، ذلك لأننا نحن الشيعة لا يوجد عندنا كتاب نؤمن بصحة كل ما جاء فيه ما عدا القرآن الكريم زاده الله عزة وشرفاً، وجعلنا من المتمسكين بتعاليمه، آمين رب العالمين.

س:ما هو موقف الشيعة من عبد الله بن عباس حبر الأمة؟…

ج:عبد الله بن عباس ثقة جليل القدر عظيم المنـزلة، من المدافعين عن أمير المؤمنين وخاصته والمقربين له.

نعم وردت بعض النصوص التي تشير إلى ذمه وتتهمه بأنه قد أخذ أموال البصرة.

لكن هذه النصوص كلها ضعيفة الأسناد، وغير بعيد أنها من الموضوعات الأموية التي وضعها بنو أمية، فإنهم لما لم يستطيعوا النيل من شخص أمير المؤمنين(ع)عمدوا إلى النيل من الشخصيات القريبة منه، ليخدشوا شخص أمير المؤمنين(ع)من خلال فساد المقربين منه، والله العالم.

س:ما هو موقف الشيعة من العباس عم النبي(ص)وعقيل ابن أبي طالب؟…

ج:الثابت تاريخياً أن العباس، وكذا عقيل ابن أبي طالب كانا من الموالين لأمير المؤمنين(ع)ولذا يكن الشيعة لهم تبعاً لأئمتهم(ع)كل تقدير واحترام، والله العالم.

س:أنا شاب أبلغ من العمر خمسة عشر، وأود أن أعرف فلسفة التقليد ومتابعة المرجع، وهل هذا الشيء موجود عند السنة كما هو موجود عند الشيعة، أو هو من الأمور المختصة بالشيعة؟…

ج:خلق الله سبحانه الإنسان وكلفه بمجموعة من التكاليف، وهي تنقسم إلى قسمين:

الأول:هو الأمور اليقينة الضرورية، بمعنى أنها من اليقينيات المعروفة، ولا تحتاج إلى بيان أو إيضاح، مثل وجوب الصلاة، ووجوب الصوم، ووجوب الخمس، وهكذا.

الثاني:هي الأمور التي لا يمكن لكل أحد أن يعرفها بنفسه،بل تحتاج إلى جهد وبيان وبحث،فهنا يحكم العقل بلزوم رجوع الجاهل للعالم،فيأتي الاجتهاد،أو الاحتياط أو التقليد.

ولما كان الاجتهاد والاحتياط صعبان على كل مكلف، فيبقى حكم العقلاء برجوع الجاهل للعالم، فيتعين لخروج المكلف من عهدة التكليف في خصوص التقليد.

والتقليد يعني متابعة المكلف للمرجع، فيجب على كل مقلد أن يتابع قول مرجعه ومقلده.

هذا ويمكنك للمزيد فيما ذكرنا مراجعة هذا المطلب، فقد تعرضنا له بشيء من التفصيل في فقه المرأة.

وهذا المعنى موجود عند أبناء السنة لكن بنحو أضيق حيث أنهم يدعون مراجعة أصحاب المذاهب الأربعة وهذا يعني التقليد الموجود عند الشيعة، والله العالم.

س:هل تقوم بقراءة جميع محاضراتك التي تكتبها بإمعان، فإن كانت إجابتك بنعم، فلقد قرأت ما كتبه حول شخصية الإمام الحسن(ع)وهي على إيجازها جيدة، لكنه قد استوقفني فيها شيء:وهو تعبيرك تحت عنوان:سخاؤه:

أن المال عند الإمام الحسن(ع)غاية، وهذا غير صحيح بل الصحيح أنه وسيلة، وليس بغاية، فما هو تعليقكم؟…

ج:في البداية أتقدم بالشكر الجزيل للأخ الناقد والمتقدم بهذا التوجيه الجميل، وإن دل على شيء فإنما يدل على وعي القراء والمتابعين لنا في هذا المجهود المتواضع الذي نرجو أن يحوز رضا المولى صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

وأحب أن أشير للأخ ولكافة الأخوة القراء أننا لا ندعي لأنفسنا العصمة وعدم الوقوع ربما في الخطأ والاشتباه، مع أننا نبذل غاية الجهد للوصول إلى كون العمل صحيحاً وتاماً خالياً من الخطأ والاشتباه، ولكن تبقى العصمة لأهلها، ولذا نتمنى ألا نحرم من توجيهات الأخوة وانتقاداتهم التربوية البناءة التي تجعلنا نطور هذا العمل ونسعى به للأمام إن شاء الله.

أما بالنسبة لما ذكرته أخي الفاضل، فإني أقوم بقراءة كل كلمة قبل أن أكتبها، خصوصاً إذا لاحظت أن هذه المحاضرات، إما أنها عبارة عن محاضرات أسبوعية تلقى في يوم الجمعة في المسجد، أو أنها محاضرات منبرية تلقى في المناسبات من خلال المنبر الحسيني، فهذه المحاضرات مقروءة أكثر من مرة إذن.

أما بالنسبة للملاحظة التي عرضت فإني أرى أنها أجنبية عن الإشكال والعبارة سليمة من أي إشكال خطر في ذهنكم، وأدعوكم فقط للرجوع للعبارة وقراءتها قراءة تامة، ولا تفصلوا بين كلمة غاية، وما جاء بعدها، والتفتوا إلى أن كلمة غاية مضاف، وما بعدها مضاف إليه،فستصلوا إلى أن الغاية هنا بمعنى الوسيلة،والله العالم.

س:قال تعالى:- (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على جرف هار فإنهار في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)سورة التوبة الآية رقم 109.

هل لهذه الآية الشريفة علاقة بانهيار مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك في 11-9-2001، والذي يقع على ناصية شارع جرف هار، وفي هذا يقول الله رب العزة العلي القدير قبل 1400 سنة، وقبل أن يأتي العالم بشارع جرف هار، ويقيم فيه هذا المبنى، مع ملاحظة النقاط التالية:

1-تقع الآية 109 من سورة التوبة في الجزء 11، وهو نفس تاريخ يوم الانهيار.

2-سورة التوبة في المصحف الشريف هو (9)وهو يوافق شهر الانهيار؟…

3-عدد كلمات السورة من أولها وحتى نهاية هذه الآية يساوي 2001، كلمة، وهو يوافق عام الانهيار.

ج:إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج في البداية إلى معرفة ودراية وخبرة بعلم الحروف، ولست من أهل في هذا العلم، والمجال، ولذا لا يمكنني التعلق على هكذا سؤال، والله سبحانه وتعالى أعلم بحقائق الأمور.

س:هل ينطبق عنوان الشهيد على الشهداء الذين يسقطون يومياً على أرض فلسطين المحتلة، مع أنهم غير موالين لأهل البيت(ع)؟…

ج:لا ريب في أن الواقع ميتاً دفاعاً عن وطنه شهيد، بلا ريب، وهذا لا دخل له في كونه موالياً لأهل البيت(ع)من عدمه، والله العالم.

س:هل المسيح والرهبان الذين يعانون مثل الفلسطينين يعتبرون شهداء كالمسلمين؟…

ج:أما انطباق عنوان الشهيد عليهم، فهو على مقتضى القاعدة، لكن هل يعطون ما يعطاه الشهيد المسلم من الأجر، فهذا مما لم نحرزه، والله العالم.

س:هناك نغمات موسيقية توضع في الجوال، قد تكون مأخوذة من موسيقى لأغنية من الأغاني، فهل يحرم الاستماع إليها؟…-وفقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج:إذا كانت هذه الموسيقى موافقة لمجالس أهل اللهو واللعب، فيحرم الاستماع إليها، والله العالم.

س:ما هو نظركم بالنسبة إلى قصة حلال المشاكل؟…

ج:هذه القصة تحكي فضيلة لأمير المؤمنين(ع)ومثل هذه الأمور غير بعيدة عليه(ع)لكن الجزم بها على نحو القطع واليقين، غير ممكن، إلا أننا لا ننفي كما قلت مثل هذه الكرامات عليه(ع)، والله العالم.

س:إنني ومجموعة من الشباب نتساءل عن السبب الذي دعى أمير المؤمنين(ع)لعدم الدفاع عن السيدة الزهراء(ع)وهو يراها تعصر بين الحائط والباب؟…

ج:لقد أوصى النبي(ص)أمير المؤمنين(ع)بلزوم الصبر والتحمل، وأن لا يمارس أي شيء حفاظاً على الإسلام ورعاية له، وهذا نوع من أنواع الامتحان والابتلاء التي يبتلى عادة الأنبياء الأولياء بها، والله العالم.

س:من هو الشهيد الحقيقي، وهل يعتبر الفلسطينيون الذين يقتلون على أيدي اليهود من الشهداء مع أنهم ليسوا من الموالين لأهل البيت(ع)؟…

ج:هناك معنيان للشهيد، معنى في اللغة ومعنى في اصطلاح الشرع، وقد فصلناهما في محاضرتنا الشهيد والشهادة، فيمكنك المراجعة إليها.

ثم إنه لا يعتبر في انطباق عنوان الشهيد على شخص من الأشخاص كونه موالياً لأهل البيت(ع)، والله العالم.

س:لقد سمعت أن أبناء المسيح الذين يموتون وهم صغار يكونوا خدماً لأهل الجنة، فما مدى صحة ذلك؟…

ج:لقد ورد بهذا المضمون نص في أبناء الكفار الذين ماتوا وبعدُ لم يبلغوا الحلم، أما أولاد المسيح فهم أهل كتاب، فعندها يعاملوا معاملة من بلغته الرسالة، والله العالم.

س:هناك رواية تقول بأن الإمام الحسن(ع)قد تزوج العديد من النساء بقصد التمتع، فما مدى صحة هذه الرواية؟…

ج:لقد تعرضنا لمسألة كثرة زواج الإمام الحسن(ع)بنحو مفصل في محاضرتنا الإمام الحسن شبهات وردود، فيمكنكم المراجعة إليها.

س:نرجو منكم ذكر بعض أسماء الكتب التي تهتم بتربية الطفل من وجهة نظر أهل البيت(ع)؟…

ج:هناك عدة كتب في هذه المجالات، أشير لبعضها:

1-الطفل بين الوراثة والتربية، للشيخ فلسفي.

2-تربية الطفل للشيخ حسين مظاهري.

3-التربية الجنسية للأطفال للشيخ يوسف مدن.

4-مجموعة كتب الدكتور القائمي.

س:ما هو الفرق بين الحديث القدسي والقرآن، إذ كلاهما كلام الله سبحانه وتعالى؟…

ج:ذكرت عدة تعريفات للحديث القدسي، وهي تؤول كلها إلى معنى واحد:

منها:أنه ما يحكي كلام الله سبحانه وتعالى غير متحدي بشيء منه.

ومنها:الكلام المنـزل بألفاظ بعينها في ترتيبها بعينه لا لغرض الإعجاز.

ومنها:أنه كلام يوحى إلى النبي(ص)معناه، فيجري الله على لسانه في العبارة عنه ألفاظاً مخصوصة في ترتيب مخصوص،ليس للنبي(ص)أن يبدلها ألفاظاً غيرها أو ترتيباً غيره.

وهذه التعاريف التي ذكرناها كلها تشير إلى أن الحديث القدسي،وإن كان كلاماً لله سبحانه وتعالى،لكنه لا ينطوي على التحدي والإعجاز،وهو على هذا بخلاف القرآن الكريم،لكونه المعجزة الخالدة للنبي(ص)،والله العالم.

س:تطالعنا في هذا اليوم ذكرى رحيل السيدة مريم(ع)،فنود أن نسأل عن صلة القرابة بينها وبين نبي الله زكريا(ع)؟…

ج:المعروف،أنه(ع)زوج خالتها،والله العالم.

س:يقال أن الإمام علي(ع)قد حارب الجن،فما مدى صحة هذه المقولة؟…

ج:لأمير المؤمنين(ع)العديد من الفضائل،وهذه الفضيلة إذا كانت ثابتة بطريق معتبر،فليس بأمر مستبعدٍ عليه،وقد ورد في هذا المجال بعض النصوص،ولا يبعد البناء عليها في الجملة،والله العالم.

س:من المعروف أن من داوم على قراءة دعاء العهد أربعين صباحاً كتب من أنصار الإمام المنتظر(عج)،فهل يعتبر التوالي في هذه الأيام،أو يتحقق ذلك حتى مع التفريق؟…

ج:الظاهر أن المعتبر هو التتابع في القراءة لكي ينطبق عليه عنوان المداومة،والله العالم.

س:ما هو الدليل على أن السجود لا يصح إلا على الأرض وعلى ما أنبتت من غير المأكول والملبوس؟…

ج:يمكننا أن نستدل في البداية بسيرة النبي(ص)إذ أنه(ص)كان يسجد على الأرض،وعلى ما أنبتته من غير المأكول والملبوس.

ويشهد لذلك مجموعة من النصوص وردت عن طريق الفريقين،والله العالم.

س:ما هو الدليل على أن وضع قرآن صغير في الجيب أو بعض الأدعية والأحراز من طرق ا لحفظ للإنسان،خصوصاً وأن أبناء العامة يعتبروننا مضلين في هذا العمل؟…

ج:هناك بعض القضايا التي لا تحتاج إلى برهان،وتبقى المشكلة في كيفية إقناع الطرف الآخر،لكن يهون الخطب متى علمنا أنه معاند فلا معنى لأن يدخل معه في بحث ونقاش،إذ لا نحتاج إلى بيان أن الذكر الحكيم والقرآن الكريم،من أبرز طرق الحفظ للإنسان،لكونه كلام الله تعالى،فمتى كان الإنسان محفوفاً به كان آمناً من الشياطين والمردة من الجن والأنس،وكذا لو كان يحمل كلام العترة الطاهرة الذين هم العدل للقرآن الكريم،جعلنا الله من المتمسكين بهم والسائرين على نهجهم،آمين رب العالمين.

س:وقعت في بلدنا حادثة صارت مثار جدل وأخذ ورد بين عامة الناس،فهناك من قبلها وصدقها،وهناك من رفضها،إذ كان هناك مجلس يعقد لمصاب آل بيت النبي(ص)وفجأة ظهر في جدار المنـزل صورة القبة الشريفة للروضة النبوية،وظهر نور،وخرج ماء من الجدار،وقد استمرت هذه الحالة أياماً وليالي،وأخذ الناس يأتون للتفرج عليها،وتعود الناس عليها فصارت كالحدث العادي،فما هي حقيقة هذا الأمر؟…

ج:إن الكرامات التي يظهرها الله سبحانه وتعالى لأوليائه(ع)عديدة،ولا يبعد أن تكون هذه الحالة إحدى الكرامات التي لأئمتنا(ع)نعم ينبغي ملاحظة وجود الدواعي أحياناً لحصول الكرامة لا مطلقاً،من كون المكان عامراً بذكر الله تعالى وطاعته وأنه بعيد كل البعد عن الإخلال بتعاليم السماء،وأمثال ذلك.

ثم إن من لم يقتنع بمثل هذه الأمور لا يخل ذلك بعدالته،ولا بعقيدته،لأنه ربما لا يتحمل صدورها،أو أن توقفه في قبولها حذراً من شيء غير إيجابي في قبولها بنظره،والله العالم.

س:ما هو موقف الشيعة الإمامية من الفرقة الزيدية،والفرقة الإسماعيلية؟…

ج:هناك خلط كبير عند كثيرين،بحيث يتصوروا أن هؤلاء من الشيعة،بينما المستفاد من العديد من النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة(ع)أن الشيعة هم خصوص من اعترف بإمامة الأئمة الأثني عشر،لا مطلق من قال بأحقية أمير المؤمنين(ع)بالخلافة بعد النبي(ص)،وعليه لا يمكننا الحكم بكون هؤلاء من الشيعة،ولا تنطبق عليهم الأحكام والأمور المنطبقة على الشيعة.

أما من حيث المعاملة فهناك قواعد عامة نطبقها نحن الشيعة على كافة المسلمين في أرجاء الأرض،فمتى تحققت منهم الأمور المحققة لكونهم من المسلمين فقد حق لهم علينا ما للمسلم على أخيه المسلم،والله العالم.

س:ما هو البداء؟…

ج:تحتل مسألة البداء في عقائد الشيعة الإمامية مكانة مميزة،كما أنها تلقى نقداً لاذعاً من قبل علماء السنة،فلا يمرون بها إلا ويهاجمون الشيعة بشدة وقسوة.

وهو في اللغة عبارة الظهور بعد الخفاء،وهو بهذا المعنى لا يمكن أن يطلق على الله سبحانه وتعالى،لأنه يستلزم حدوث علمه بشيء بعد جهله به،ولا يظن بمسلم عارف بالكتاب والسنة أن يطلق البداء بهذا المعنى على الله سبحانه.

والصحيح أن البداء عند الشيعة عبارة عن تغيـير المصير،والمقدر في الأعمال الصالحة والطالحة،فليس الإنسان في مقابل التقدير مسيراً،بل هو مخير في أن يغير التقدير بصالح أعماله أو بطالحها،وهذه المقدرة على التغيـير تعتبر جزءاً من تقديره تعالى.

فبما أنه سبحانه كل يوم هو في شأن،وبما أن مشيئته حاكمة على التقدير،وبما أن العبد مختار لا مسير،فله أن يغير مصيره ومقدره بحسن فعله ويخرج نفسه من عداد الأشقياء ويدخلها في عداد السعداء،كما يمكنه فعل العكس.

وبما أن الله تعالى(لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)فالله سبحانه يغير قدر العبد بتغيـير من العبد بحسن عمله أو سوئه،ولا يعد تغيـير التقدير الإلهي بحسن الفعل أو سوئه معارضاً لتقديره الأول سبحانه،بل هو أيضاً جزء من قدره وسنته،فإن الله سبحانه إذا قدر لعبده شيئاً وقضى له بأمر،لم يقدره ولم يقضِ عليه على وجه القطع والحتم،بحيث لا يتغير ولا يتبدل،بل قضائه وقدره على وجه خاص،وهو أن القضاء والقدر يجريان على العبد ما لم يغير حاله بحسن فعل أو سوئه،فإذا غير حاله تغير قدر الله في حقه وحل مكان ذلك القدر قدر آخر،ومكان ذلك القضاء قضاء آخر،وكلا القضاءين والقدرين السابق واللاحق قضاء الله وقدره،وهذا هو البداء الذي تتبناه الشيعة الإمامية من مبدأ تاريخهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،والله العالم.

س:لماذا لم يقم أمير المؤمنين(ع)بالدفاع عن السيدة الزهراء،حينما هجم القوم عليها وقاموا بعصرها بين الحائط والباب؟…

ج:هناك وصية صادرة من النبي(ص)لأمير المؤمنين(ع)أن يصبر وهو يرى مثل هذا الموقف حفظاً للإسلام ورعاية له،من باب تقديم الأهم على المهم،لأن أمير المؤمنين(ع)لو قام بالدفاع عن السيدة الزهراء(ع)لأستلزم ذلك نشوب حرب داخلية بين المسلمين وإراقة الدماء وتحول الأمر إلى عصبية قبلية،فيضيع الدين الإسلامي وتعاليمه،فلذا صبر أمير المؤمنين(ع)كما قلنا تقديماً للأهم على المهم،فضلاً عن كونه أداء للتكليف الإلهي.

ثم إنه يمكن القول بأن هذا الذي جرى لعله نوع تقدير من الله سبحانه وتعالى لكي تنال السيدة الزهراء وأمير المؤمنين(ع) من خلاله الدرجات كما في قضية الإمام الحسين(ع)ومقالة النبي(ص)له:إن لك درجات لن تنالها إلا بالشهادة،والله سبحانه وتعالى العالم بحقائق الأمور.

س:من الذي قام بهذا العمل،هل هو عمر بن الخطاب؟…

ج:الذي نصت عليه كتب التاريخ،كما جاءت النصوص عن عمر نفسه،أنه خرجت إليّ فاطمة تحادثني وتأمرني بالذهاب وتركهم في حزنهم على النبي(ص)فطال الجدال بيننا،فعندها أسندت ظهري إلى الجدار ورجلي إلى الباب فعصرتها،فأنت أنة كاد قلبي أن يلين لها،فذكرت سحر محمد وما فعله علي بصناديد قريش فعصرتها عصرة أسقطت جنينها وكسرت ظلعها،وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

س:هناك بعض التشكيك حول قضية الزهراء(ع)ومظلوميتها والهجوم على دارها وإسقاط جنينها،فما هو تعليقكم على ذلك؟…

ج:تعتبر هذه القضية إحدى القضايا التاريخية التي تختلف فيها وجهات النظر بين الدارسين للتأريخ،فربما كان بعض الباحثين يخضع القضايا التاريخية للدراسة السندية الدقيقة فلا يقبل أي قضية تاريخية إلا بعد كونها قضية معتبرة،بينما نجد باحثاً آخر يعتمد في قبوله للقضية التاريخية على بعض القرائن المحيطة بها،ككونها ذكرت في كتب الخصم،فلابد إذن للحكم بقبول قضية تاريخية من عدمها من معرفة المنهج الذي يتعامل معه كل باحث في التأريخ.

هذا والذي نعتمده ونلتـزم به أن هذه القضية إحدى القضايا التاريخية الثابتة،وهي من الأمور المسلمة عند الشيعة،وقد نص عليها غير واحد من كتاب السنة،وهذا بنفسه يكفينا للالتزام بها،لكن هذا لا يجعلنا نلزم الطرف الآخر بها،لما ذكرنا قبل قليل من كونها قضية اجتهادية خاضعة لمنهج كل باحث وكاتب في القضايا التاريخية،والله العالم.

س:ما هو الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي؟…

ج:ذكرت عدة تعريفات للحديث القدسي:

منها:أنه ما يحكي كلام الله سبحانه وتعالى غير متحدي بشيء منه.

ومنها:أنه الكلام المنـزل بألفاظ بعينها وترتيبها يعينه لا لغرض الإعجاز.

ومنها:أنه كلام يوحى إلى النبي(ص)معناه،فيجري الله على لسانه في العبارة عنه ألفاظاً مخصوصة في ترتيب مخصوص،ليس للنبي(ص)أن يبدلها ألفاظاً غيرها أو ترتيباً غيره.

ومن خلال هذه التعاريف التي تشترك مع بعضها في الجملة يمكننا أن نعرف أن الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم هو أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى الذي نزل على قلب نبيه(ص)متحدياً الأمة في ذلك الوقت وفي كل وقت،أما الحديث القدسي فهو كلام الله عز وجل لكنه لا يشتمل على التحدي،والله العالم.

س:يقال أن الإمام علي(ع)حارب الجن فما مدى صحة هذه المقولة؟…

ج:لا ريب في أن لعلي(ع)الولاية التكوينية التي تخول له القدرة على القيام بمثل هذا الأمر،ولذا لا يستبعد مثل هذا الأمر وأمثاله على أمير المؤمنين(ع)نعم نحتاج في إثبات أي قضية من القضايا إلى وجود الشاهد عليها ليحكم بصحة الخبر من عدمه،نعم هناك بعض النصوص الواردة في مثل هذا الأمر تذكر في فضائله(ع)لكنها ضعيفة الأسناد،والله العالم.

س:ما هو موقف الشيعة من الزيديـين والإسماعيليـين؟…

ج:إن الشيعة يختصون بخصوص الشيعة الإمامية وهم الذين يقولون بإمامة الأئمة الأثني عشر،وغير هؤلاء فلا يطلق عليهم لفظ الشيعة وإن أطلق عليهم ذلك فهو إطلاق مجازي.

نعم نحن نتعامل مع كل من ينتسب إلى غير الشيعة الإمامية معاملتنا مع سائر المسلمين إذا كانت الشروط المعتبرة في المسلمين متوفرة فيهم،والله العالم.

س:ورد في بعض الكتب عن أحد المعصومين،المنع عن أن يمسح الزوجان بعد الجماع بخرقة واحدة فإنه يورث البغضاء بينهما،فما هو المقصود من هذا الحديث؟…

ج:الحديث يشير إلى ما هو المتعارف من أنه بعد فراغ الزوجين من الجماع يحتاج كل واحد منهما عادة إلى مسح فرجه،وتنظيفه مما علق به،فالحديث يشير إلى المنع من أن تكون قطعة القماش المستخدمة في المسح واحدة بحيث يمسح أحد الزوجين ثم يمسح الآخر بنفس القطعة،بل هو يرشد إلى أن الأفضل أن يتخذ كل واحد قطعة قماش أو شيئاً آخر يمسح به غير ما يمسح به الطرف الثاني.

وقد أفتى علمائنا بكراهة أن تكون الخرقة أو أي شيء آخر في عملية المسح بعد الجماع بالنسبة للزوجين واحدة بل الأحسن أن يتخذ كل واحد منهما قطعة مختلفة عن الثاني،والله العالم.

س:ما هو تأثير الجماع في ليالي الكوامل،وهل هناك ليالي يستحب فيها الجماع وليالي يكره فيها؟…

ج:لعل هناك بعض الآثار التكوينية المترتبة على فعل أي عمل مكروه وهي الأمور التي يعبر عنها بالآثار الوضعية،فهذه هي الآثار المترتبة على اللقاء في الليالي المكروهة،مع أنه لا يكره اللقاء في ليالي الكوامل،نعم يكره إيقاع العقد فيها.

هذا ويستحب اللقاء بين الزوجين في كل ليلة،ما عدى الليالي التي يكون في اليوم الذي سبقها زلزلة أو يكون فيها خسوف للقمر أو في اليوم الذي قبلها كسوف للشمس أو الريح المخيفة أو ما شابه ذلك،والله العالم.

س:من هم من العلماء الذين لا يجيزون الزيادة في الدعاء؟…

ج:المعروف هو أن مشهور علمائنا من القدماء قائلون بعدم جواز الزيادة في الدعاء،ومن المعاصرين آية الله السيد حسين الشاهروي(حفظه الله)من القائلين بذلك،والله العالم

س:ما رأيكم في دعاء القدح؟…

ج:الظاهر أنه لم يثبت بطريق معتبر،فلا ما نع من قراءته رجاء المطلوبية،والله العالم.

س:ما مدى كراهة أو استحباب كتابة ونشر دعاء القدح؟…

ج:لا مانع من قراءته رجاء المطلوبية،لا بنية الاستحباب،والله العالم.

س:ما مدى صحة المقولة التي تقول أن قراءة دعاء القدح صالح لقضاء الحوائج،خصوصاً وأن أناساً كثيرين قد قرءوه وقضيت حوائجهم من خلال ذلك؟…

ج:هناك كثير من الأمور خاضعة للتجربة،وقد تجرب وتنفع،فلا يضر الإنسان أن يجرب لكن عليه أن يجعل اتكاله على الله سبحانه بداية ونهاية،والله العالم.

س:هل أمنع زوجتي من قراءة هذا الدعاء،خصوصاً وأن هناك من يقول بأنه غير وارد بين العلماء؟…

ج:هذا أمر يعود إليك،ولا علاقة لنا به.

س:هل يجوز قراءة هذا الدعاء(دعاء القدح)؟…

ج:اتضح الجواب عنه مما تقدم،فليلاحظ.

س:المعروف من فتوى سماحة السيد القائد وجوب مقاطعة البضائع الأمريكية،لكن لو لم يكن الشخص قادراً على تحمل نفقات البضائع الأخرى لكونها أغلى سعراً منه،أو لكون البضائع الأمريكية أفضل جودة فما حكم ذلك؟…

ج:أما إذا كانت التكلفة الشرائية مبهضة للمستهلك بحيث تعد أمراً ضررياً عليه،فيجوز له شراء البضائع الأمريكية،وإلا فلا.

وأما بالنسبة إلى قضية الجودة،فالظاهر أنه مادامت البضائع الاستهلاكية الأخرى نافعة ومؤدية للغرض فلا يجوز شراء البضائع الأمريكية،والله العالم.

س:ما هي قصة السيدة الزهراء(ع)مع أبي بكر في مسألة الإرث،وماذا كان لرسول الله(ص)لكي ترثه الزهراء(ع)؟…

ج:لقد أنعم الله سبحانه على رسوله بأن فتح عليه منطقة تسمى فدكاً من غير قتال،فتكون للنبي(ص)لا يشاركه فيها أحد من المسلمين فوهبها النبي(ص)لابنته الزهراء(ع)فلما تسلم أبو بكر الحكم أخذها منها مع أنها كانت تحت يدها طيلة حياة النبي(ص)وكان عمالها يعملون فيها،فقامت الزهراء تطالبه الحجة في أخذه منها،فلم يأتها بحجة مقنعة،ويمكنكم مراجعة تفصيل هذه القضية بشكل أكبر في محاضرتنا التي بعنوان فدك السياسة والدين على الرابط التالي: فدك – السياسة و الدين

س:ورد أن من صلى بين الركن والمقام ولم يأت بولايتنا أهل البيت أكبه الله على منخريه في نار جهنم،فكيف تكون ولايتهم،هل يتشيع أو يكفي حبهم(ع)؟…

ج:هذه الرواية وأمثالها تشير إلى بحثٍ بين علمائنا في أن ولاية أهل البيت(ع)هل هي شرط في صحة العمل،أو أنها شرط في قبول العمل،فأياً ما كان،مفاد هذا النص وأمثاله أن كل عمل يأتي به العامل من دون أن يكون موالياً لأهل البيت(ع)لن يكون داخلاً في ميزان عمله ولن ينفعه شيئاً من قريب أو بعيد،ثبتنا الله على ولايتهم والبراءة من أعدائهم آمين رب العالمين.

س:لماذا نثير نحن الشيعة مسألة الخلافة بين أبي بكر وعلي(ع)وما هي الفائدة المترتبة على إثارة هذا الأمر خصوصاً مع مرور هذه الفترة الزمنية؟…

ج:إن البحث عن مسألة الإمامة بعد النبي(ص)ذات بعدين:

1-البعد التاريخي.

2-البعد الديني.

والأول قد انتهى ومضى عصره،لكن الثاني لا زال باقياً،ومن واجب كل مسلم أن يأخذ به.

ومتى صح تنصيب علي(ع)لمقام الولاية والخلافة بالمعنى الذي تتبناه الإمامية يكون الإمام وراء كونه زعيماً في ذلك العصر مرجعاً في رفع المشاكل التي خلفتها رحلة النبي(ص)فيجب على المسلمين الرجوع إليه في تفسير القرآن وتبيينه،وفي مجال الموضوعات المستجدة التي لم يرد فيها النص في الكتاب والسنة،كما يكون مرجعاً في سائر الأمور.

فإذاً ما قد مضى من مسألة الإمامة والبحث عنها كون علي(ع)زعيماً،لكن الذي بقى ويجب البحث عنه هو زعامته الدينية وقيادته في مجال المعارف والمسائل الشرعية،فيجب على كل المسلمين الرجوع إلى الإمام أخذاً بهذه الأبعاد،لحديث الغدير وغيره،وهذا يؤكد أن البحث عن مسألة الإمامة لا ينحصر في خصوص البعد السياسي حتى نرفع اليد عن هذا البحث بدعوى أنه مضى ما مضى،ثبتنا الله على ولايته وآل بيته الطاهرين(ع).

س:قال تعالى:- (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب والأيمان).(سورة الشورى) ،يوجد عندنا نصوص تشير إلى أن الروح هو ملك،لكن بعض المفسرين يرجحون أنه القرآن،مع عدم وجود دليل نقلي على رأيهم،فما هو تعليقكم؟…

ج:هناك قولان في معنى كلمة(الروح)الواردة في الآية الشريفة،أولهما أن المراد منه هو القرآن الكريم،والثاني يراد منه روح القدس أو ملك أفضل من جبرائيل وميكائيل كان يلازم النبي(ص)دائماً.

وقد وردت بعض النصوص تؤيد التفسير الثاني.

وقد أختار التفسير الأول جمع من المفسرين،وقد استندوا فيما اختاروا إلى مجموعة من القرائن تجعل القول الأول أكثر ملائمة للمعنى وظهوراً من خلال الآية الشريفة،فعبارة(كذلك)الواردة في الآية الشريفة تشير إلى قضية الوحي،وعبارة(أوحينا)وغير ذلك من العبارات،وعليه تكون كلمة الروح هنا بمعنى القرآن وإن كانت قد وردت في غير مورد بمعنى آخر غير ذلك،والله العالم.

س:قوله تعالى:- (ما كنت تدري ما الكتاب…الخ)ألا يظهر منه ما يخالف عقائدنا؟…

ج:لم يتضح لي الإشكال المتصور ليكون مخالفاً لعقائدنا،ولعل نظر السائل إلى أنه يستلزم أن لا يكون النبي(ص)مؤمناً قبل البعثة،أو أنه يلزم من هذا أن النبي(ص)كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب قبل البعثة،فإن كان الأول،فقد أجبنا عنه مفصلاً في إجابة على السؤال عن الدين الذي كان يتعبد به النبي(ص)قبل البعثة،وأما الثاني فقد تحدثنا عنه مفصلاً في محاضرتنا النبي الأمي،فراجع.

وعلى أي حال،لو كان المراد غير ما ذكرنا فنرجوا من السائل الإيضاح،لنـتمكن إن شاء من الإجابة على السؤال.

س:قال تعالى:- (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون)وقال تعالى:- (أولئك الذين يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه…….)وجاء في دعاء أبي حمزة الثمالي:الحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي وأخلو به حيث شئت لسري بغير شفيع فيقضي لي حاجتي.

فكيف يمكن الجمع بين الآيتين والحديث،وإذا كان الله يقضي حوائجنا بغير شفيع فما الحاجة إلى التوسل والإستشفاع بمحمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين؟…

ج:إن الآيتين تشيران إلى أن من أراد أن يدخل على سلطان من السلاطين فلابد له من واسطة تهيء له الدخول عليه بحيث يكون قوله وكلامه مقبولاً عنده،فالوسيلة التي تشير إليها الأيتان هم محمد وأله الطاهرين،وهم الأبواب التي يدخل من خلالها إلى الله سبحانه وتعالى،نعم جعل الوسيلة إلى الله تعالى في الدعاء ليس شرطاً في الإجابة،وإنما هو شرط كمال،وأقرب وأسرع في الإجابة.

أما الدعاء الشريف،فإنه يشير إلى نفي الحاجة إلى الواسطة عند الله،إذ أن الله ليس عاجزاً ليحتاج إلى من يخبره بحال عبده،وهذا لا يتنافى مع الآيتين لأن الآيتين لا تشيران إلا إلى أن الوسيلة طريق لسؤال الله سبحانه إعطاء العبد،لا أنه يتوسطون عنده،والله العالم.

س:المقولة المشهورة:علي حبه جنة،قسيم النار والجنة،هل هذا حديث ومتى نزل،أو متى قيل إذا كان حديثاً؟…-وفقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج:هذا مقطع من قصيدة شعرية،لكن ورد بمضمونه كثير من الأحاديث،من أن أمير المؤمنين(ع)حبه جنة،وأنه قسيم النار والجنة،وأمثال ذلك،والله العالم.

س:لقد سمعت في إحدى القنوات الفضائية الإسلامية في بحوث التفسير للقرآن الكريم،أن الحروف المقطعة التي وردت في افتتاح بعض السور القرآنية،لو تم جمعها وحذف المكرر منها،كانت الحصيلة هي:لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار)فما تعليقكم على ذلك؟…

ج:لقد ذكرت عدة تفسيرات للحروف المقطعة الواردة في القرآن الكريم،ولكل وجهة نظر ودليل على مدعاه،وهذا يمنع من قبول رأي مقابل الآراء الأخرى إلا بعد أن يلحظ الدليل الذي استند له القائل،وإلا مجرد ذكر القائل هذه المقالة دون أن نعرف الدليل الذي استند إليه،لا يخول لنا أن نحكم بصحة مقالته أو نحكم بعدم صحتها،وعلى أي حال،يـبدو لي أن أكثر ما يذكر في البين في محاولة الوصول لحقيقة معنى هذه الحروف لا يعدو كونه أموراً ظنية،مما يصعب الجزم بواحد منها،وأصح الأقوال إن هذه الحروف إحدى المعاجز الإلهية في القرآن الكريم،والله العالم.

س:نعلم بأن الشهادة بين الحسين(ع)أفضل من الشهادة بين يدي الإمام أمير المؤمنين(ع)،فأيهما أفضل الشهادة بين يدي رسول الله(ص)أو بين يدي الإمام الحسين(ع)؟…

ج:لم يرد عندنا نص يشير إلى أن الشهادة بين يدي الإمام الحسين(ع)أفضل منها بين يدي الرسول(ص)وهذا يعني أن الشهادة بين يدي رسول الله(ص)أفضل،وقد يؤيد هذا المعنى النصوص التي وردت في توصيف أصحاب الحسين(ع)وكذا أصحاب الحجة المنـتظر(عج)بالبدريـين وهم الذين استشهدوا بين يدي رسول الله(ص)والله العالم

س:قال تعالى:- (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة لشيء عظيم،يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وترى الناس سكارى وما هم بسكارى).

هذه الآية تصور مشاهد يوم القيامة،فما هي الآثار الناجمة هناك؟…

ج:في السؤال شيء من الغموض،فحبذا لو أوضحه لنا السائل،فالآثار المسؤول عنها في يوم القيامة أو قبلها!!!

س:كيف نركز مفهوم التوحيد عند الإنسان الرسالي؟…

ج:بجعله يتعرف على شخصية النبي الكرم محمد(ص)وبقية الأنبياء وبالأخص شخصية النبي نوح(ع)،والله العالم.

س:قال تعالى:- (ومن آياته اخلاف الليل والنهار)بأي لغة كان يتحدث آدم(ع)؟…

ج:هذا مثل السؤال الذي يقول من الذي حلق لآدم حينما حج،النملة التي تحدثت مع سليمان ذكراً كانت أو أنثى.

إن هذا النوع من الأسئلة لا ينبغي أن نصرف شيئاً من أوقاتنا وأعمارنا في الحديث عنها،بل علينا أن ننشغل بالمسائل التي تنفعنا في البناء الديني بكافة جوانبه عقدياً كان أم فقهياً أم روحياً،كما علينا أن نسعى لتحصيل البناء الثقافي والفكري والسياسي،وترك مثل هذه الأسئلة،وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وأخذ بأيدينا لما يكون فيه صلاحنا بحق محمد وآله الطاهرين،آمين رب العالمين.

س:هناك رواية تقول بأن اسم أبي الإمام المنـتظر هو اسم أبي النبي(ص)فهل هذه الرواية صحيحة؟…

ج:ليست هذه الرواية بصحيحة،وإنما هي من الروايات الموضوعة،والله العالم.

س:كيف يمكن أن نبعد عنا ظاهرة التململ من قراءة الكتب؟…

ج:ليـبدأ الإنسان في عملية القراءة بصورة تدريجية وليحاول اختيار الأوقات التي لا تمل نفسها فيها من القراءة،ومتى وجد في نفسه الإقبال عليها فليقدم على ذلك،ثم يسعى إلى قراءة تدريجية فيـبدأ بقراءة الكتب المختصرة والصغيرة في حجمها،ويعمد إلى المواضيع التي لا تكون دسمة وصعبة وبحاجة إلى تركيز كثير،وهكذا حتى يتدرج،فهذا سيمنع عنه الملل والسأم إن شاء الله تعالى،والله العالم.

س:ما فضل قراءة القرآن في الشهر الكريم،وهل لابد من الختم؟…

ج:يكفي لمعرفة فضل قراءة القرآن في شهر رمضان المبارك،أنه ربيع القرآن،ولا يشترط فيه الختم،بل يمكن للإنسان أن يقرأ ما شاء قل ما قرأه أو كثر،والله العالم.

س:ما حكم الذهاب للعرافة أو قارئة الفنجان، مع العلم بأنها تبدأ بقراءة بعض الآيات على الفنجان، ثم تقوم بالإخبار، وقد تخبر الإنسان عن بعض أموره الشخصية كما حصل لبعضهم؟…-وفقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج:أساس الذهاب إليها لا إشكال فيه، بشرط أن يكون ما تخبر به صحيحاً، أما إذا كان ما تخبر به كذباً فيحرم عليها الإخبار بذلك، كما لا يجوز الذهاب إليها.

هذا ولابد أن يلحظ أنها لا تدعي أنها تعلم الغيب، وإلا لم يجز الذهاب إليها، والله العالم.

س:ما هي الآثار التي تـترتب على القول بملكية الدولة وعدم ملكيتها؟…

ج:سوف أشير لبعض الآثار،ويمكنك مراجعة بعض الإجابات السابقة فإننا قد تعرضنا لذلك بشيء من التفصيل:

من الآثار،العقود التي بين الموظفين والدولة، أعني الوظائف التي يعمل فيها الموظفون في كل مجالات الدولة،فبناء على القول بعدم ملكية الدولة، تكون هذه العقود باطلة لأنه لا يوجد إلا طرف واحد في العقد وهو الموظف أما الدولة فهي لا تملك فلا يوجد طرف ثاني إذن. بخلاف الأثر على القول بملكيتها فإن العقد سيكون صحيحاً.

كما أن من الآثار أيضاً الرواتب التي سيقبضها الموظفون، فبناء على عدم ملكية الدولة ستكون من الأموال المجهولة المالك، لأنه لم يأخذها بوجه حق شرعي، بينما لو كانت الدولة تملك فإنها ستكون ملكاً للموظف, لأنها أخذ ممن يملك وهو أجير عنده، أعني الدولة. ومن الآثار أيضاًً المنافع العامة التي ينـتفع الإنسان بها كالأدوية التي تقدمها الدولة، فبناء على عدم ملكيتها تكون مجهولة المالك، بينما على القول بملكيتها تكون مملوكة للدولة، وهكذا هناك الكثير من الموارد، والله العالم.

س:ما هو رأيكم في الدردشات التي تحصل بين الشباب والشابات في الشبكة الأخطبوطية الإنترنت، في حدود الشرع الشريف، مع مراعاة الآداب العامة؟…

ج:هذا وإن كان من الناحية الشرعية جائزاً، لكننا لا ننصح به، لأنه قد يجر إلى شيء لا يحمد عقباه، فالأفضل لأبنائنا وبناتنا أن يجتنبوا ذلك، من باب أن من فكر في المعاصي دعته إليها، والله العالم.

س:من المعلوم أن إبليس مخلوق من النار،وكذا الشياطين كذلك،فهل أن الجن شياطين؟…

ج:إن التعبير بلفظ الشيطان إنما يطلق على كل متمرد على القوانين الإلهية،فهو ليس مختصاً بإبليس،وإنما هو أوضح مصاديقه،ولذا يمكن أن يطلق هذا اللفظ على بعض البشر عندما يتمردون على القوانين الإلهية،وعليه يمكننا أن نقول بأن هناك في الجن شياطين غير إبليس،كما أن فيهم مؤمنين،والله العالم.

س:هل الملائكة يموتون؟…

ج:نعم، لأن كل شيء هالك إلا وجهه، والله العالم.

س:ما حكم تفسير الأحلام، وهل تقوم أنت بتفسيرها؟…

ج:تفسير الأحلام علم من العلوم التي ينبغي دراستها والإحاطة بكنهـها ودقائقها، وليست مجرد احتمالات وتخرصات يطلقها بعض الدجالين، ولذا ليس لكل أحد أن يرد فيها، بل لو قام شخص بالتفسير عن غير علم ومعرفة، فالظاهر أنه ينطبق عليه عنوان الكذب المحرم، والله العالم.

س:هل تعرضت السيدة زينب(ع)للضرب من قبل بني أمية؟…

ج:لأقد حدثنا التأريخ عن أن بني أمية لم يتورعوا يوم قاتلوا الحسين(ع)وأصحابه عن فعل أي شيء، فلم يكتفوا بقتل الرجال والأطفال ونهب الخيام، وحرقها، بل عدوا على هؤلاء العزل من السلاح نساءاً وأطفالاً وضربوا من ضربوا وعذبوا من عذبوا، وكان في من ضرب سيدتنا ومولاتنا زينب(ع)، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

س:يحصل أنه بعد انتهاء الدوام الدراسي أن يجلس بعض الزملاء، ويـبدءون في التدخين والحديث ببعض الكلام القبيح الذي لا يرضى عنه الشرع الشريف، ونظراً لكونهم أكبر منا سناً، فنحن لا نستطيع أن نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر، فبما تشيرونا علينا؟…

ج:الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتعلق بصغير ولا كبير، وإنما متى اجتمعت شروطه التي ذكرها الفقهاء في رسائلهم العملية، وجب على الجميع المبادرة إلى القيام به، فإن قام به البعض سقط عن الباقي.

ثم إذا لم تكونوا قادرين على الأمر بالمعروف، لعدم تمكنكم من الوسيلة الأولى والثانية، فعليكم أن تلجأوا إلى الوسيلة الثالثة، الإنكار بالقلب، وعليكم أن تطبقوها بعدم الابتداء بالسلام، وبترك الرد إذا كان ذلك مجدياً، وبغير ذلك من الأمور المحققة للإنكار القلبي، والله العالم.

س:أنا شخص غير مقتنع بمسألة اللطم على الصدور، ويكفي في إحيائنا لمصاب أهل البيت(ع) أن نذكر مصائبهم من خلال المنبر الحسيني، فما تعليقكم على ذلك؟…

ج:مسألة اللطم على الصدور من الأمور التي عرفها الناس من قديم كمظهر من المظاهر المبرزة لألم المصاب والتفجع به نتيجة فقد حبيب أو عزيز، ولذا لا يتنافى اللطم على الصدر مع أي مظهر من مظاهر الإنسانية، فهو وإن كان من الشعائر المستحدثة، لكنه أمر مشمول لما دل على مشروعية هذه الأمور، والله العالم.

س:هل صحيح أن فرقة الشيخية فرقة إخبارية، مع أن الدلائل كلها تشير إلى كونها فرقة أصولية، فهم لا يجيزون تقليد الميت ابتداءاً، وللشيخ الأوحد رسالة عملية للتقليد؟…

ج:لقد قرأت في رسالة دكتوراه، مقدمة لبعض الباحثين تعرض فيها إلى أن الشيخية فرقة إخبارية، وقد أشرت لذلك في بعض الإجابات السابقة.

ثم إن القرينـتين المذكورتين، في المقام، لا دلالة لهم على أن الفرقة أصولية، فهذا الفقيه الجليل الشيخ حسين العصفور(قده) وهو أحد فقهاء الطائفة، ويعتبر أحد أبرز المراجع الإخباريـين، لديه رسالة عملية جليلة، وهي كتاب سداد العباد.

كما أن مسألة تقليد الميت إبتداءاً وعدمها، ليست مسألة مختصة بالإخبارية أو بالأصولية، بل هي مسألة تعتمد اعتماداً كلياً على الفقيه، وعلى ما يراه في مقام المعالجة للأدلة الشرعية.

وفي الختام يا أخي، لا يوجد فرق بين الأصولية والأخبارية، حيث أنهما فرقة واحدة تنـتمي لمذهب أهل البيت(ع) وتستمدان معارفهما منهم، فلا معنى إذاً لهذه الكلمات، نسأل الله تعالى أن يجمع شمل الأمة الإسلامية، لما يكون فيه صلاحها.

س:ينسب للشيخية القول بالغلو في مراتب الأئمة(ع)، وقد اطلعت على كتاب للسيد كاظم الرشتي، وهو دليل المتحيرين، فرأيته ينفي ذلك، فما رأيكم؟…

ج:ذكرنا غير مرة، وفي مجالات متعددة، أنه ينبغي لكل من يريد التعرف على أي فئة من الخلق أن يتعرف عليها من خلال ما لديها من تراث، فنعم ما قد فعلت، وفقك الله تعالى.

س:ما هو رأيكم في علم الأعداد، وهو المعروف بعلم الجفر؟…

ج:هناك نصوص تشير إلى أن الجفر والجامعة كتابان عند المعصومين من إملاء رسول الله(ص)وخط علي(ع)وقد دون فيهما ما يجري ويحصل، من خلال علم الأعداد والحروف، والله العالم.

س:ما هو الفرق بين الغيـبة والنميمة؟…-وفقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج:الغيـبة، هي ذكرك أخاك المؤمن بعيب يكرهه في غيـبته.

أما النميمة، فذكرك أخاك بعيب ليس فيه.

فالفرق بينهما أن الغيـبة، تكون بذكر الشخص بشيء فيه، لكنه لا يحب أن يذكر بذلك الشيء، بينما النميمة، فهي ذكره بشيء ليس فيه أصلاً، والله العالم.

س:إذا نقلت لبعض الأشخاص قصة حقيقة واقعية بقصد أخذ العبرة منها، من دون أن أذكر أسماء أصحاب القصة، فهل يعد ذلك من الغيـبة؟…-وفقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج:ليس هذا من الغيـبة في شيء، والله العالم.

س: ما حكم قراءة الكف، وهل صحيح أن خطوط اليد تدل على مستقبل الإنسان أو أن ذلك مجرد تسلية؟…-وفقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج: إذا كان القارئ للكف يخبر جازماً بأنه سيحصل كذا وكذا، فإن هذا محرم لكونه من الكذب، ولكونه من إدعاء الغيب.

أما بالنسبة لقضية الخطوط، فلا يعلم بمستقبل الإنسان إلا الله سبحانه وتعالى، والله العالم.

س:إذا كان على الشخص ذنوب كثيرة، فماذا يفعل؟…

ج: هذا عليه أن يسارع إلى التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ويسأل منه المغفرة، فإن الله تعالى غفار للذنوب، نسأل الله سبحانه أن يتوب علينا، ويغفر ذنوبنا آمين رب العالمين.

س:ما حكم اللعب بلعبة الضومنة، إذا كان بالرهن ليكون قماراً، أو لم يكن فيه رهن، وبغرض التسلية فقط، ولم يكن ذلك شاغلاً عن ذكر الله وعبادته؟…-وفقاً لفتاوى السيد السيستاني-

ج:هذا يحتاج إلى أن نعرف هل أن الضومنة لعلبة قمارية، أو لا؟…..فإذا كانت الضومنة لعبة قمارية، فلا يجوز اللعب بها حتى لمجرد التسلية، أما إذا لم تكن لعبة قمارية فلا يجوز اللعب بها إذا كان هناك رهن، والله العالم.

س: ما حم الاستماع للموسيقى الكلاسيكية الهادئة التي لا تـثير في النفس أي شهوة، وما حكم الاستماع للأناشيد الإسلامية التي يصاحبها موسيقى؟…-وفقاً لفتاوى السيد علي البهشتي-

ج: السيد البهشتي يوجب البقاء على تقليد الميت الأعلم مطلقاً، فعليه لابد أن يكون العمل على وفق فتوى من كنت تقلده من قبلُ، والله العالم.

س:أردت أن أعرف أكثر عن شخصية بلال بن رباح هل هو من الموالين لأهل بيت العصمة عليهم السلام ومن عاصر من الأئمة وكيف كانت علاقته بهم وكيف توفي؟
مشكورين

ج:بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله(ص)،ويقال له:بلال بن حمامة،وهي أمه.

توفي في دمشق بالطاعون سنة 18،أو 19،أو 20،أو 21،ودفن بمقبرة باب الصغير كما هو قول الأكثر وقبره هناك يزار.

وهو مؤذن رسول الله(ص)ولم يؤذن لأحد من بعده،نعم طلبت منه السيدة الزهراء يوماً الآذان،فأذن استجابة لها،ولما قال الله أكبر ذكرت أباها وأيامه،فلم تتمالك من البكاء،فلم بلغ إلى قوله:أشهد أن محمداً رسول الله(ص)سقطت لوجهها وأغشي عليها،فقال له الناس أمسك،فقد ماتت ابنة رسول الله(ص).

وقد امتنع عن البيعة لأبي بكر،وقال لا أبايعك وفي عنقنا بيعة لغيرك،يعني بذلك أمير المؤمنين(ع).

وعندها لحق بالشام وبقي فيها حتى مات في خلافة عمر.

ثم بناء على تاريخ وفاته يكون بلالاً قد عاصر خصوص الإمام علي(ع).

و كان ثقة عادلا مواليا لاهل البيت عليهم السلام.

س: ماهي الحكمة من تحريم الشطرنج؟

ج: لا يمكننا أن نطرح شيئاً محدداً يوضح حكمة تحريم الشيء،بل الأحكام عندنا أمور تعبدية،منشأها ما جاء عن الشارع المقدس فلا مجال فيها للأمور العقلية،ولذا حتى لو لم يقبل العقل الحكم فالمكلف ملزم به،نعم لو ذكرت النصوص الواردة من أهل البيت(ع)حكمة التحريم أو علته،أمكننا حينئذٍ أن نذكر العلة أو الحكمة وإلا فلا.

هذا ولا بأس بذكر حكم اللعب بالشطرنج فنقول:

الذي عليه فقهاؤنا جميعاً في هذا الوقت هو أن اللعب بآلة القمار التي كانت موضوعة للقمار إذا تغير موضوعها بمعنى انتفى عنها عنوان آلة القمار ففي هذه الحالة يجوز اللعب بها،مثلاً الشطرنج إذا تحول إلى آلة فكرية أو رياضية بحيث انتفى عنه عنوان آلة القمار ففي هذه الحالة يجوز اللعب به.

نعم ذكر السيد السيستاني(أطال الله بقائه)أنه لم يثبت تحول الشطرنج إلى آلة فكرية،أو رياضية وعليه يبقى عدم جواز اللعب به على حاله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سؤالي في الرجال والأدب
أرغب في معرفة أسماء الأدباء والشعراء الموالين لأهل البيت (ع) وفي جميع العصور إن أمكن

رعاكم الله وسدد خطاكم

الأخ العزيز حفظه الله تعالى ورعاه
بالنسبة للسؤال الذي تقدم به،فمن الصعب أن نقوم باستقصاء جميع الشعراء،والأدباء الموالين لأهل البيت(ع)بحسب التسلسل التاريخي،لكون ذلك يحتاج إلى سعة في المجال،لكننا سوف نذكر لك بعض الشعراء،بنحو متفاوت في عدة قرون،ونحيلك على مراجعة كتاب شيخنا العلامة الكبير الأميني(ره)الغدير،فإنه قد تعرض هناك تقريباً لأكثر الشعراء الموالين لأهل البيت(ع)،كما تعرض لترجمتهم.
القرن الثاني:
1-أبو المستهل الكميت بن زيد بن خنيس بن مخالد،وهو ممن أكثر الأئمة(ع)الدعاء له،ولد سنة 60،وتوفي سنة 126 للهجرة.
2-أبو هاشم إسماعيل بن محمد بن يزيد بن وداع الحميري،الملقب بالسيد،له قصة جميلة في دخوله التشيع،نقلها كل من تعرض لتـرجمته،له تكريم خاص عن الأئمة(ع)توفي في سنة 173 للهجرة.
3-أبو محمد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي،من شعراء أهل البيت الطاهر(ع)المتـزلفين إليهم بالولاء والشعر،استنشده الإمام الصادق(ع)كما ذكر ذلك الشيخ الكليني في الروضة،لم يعرف تاريخ ولادته،كما لم يعرف تاريخ وفاته.
القرن الثالث:
1-أبو إسماعيل محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ابن الإمام علي(ع).
2-أبو الحسن علي بن عباس بن جريج مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر البغدادي الشهير بابن الرومي،مفخرة من مفاخرة الشيعة،وعبقري من عباقرة الأمة.
3-أبو الحسين علي محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد بن الإمام السجاد(ع)الكوفي الحماني المعروف بالأفوه.
القرن الرابع:
1-أبو الحسن محمد ابن محمد بن احمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن ابن الإمام الحسن الزكي(ع)،الشهير بابن طباطبا،عالم ضليع،وشاعر مفلق،وشيخ من شيوخ الأدب.
2-أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الكاتب النحوي،البصري الملقب بالمفجع،أوحدي من رجالات العلم والحديث،وواسطة العقد بين أئمة اللغة والأدب،وبيت القصيد في صياغة القريض.
القرن الخامس:
1-أبو النجيب شداد بن إبراهيم بن حسن الملقب بالطاهر الجزري،من شعراء أهل البيت(ع)نظم في فنون الشعر،وغرد على أفانينه،توفي سنة 401 للهجرة.
2-الشريف الرضي،وهو أعرف من أن يعرف،ولد سنة 359،وتوفي سنة 406 للهجرة.
القرن السادس:
1-الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد الفنجكردي النيسابوري،من أساتذة الأدب المحنكين المتقدمين فيه بالإمامة والتضلع،وهو معدود أيضاً من حملة العلم،ولد سنة 433،وتوفي سنة 513 للهجرة.
وأظن أن فيما ذكرنا كفاية في الجملة،وكما ذكرنا بداية،أكرر فأقول،يمكنك مراجعة موسوعة العلامة الأميني المعروف بالغدير،فإنه تعرض لأكثر الشعراء الموالين لأهل البيت(ع).

س: يعاني كثير من الشباب العامل في مجتمعنا بوجود عثرات و عقبات كثيره في طريق عمله ونجاح مشروعه. فمن هذه القبات التي يصطدم الكثير بها هي مواجهة ولاة الأمور( الأباء) وكبار السن او الشريحه من كبار المجتمع.

وتتلخص هذه العقبه في اتهام او قل وصف الأباء لهولاء الشباب بتمردهم على كثير من العادات والتقاليد، وايضا لومهم والعتاب عليهم لعدم الأخذ بمشورتهم او مشورة وجهاء المجتمع واخذ مشورة من هو خارج المجتمع او قليل معرفه بأمور وخفايا المجتمع. وتتركز اتهامات الاباء للشباب بأن الشباب في كثير من الأحيان يرون ان العمل بطريقة الاباء شئ من ضروب الماضي ولا تصلح لتطبيقها على واقعنا الحاضر.

لكن اقول ، قد تكون هذه الاتهامات من قبل الاباء لاتخلو من شئ من الصحه، ولكن قد يعلل الشباب بأن لكل جيل منهجيته في العمل وطريقته في الاصلاح ولايعدو كوننا عدم استشارت اباءنا هو تدمرنا عليهم، فهم اولا واخيرا وجهاء وكبار مجتمعنا الذين لابد من اللجوء اليهم يوما ما للاستفاده من خبراتهم وتجاربهم في الحياه.

س:سماحة الشيخ، اضع هذه الكلمات نصب أعينكم لتببنو لكلا الطرفين،اباءنا الكرام حفظهم الله وشبابنا العامل وفقهم الله، كيفية التعامل والتعاون مع بعضهم البعض.
ودمتم موفقين

ج: لا يخفى عليك أيها الأخ العزيز أن منهج الحياة الاجتماعية اليوم قد أخذ منحى مغايراً للمنحى الذي كان عليه بالأمس،وهذا بنفسه يستدعى أن يكون منهج الإصلاح والأسلوب المتبع،يختلف عن المنهج والأسلوب المتبع في السابق.

وهذه المغايرة قد تكون أول الأمور التي تستدعي وجود الاختلاف بين الطبقتين،طبقة الآباء،وطبقة الأبناء.

لكننا يمكننا أن نعالج هذه الناحية من خلال ما يحكم به منطق العقل،ويؤكده حكم العقلاء،فإن العقل والعقلاء يحكمان بأن الشباب بإمكانهم أن يتعاونوا مع الشيوخ،في نطاق عملي مشترك،من خلال استفادة كل من الطرفين من قدرات الآخر،فالشاب بعطائه وحيويته،والشيخ بما يملك من تجربة،وخبرة وحنكة ودراية.

فهؤلاء علماء النفس يذكرون أن الإدراك الفطري والتكوين العقلي يتفاوت عند الناس بعضهم البعض،فيوجد فارق تكويني بينهم.

لكن ما يلاحظ من اختلاف بين الشيوخ والشباب من ناحية إدراك القضايا وفهمها وتحليلها،ليس مرده إلى فارق العقل الطبيعي واختلاف المواهب الداخلية،بل إن القسم الأعظم من هذا الاختلاف يعود إلى حنكة الشيوخ لما يملكون من رصيد هائل في التجربة،وعدم خبرة الشباب لقلة خوضهم معترك الحياة.

ولهذا قد نجد تساوٍ بين الطرفين الشباب والأباء في الخزينة العقلية والذكاء الطبيعي،لكن لمواجهة الآباء أحداث الحياة المختلفة،فقد اكتسبوا مستوى خزينهم الفكري ومعرفتهم الحياتية بشكل أوسع عما لدى الشباب.

ولهذا أول مراحل التوفيق بين الطرفين تبدأ من خلال استشارة العقلاء،فإن الذي يحدث باستمرار أن يتخذ بعض الأفراد من العقلاء الذين لهم خبرة تجربية قليلة قراراً حول موضوع معين،معتمدين على رأيهم،ومتصورين صحة ما اتخذوه من قرار،وأنه مطابق للصلاح،ولكن بمجرد عرضه على من هم أكثر خبرة ودراية منهم بشؤون الحياة من الآباء نراهم يكشفوا لهم أشتباههم في التفكير وعدم تمامية القرار المتخذ.

ولذا يحتاج شبابنا إلى الاهتمام بمسألة التجارب الموجودة عند الآباء،ومحاولة الاستفادة منها بشكل يخدم العمل الاجتماعي الإصلاحي،ولا مجال لإغفال دور هؤلاء الآباء في المشروع الحياتي.

وأما الآباء الذين يودون إعانة الشباب في عملهم الحياتي،فعليهم مراعاة الحالات الخاصة للشباب،بما فيها الأمور النفسية،وليس من حقهم التسخيف أو الاستهزاء بهم وتسفيه آرائهم.

فعلى الآباء أن ينسوا في جانب التعاون بين الطرفين أنفسهم لا سيما كبر السن كلياً،وأن ينظروا إلى العالم من زاوية الشاب الذي يودون توجيهه حتى يستطيع الاستماع لما يقال له ويفهمه.

ولذا من المستحسن للأب أن يجعل نفسه في عالم الشباب حتى يتمكن من إدراك عالمهم،ويفهم مشكلاتهم.

كما على الآباء نقل تجاربهم للشباب بشكل لائق ونافع،وعليهم الحذر من المساس بشخصياتهم وكبريائهم،وتجنب التكلم معهم بلهجة الآمر،والامتناع عن العنف والقسوة.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا مجتمعين شباباً وآباء لخدمة مجتمعنا ولما فيه صلاح ديننا ودنيانا إنه سميع الدعاء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ أدامكم الله ..
ما هي الحكمة من إنزال اليدين أثناء الصلاة في حين أن الأخوة من المذهب السني يقوموا بكفتها ، ولو تفضلتم بإطلاعنا على الحكمة من كفتهم في الصلاة والحكمة من وإمداد إصبع السبابة أثناء التشهد ؟

ج: التكفير في الصلاة
الأخت المحترمة أم زينب تحية الإسلام ألقيها عليكبالنسبة لمسألة التكتف في الصلاة وهي ما يسميها علماؤنا بالتكفير،وهي وضع اليد اليمنى على اليسرى في حال الصلاة،فإنها من محدثات الخليفة الثاني،حيث أنها لم تكن على زمن النبي(ص)،لكن لما جئ بأسرى المجوس إلى المدينة وجدهم يسجدون للنار وقد وضعوا أيديهم على بطونهم،فأعجبه ذلك،وقال إن هذا نعم الخضوع والتذلل للمعبود فأمر بأن يكون ذلك في الصلاة.
وهذا من الاجتهاد مقابل النص،حيث أن الوارد عنه(ص):صلوا كما رأيتموني أصلي.
ولم يعهد أنه(ص)عمل ذلك في صلاته،وعليه يكون من التشريع المحرم لكونه إدخالاً في الدين ما ليس فيه،فلا يجوز بل تبطل الصلاة بفعله إذا اعتقد الإنسان أنه جزء من أجزاء الصلاة لابد من فعله.
وقد حكى الصحابي الكبير أبو حميد الساعدي لجماعة من صحابة رسول الله(ص)من بينهم أبو هريرة الدوسي وسهل الساعدي وأبو أسيد الساعدي وأبو قتادة والحارث بن ربعي ومحمد بن مسلمة أيضاً كيفية صلاة النبي(ص)وذكر كل ما فيها من مستحبات صغيرة وكبيرة ولكن لم يذكر فيها هذا العمل أعني التكفير،فليراجع سنن البيهقي ج 2 ص 72،73،101،102. وسنن أبي داود ج 1 ص 194 باب افتتاح الصلاة ح 730، و ح 736.
هذا ولو كان هذا العمل من سيرة الرسول(ص)لذكره عند ذكر صلاته(ص)أو لذكره الحاضرون في ذلك المجلس.
وأما تحريك الإصبع،فلم أعرف لذلك وجهاً والله سبحانه وتعالى أعلم بحقائق الأمور.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ أدامكم الله ..
لأننا حريصين على غرس حب الإمام علي وأهل بيته في نفوس من عمي قلبه قبل أن تعمى عينه ونشر المذهب الجعفري والحث على التمسك بولاية الإمام علي ، وبحكم إختلاطنا وإرتباطنا ببعض الأصدقاء من المذهب السني ، لأحظت أن هناك من أبصر قلبه النور الإمامي وجرى في دمه حب الأمام علي وبدأت الرغبة تسري في عروقه للتشيع فبحث وقرأ وأيقن وحاول في الفعل لكن هناك ما أعاقه ، فما هو دوري الأن وما يجب علي فعله مع العلم بأنني لست من ذوي المعرفة والحجة الكاملة بالأمور الدينية التي تؤهلني بالإفتاء في أي شيء من أمور الدين ، وما هي الخطوات التي ينبغي علي إتباعها معهم حتى أوصلهم إلى طريق النور ؟
ودامكم الله

الدعوة للمعرفة
الأخت المحترمة أم زينب حياك الله تعالى
إن خير وسيلة لك في التعامل مع هؤلاء الذين بدأ النور يدخل إلى قلوبهم هي دعوتهم للإطلاع والمعرفة،واستكشاف الحقيقة والإحاطة بها،فأرشديهم يا أختي إلى قراءة الكتب الحوارية التي تضمنت الحوار بين الشيعة والسنة،وأشارت من خلال الدليل والبرهان إلى أحقية مذهب أهل البيت(ع) بالإتباع.
فأرشديهم مثلاً إلى كتاب المراجعات للسيد شرف الدين رحمه الله،وكذا كتابه الآخر الاجتهاد مقابل النص،كما يمكنك إرشادهم إلى كتاب ليالي بيشاور،وأمثال ذلك من الكتب ذات البحث العلمي الموضوعي،التي لا تتعرض للتجريح ولا السباب أو الشتم،بل تعالج القضية من خلال بحث موضوعي علمي رصين.
وفقك الله تعالى وسدد لك الخطى وجعلك من الهداة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنى والمجادلين بالتي هي أحسن.

الـســــؤال 1 :

يدعـي بعـض العـلمـانين ان اخـتلاف اراء الفقهـاء يجعـلمـن المسـتـحيل تطبيـق الشريعـة الاسلاميـة فـكل مذهـبله رؤيتـه الـخاصـة و ايضا داخل الـمذهب الواحد نشاهـد الاختـلاف بيـن فقهائـه .. فكيـف يمكـن سـن القوانـيينالتي تـوفق بيـن الجميــع .. فكيـف نرد عليه جزاكـم الله كـل خـيـر

الـســــؤال 2 :

كمـا هو معـروف فـان مـجتمعاتنـا العربيـة تشمـل العديد من التيـارات السياسيــة .. لكن لو قسمنـا التيارات الى دينيـة تسعـى لـتطبيق الشريعـة و لا دينيـة تمتلك نظريـات لا تاخـذ الديـن فـي الاعتبـار .. و بـسبـب القمـع الذي تمارسـه السلطـة يتحدون و ينسقـون من اجل الاهداف الوطنيـة المشتركـة .. فهل هذا التـنـسـيـق جائز شرعــا .. افيدونا يرحـمـكــــم الـلـه

ج1: ينبغي أن يعلم أن الاختلاف في الرأي والمنهج من الأمور الغريزية عند البشر،كما أن سد باب المناقشة في وجه العلماء والمفكرين والفقهاء يستوجب حصول ضمور في الفكر وموت العلم والقضاء على روح التفكر.
ثم إن هذا الاختلاف في المذاهب ليس اختلافاً في كبريات الشريعة الإسلامية،وإنما هو اختلاف في الجزئيات ،وهو لا يستدعي عدم صلوح الشريعة السمحاء للمنهجية العامة،إذا وجود اختلاف في بعض المفردات الجزئية لا يستدعي وجود خلل في كلية القانون وكبرويته.
ولذا نشاهد أن القوانين الدستورية الوضعية التي توضع في الدول المتقدمة تخضع بين فترة وأخرى لتغيير لكن في جزئيات صغيرة.
وهذا لا يعني أن الشريعة بحاجة لإجراء تغييرات فيها،بل ما أود قوله أن هذه التغييرات التي تحصل هناك مرجعها للاختلاف الحاصل أثناء التطبيق،وهذا بعينه ما يجري عندنا في الشرع الإسلامي حيث يختلف أبناء المذاهب فيما بينهم في بعض المفردات في مقام التطبيق ليس إلا،وفي بعض الجزئيات.
وهذا بعينه ما يحصل بين أبناء المذهب الواحد،فما يتصور من خلاف موجود بينهم مرده إلى ما ذكرنا.

ج2: إن الأحزاب بشكل عام إسلامية وغير إسلامية،إذا كانت لا تختلف في مبادئها مع التوجه الإسلامي من جهة،وكانت تسعى لخدمة الإنسانية والمحافظة على المصالح العامة من خلال حفظ النظام،فإن ذلك أمر مقبول .

فضيلة الشيخ: ما هو العلاج الناجع لطرد الجن من بيت متأكدون أصحابه من وجودهم؟. أرشدنا يرحمك الله.

وجود الجن
الأخ العزيز ابن القطيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة وجود الجن من المسائل المسلمة لكونها أحد المخلوقات التي تحدث القرآن الكريم عنها،ويوجد بينهم المؤمنون كما يوجد بينهم غير المؤمنين،وقد يسعى غير المؤمنين إلى أذية المؤمنين البشر،من خلال القيام بعملية التلبس بهم،كما أنهم قد يسكنون في بيت ويقومون بأذية أهله.
ثم إنه قد ذكرت عدة أعمال لإخراج الجن ممن تلبس به،أو لإخراجهم من البيت الذي يسكنون فيه،وكذا البيت الذي يرمون فيه الصخر.
وعلى أي حال هناك دعاء يكتب ويجعل تحت الرأس لطردهم من البيت يعرف بحرز أبي دجانة،وهو مروي عن النبي(ص):
بسم الله الرحمن الرحيم،هذا كتاب محمد رسول الله رب العالمين إلى من طرق الدار من العمار والزوار إلا طارفاً يطرق بخير أما بعد فإن لنا ولكم في الحق سعة فإن تك عاشقاً مولعاً أو فاجراً مقتحماً فهذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ورسلنا يكتبون ما تمكرون اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم أن مع الله إلهاً آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون.حم لا ينصرون حمعسق تفرقت أعداء الله وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
فسييكفيكهم الله وهو السميع العليم

إلى سماحة الشيخ ..
عظم الله لكم الأجر بأربعين الحسين (ع)
أتمنى إفادتي في موضوع لطم الشيعه على صدورهم بحجج مروية عن آل البيت (ع) استنادا باحاديث وروايات موثوقه عنهم .
واصارحكم بأن هذا البحث اود الاحتجاج به لدكتور جامعي (حسيني وعلوي حسب كلامه ) ولادعائه ببطلان المأتم التي يقام فيها العزاء والمواساه للزهراء عليها السلام وان ما تقوم به الشيعه من لطم وبكاء في المأتم الحسينيه يدعي بأنها غير صحيحه وليس لها موضع من الاثبات فاتمنى مساعدتي لوضع الحجه بصحة ما نقوم به عن طريق اعطائي الاحاديث والروايات الصحيحه وذكر المراجع لاستند عليها في بحثي وذلك في اسرع وقت ولكم من المولى جزيل الشكر والثواب ومني الثناء والدعاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقامة المآتم
الأخت أم زينب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة إلى إقامة المآتم على أهل البيت الطاهرين(ع)،فقد وردت فيها عدة نصوص معتبرة من قبل الفريقين.
وهنا ينبغي الالتفات إلى أن هذه المجالس نوع بكاء على الميت المؤمن،وعندنا مجموعة من الأخبار الدالة على جواز البكاء على موتى المؤمنين،بدليل فعل النبي(ص)ذلك،وفعله منقول بشكل متواتر،فقد بكى في موارد عديدة:
1-يوم مات عمه وكافله أبو طالب.
2-يوم استشهد عمه الحمزة في أحد.
3-يوم استشهد جعفر بن أبي طالب.
4-يوم مات ولده إبراهيم.
فليراجع البخاري في أبواب الجنائز ج 1 ص 145،ص 148.وسنن أبي داود،وسنن النسائي،والسيرة الحلبية ج 1 ص 462 في الهامش.
ثم إن هذه المجالس تتضمن رثاء موتى المؤمنين،وهذا جائز أيضاً لأصالة الإباحة وعدم وجود دليل على خلافها.
وقد رثى آدم ولده هابيل لما قتله قابيل،واستمرت على ذلك ذريته إلى يومنا هذا،ولم يعرف منكر لذلك من قبل،لكنه ظهر المنكرون أخيراً فعليهم هم أن يقيموا الدليل على المنع.
وقد أقر رسول الله(ص)أصحابه في الرثاء مع إكثارهم من تهيـيج الحزن به وتفننهم في ذكر مدائح الموتى في أخلاقهم وأفعالهم فراجع كتاب الاستيعاب في أحوال سيد الشهداء وعثمان بن مظعون وسعد بن معاذ وسماش بن عثمان بن الشريد والوليد بن الوليد بن المغيرة أبي خراش الهذلي وإياس بن بكير الليثي،وغيرهم.
ولما توفي رسول الله(ص)تنافس الصحابة في رثائه فرثته الصديقة الطاهرة الزهراء،بأبيات تهيج الحزن ذكرها القسطلاني.
وقد وردت من طرق أئمتنا(ع)ما يؤيد هذا المعنى في رثاء الحسين(ع)وأهل بيته(ع)فراجع منتهى المقال في ترجمة جعفر بن عثمان الطائي وأقرأ قصته مع أبي عبد الله الصادق(ع)،كما راجع كتاب كامل الزيارات لأبن قولويه،وثواب الأعمال لشيخنا الصدوق(ره).
وأما اللطم على الصدر أو على الرأس فهو من الأمور الراجحة شرعاً ما لم يرد فيها نهي من الشارع،فالدليل عليها هو أصالة الإباحة التي تحكم في المقام خصوصاً وأنه لم يرد دليل يمنع عنها.
كما أنه يمكن أن يستدل علي جوازها بأنها من مصاديق تعظيم الشعائر،بل يتمسك لها أيضاً بما جاء في زيارة الناحية أنهن خرجن من الخدور لاطمات للصدور،وقد كان ذلك على مرأى من الإمام زين العابدين(ع)ولم يمنعهن عن ذلك فيكون إقراره حجة يتمسك به.
على أن اللطم على الصدر من الأمور العقلائية التي يرون حسنها في الجملة حين التفجع من المصيبة،والله سبحانه وتعالى العالم العاصم.

س: يباع في الأسواق حاليا أقراص الحاسب الآلي ( الكمبيوتر ) CD بأسعار خيالية فمثلا تساوي قيمة القرص الأصلي 10 أمثال القرص المنسوخ على أقل تقدير، مثلاً: سعر أحد الأقراص الأصلي يساوي 20 دينار بحراني وعند نسخه يكلف 2 دينار فقط, فهل يجوز ذلك علما بأن الشركات المصنعة لهذه الأقراص تحذر كل من يقوم بنسخ هذه الأقراص وهي تحتفظ لنفسها بحقوق النسخ، فهل يجوز استنساخ هذه الأقراص؟

س: وهل يجوز بيع هذه الأقراص (في السؤال المتقدم) بأقل سعر لكي يستفيد منه الجميع

ج1: اختلف العلماء في هذه المسألة،فقال بعضهم بجواز استنساخها والاستفادة منها،لأن حقوق الطبع غير محفوظة.

وقال آخرون بعدم جواز بيعها،لا لأن حقوق الطبع محفوظة،وإنما لكون استنساخها مخالف للنظام،ولذا لا يجوز بيعها.

وأما القائلون بأن حقوق الطبع محفوظة فمن الواضح أن فتواهم ستكون بعدم جواز بيعها.

السلام عليكم

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة