عدالة إمام الجماعة
نص الفقهاء على اشتراط أمور في من يتصدى لإمامة الصلاة، ومن تلك الشروط العدالة فيعتبر في إمام الجماعة أن يكون عادلاً. فما لم تحرز عدالته لم يجز الإئتمام به.
وقد عرفت العدالة بأنها الاستقامة على جادة الشريعة من خلال الالتزام العملي بفعل الواجبات وترك المحرمات.
طريق ثبوت العدالة:
وتحرز العدالة من خلال أمور:
منها: اليقين أو الاطمئنان الحاصل من أحد المناشئ العقلائية. ويكون ذلك عادة من خلال اختبار الإمام في الالتزام بالواجبات وترك المحرمات. وصحبته ومعاشرته ومرافقته والإطلاع على كافة شؤونه وأحواله الحياتية، بحيث يتعرف من خلال ذلك على سيرته وعلاقته مع ربه سبحانه وتعالى.
ومنها: شهادة عادلين بتوفر العدالة عنده.
ومنها: الشياع ممن عاشره بكونه متوفراً على صفة العدالة.
ومنها: ملاحظة وضعه الاجتماعي فلو كان ظاهره حسناً وسلوكه دينياً في المجتمع بحيث يراه الناس إنساناً مستقيماً في الدين والأخلاق ومراعاة الجوانب الشرعية.
ويمكن تحصيل هذا الأمر من خلال واحد من الأمور الثلاثة المتقدمة، فلو شاع بين معاشريه أنه عادل كفى ذلك للبناء على عدالته وجاز الاقتداء به.
تنبيه وتوجيه:
يخسر كثير من المؤمنين ثواب صلاة الجماعة وفضلها ويسمحون للشيطان أن يحرمهم ذلك من خلال توهم عدم احراز عدالة الإمام سيما في الأماكن التي لا يعرفون فيها أحداً، فتراهم عندما يدخلون بلدا ما، أو يكونوا في سفر ويحضرون مسجداً تقام فيه صلاة الجماعة يمتنعون من صلاة الجماعة بحجة عدم معرفتهم بالإمام المانع من احراز عدالته، وقد نص الفقهاء على عدم صحة الصلاة خلف مجهول الحال.
ويفوت هؤلاء عدم انطباق عنوان مجهول الحال في الفرض، لأن حال الإمام من حيث العدالة معلوم من خلال توفر الأمرين الثالث والرابع مما ذكر في طرق معرفة العدالة، ذلك أن وجود عدد من المصلين خلفه يشير لوجود شياع عند معاشريه بكونه عادلاً. كما أن تقدمه لصلاة الجماعة في مجتمعه ووجود مصلين خلفه يكشف عن حسن ظاهره عند مجتمعه بأنه على السلوك الديني بمراعاة الواجبات وترك المحرمات. وهذا المقدار يكفي لأن يأتم به المؤمنون والصلاة خلفه.
