في شرح معنى “يا نور المستوحشين في الظلم”

لا تعليق
مسائل و ردود
2.5K
2

س: هل المقصود من قول الإمام أمير المؤمنين(ع) في دعاء كميل: يا نور المستوحشين في الظلم، هو الإمام الحسين(ع)؟

ج: الظلم جمع الظلمة، وهي الغسق، وأما المستوحش فهو القاعد في الخلوات، وهو مأخوذ من الوحشة، وهي الخلوة. هذا وقد ذكر في تفسير العبارة احتمالان:

الأول: أن يلتـزم ببقاء لفظ الظلمة على ما هو عليه من الظلمة الحقيقية، فيكون الباري سبحانه نوراً لمن في بطون الأمهات حيث تحيط بهم الظلمة، وهو سبحانه نور في البحار، كما أنه نور لمن يسلك في الطرقات المظلمة في الليالي غير المقمرة.

الثاني: أن يكون المقصود من الظلم في العبارة المذكورة معنى أوسع لتشمل حتى الظلم المجازية، فيكون سبحانه وتعالى نوراً للمستوحشين في الكرب والمهمات، وكل من تظلم الدنيا في عينيه، وتنـزل به نازلة، وتحل به كارثة ليجد نفسه وحيداً يعاني آلام الوحدة وكرب الوحشة، فلا يجد ملجأ يلجأ إليه سوى الله سبحانه وتعالى.

وبالجملة، يتضح من خلال ما ذكر تفسيراً للعبارة المذكورة أن ليس لها أدنى ارتباط بالإمام الحسين(ع)، فلاحظ.

نعم من المحتمل جداً أن يكون مقصود القائل بكون المولى الحسين(ع) نور المستوحشين، جعل هذا المعنى من باب الجري والتطبيق، كما في القرآن الكريم، إلا أنه معنى بعيد، والله سبحانه وتعالى العالم العاصم.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة